الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا مصالحه ضد مصلحة الوطن

رزاق عبود

2004 / 12 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


بصراحة ابن عبود
لا مصالحه ضد مصلحة الوطن

بعد الخساره العسكريه الكبيره التي منيت بها فلول البعث المتحالفه مع ألأرهاب العالمي في الفلوجه، وقبلها في سامراء، وفي مناطق اخرى، تغيرت لغة التهديد. من خطف الرهائن الى تهديد ضد المنتخبين. وبعدها مقاطعة ألأنتخابات ثم طلب تأجيلها ؟ ولما لم يجدوا اذانآ صاغيا طلبوا التفاوض فردت الحكومه بانه لا تفاوض مع ألأرهاب. فعادوا للنغمة التي بدؤا بها قبل ان يعيدوا تنظيمهم، بعد سقوط ألصنم. اي المصالحه الوطنيه. وهذه المره انظمت الجوقه الفرنسيه، والعربيه، ثم الروسيه، وبعض المتحدثين باسم ألأمم المتحده الى الدعوه للمصالحه الوطنيه، والوحده الوطنيه، واستتباب ألأمور،وتصفية النفوس، ونسيان ألأحقاد،وتناسي جروح الماضي، وغيرها، وغيرها من المسميات، التي تعني مصافحة المجرمين، بدل القبض عليهم، وعناق القتله عوضآ عن محاكمتهم، وتقبيل وجنات مجرمي المقابر الجماعيه بدل معاقبتهم. ففي فرنسا، وروسيا، ومصر، والسعوديه، والجزائر، وسورية، وألأردن، وايران، وتركيا، وليبيا، وقطر،واليمن لا يوجد سجناء رأي. لا، ولا متهمين بألأرهاب. فهؤلاء يشتركون في الحكومات، ويقومون، بتفخيخ السيارت الرسميه. ففرنسا لم تطارد كارلوس في العالم كله، ولم تختطفه من السودان، ولم تبقه في السجن حتى بعد نهاية محكوميته! وروسيا لم تحتل كل الشيشان، وتهدد باستخدام السلاح النووي، والحروب ألأستباقيه لمحاربة ألأرهاب، ولم تطاردهم، وتقتلهم حتى في قطر. ومصر لم تطلب من كل دول العالم، ان تسلمها المطلوبين الهاربين! بل اعطتهم جوازات سفر ديبلوماسيه فسافروا الى "امارة الفلوجه" لتمثيل مصر في سفارتها هناك. وسوريا وزعت الورود على الاخوان المسلمين في حماه، وحلب، واسكنتهم في قصور من الجنة. والسعوديه اكثر الدول ديمقراطيه في العالم فلا تمييز ضد الشيعة، ولا حرمان النساء من حقوقهن. اما اعضاء القاعدة فان الملك فهد يستقبلهم في بلاطه. وألأمير عبدالله بنى لهم شاليهات خاصة على البحر الاحمر حيث يسمح لهم بين فتره، واخرى بالهجوم على سفاره، او قنصليه، او مجمع سكني ليمارسوا هوايتهم البريئه في القتل، وسفك الدماء. ثم العوده الى مخابئهم المرفهه. مجرد تدريب بسيط، لكي لا ينسوا ماتعلموه، من سلخ جلود البشر، في معسكرات التدريب الوهابيه التي مولتها الحكومه السعوديه، وعلماء دينها. أما نحن القساة، الغلاة، غليظي القلوب، فعلينا ان نتسامح، ونتصالح، ونتعلم منهم قيم التسامح، والتصالح، والعفو عند المقدره، الذى ابداه اشقائنا السوريون في حلب، وحماه، وسجونهم(عفوا، دور ضيافتهم) المليئه بالنزلاء المحتاجين الى السكن المؤقت. وان نكون طيبين، وغفورين مثل السلطات المصريه التي لم تعدم، ولم تحكم بأعدام اي ارهابي، او اسلامي، او معارض للصلح مع اسرائيل. حتى قتلة السادات تلقوا المعامله الحسنه، والهدايا، وألأكراميات، وسموا الشوارع الرئيسيه في القاهره باسمائهم. واستلموا نياشين المعامله الحسنه في السجون، التي كثيرآ ما اشادت بها منظمة العفو الدوليه. اما في ألأردن، فألأخوه الفلسطينيون، لا زالوا يتجولون مع اسلحتهم في شوارع عمان دون اعتراض. ولم تطلق قوات امنهم النار على اي مظاهره، ولم يحاربوا اي معارض، ولا يوجد سجين سياسي واحد. واستضافوا العوائل الفقيره المسكينه من اسرة المؤمن صدام حسين حسنة لوجه الله تعالى. علينا ألأقتداء بهم، وبعبد الكريم قاسم، الذي عفا عن المتأمرين عليه، وحاولوا قتله ثم ارسلوه، في سفره ابديه الى السماء لينافس كاكارين في خلوده. وهو مثل بقية رواد الفضاء ليس له قبر، فهو يسكن قلوب الناس بعد ان صار في خبر كان.

