الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاوي وتصريحات ملك الاردن الاخيرة

محمود الحديدي

2004 / 12 / 13
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


المراقب لمواقف بعض قيادات الدول العربية من الشعب العراقي في العقود الثلاثة الاخيرة وخصوصا العربية السعودية ومصر والاردن لايستغرب تصريحات ملك الاردن المثيرة في مقابلة مع جريدة الواشنطن بوست التي ابدى من خلالها تخوفه من الديمقراطية في العراق والتي قد تاتي باغلبية شيعية تفرض حكما اسلاميا مما يهدد اصدقاء امريكا (بما فيها اسرائيل ) . وكان ’’جلالته ’’ كلاسيكيا في محاولته التحريضية والتي دأب عليها والده ’المحترم ’ حتى في سكرات موته , لتخويف امريكا واوربا من شيعة العراق ومن احتمال تحالفهم مع ايران متجاوزا بالبصيرة والبصر الاختلاف القومي بل والفكري احيانا في فهم التشيع بين العراقيين والايرانيين ’’ مما مد في محنة العراقيين ومعاناتهم طويلا , واطال في عمر الدكتاتوية والاستبداد في العراق ورهن اجيالا عراقية بيد اعراب تكريت يتحكمون بمصائرهم وثرواتهم , متناسيا توقيع الشيعة على الدستور المؤقت الذي ينص على علمانية الدولة و تاكيد المرجع الشيعي السيد علي السستاني على ضرورة ابتعاد رجال الدين من الانخراط في المؤسسات السياسية الحكومية ومباركة سماحته لاي نظام تختاره الامة العراقية, بل وزاد , انه لن يعترض حتى اذا انتخب العراقيون رئيسا مسيحيا للعراق , ولعمري , ان هذا الخطاب يعتبر قفزة حضارية في ثقافة وتفكير رجال الدين الذين حرّموا تولي غير المسلم قيادة بلد ذو اغلبية اسلامية , الامر الذي تفتقده الاردن نفسها والسعودية ومصر التي لازالت تمنع في قوانينها حتى ’’ مجرد ’’ ترميم الكنائس. .
السؤال الذي يطرح هنا : هل كان تصريح الملك عبد الله الثاني انعكاسا لتخوّف رئس الوزراء العراقي المؤقت اياد علاوي المعروف بعلاقاته الحميمية بالنظام الاردني منذ ايام الملك الحسين, والذي زار الاردن قبل يومين فقط من تصريح ’جلالته’ خصوصا وان العاهل الاردني اكد ’’بثقة’’على صحة المعلومات المتوفرة لديه فيما يتعلق بدخول مليون عراقي كانوا لاجئين في ايران (وقد سماهم جلالته بالايرانيين) ,, ولا ندري ! هل على اولئك العراقيين التخلي عن جنسيتهم وعروبتهم لان الظروف السياسية اجبرتهم على اللجوء الى ايران عندما اغلقت الحدود العربية في وجوههم ليس لذنب الا لانهم شيعة ومعارضين لحكم صدام حسين ؟ وبالتالي لايحق لهم الرجوع الى وطنهم والمشاركة في اختيار قياداتهم السياسية ؟ !
ثم ان اغلب القيادات الشيعة العراقية اعلنوا مرارا وتكرارا ايمانهم بالديمقراطية ورفضهم لاي شكل من اشكال الحكم