نريد ان نسالهم لماذا لا يدعون من حمل السلاه الى القائه؟ لماذا لا يطلبوا من الوحوش البعثيه ان تكف عن سفك دماء العراقيين؟ لماذا يطلبون من الضحيه، ان تركع، وتقبل يد المجرم لكي يرضى عنها؟ عليهم التصالح مع انفسهم وضمائرهم. ان كان لهم بقيه من ضمير. ومن حكم البلاد بالحديد، والنار، وقادها من حرب لحرب، وزرع أرضها بالمقابر الجماعيه، وسرق اموال الشعب، والوطن، وهتك ألأعراض، واستباح القيم. لم نسمع احد يدعوه للمصالحه مع ألأخرين. لم يشبع من الدم، ولم يرجف له جفن، وهو يقتل، ويشرد، ويعذب الملايين. كان لديهم 35 سنه للتفكير، والتراجع، ولم يتصالحوا الا مع الشيطان، وعصابات بن لادن. اعطونا دولة واحدة تصالحت مع قتلتها، وحكامها المحرمين . العالم حارب، وحاكم مجرمي النازيه، والفاشيه، وعسكريي اليابان. وألشعب ألألماني طبق قانون اجتثاث النازيه ومنعهم من كل نشاط، وعمل. وحتى احزابهم، وشعاراتهم، ورموزهم ممنوعه. في ايطاليا ايضآ حرم الفاشيست من اي نشاط سياسي، وعزلوا عن المجتمع. وعندما سمح لهم برلسكوني، اخيرا، بالنشاط شكلوا حزبا يطالب بانفصال جنوب ايطاليا. وحتى امبراطور اليابان الذي كان يعتبر اله في نظر الشعب الياباني قيدت حرياته، وضيقت صلاحياته بعد الحروب، والهزائم، والجرائم، ولم يعد الا رمز لشكليات لا اثر، ولا قيمه لها. ميلوسوفيج يحاكم عالميا في هاغ. مجرمي رواندا حوكموا عالميا كمجرمي حرب اباده. فلماذا نحن من دون اليشر مطلوب منا ان نتصالح، ونتعايش، مع قاتلينا، وذابحينا. ماذا فعل ألأطفال، والشيوخ ليقتلوهم ؟ لماذا تهاجم الكنائس، وألأديره المسيحيه، وهي تدعوا، وتصلي للسلام باسم نبي السلام؟ صلاح عمر العلي يصر، وبكل وقاحه، ان (المقاومه) تشكل اغلبية الشعب العراقي. ومع كل هذه ألأغلبيه لا يدخل ألأنتخابات كي تعيده اغلبيته المزعومه الى السلطه. وحارث الضاري صار متحدثا، وناطقا رسميا باسم المجرمين، والقتله، وخاطقي النساء، وألأطفال، وقاطعي رؤوس ألأبرياء. فكيف تتحدث معه، وتصالحه، وهو يستخدم المساجد لتخزين السلاح، وهي جريمة يحاسب عليها القانون؟ ثم حتى لو افترضنا جدلآ اننا تجاهلنا الام شعبنا، واغلقنا اعيننا عن جرائمهم، وتناسينا فظائعهم، فكيف نتصالح مع اشباح؟ وباي وسيله نصل لهم وقد قطعوا الطرق، ونسفوا السكك الحديديه، ووضعوا المفارز لذبح المسافرين؟ كيف نراهم، وقد قطعوا خطوط الكهرباء، وتركو العراق في ظلام بعد ظلامية حكمهم، وتحالفاتهم؟ كيف نأمن شرهم، وقد اعتبرونا كفار، ومرتدين، وعملاء، وجواسيس يحل،ويستوجب قتلنا؟ فهل نحفر قبورنا بايدينا كما اجبر علي كيمياوي، وجلاوزة صدام ألأخرين المعارضين على ذلك؟ وهل يا ترى نسمح لأمراء السعوديه، وحاكم مصر، وعصابة دمشق، وخنيث ألأردن ان يقودونا كالخراف الى مجزره صداميه جماعيه جديده تصفي العراق من اهله الطيبين؟ ولمصلحة من؟؟؟

رزاق عبود
8/12/2004
السويد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يؤيد قصف منشآت إيران النووية: أليس هذا ما يفترض أن يُض


.. عاجل | المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: هذا ما سنفعله مع إيران




.. عاجل | نتنياهو: لم نستكمل تدمير حزب الله وهذا ما سنقوم به ضد


.. قصف مدفعي إسرائيلي وإطلاق للصواريخ أثناء مداخلة مراسلة الجزي




.. نائب عن حزب الله للجزيرة: الأولوية لدينا حاليا هي لوقف إطلاق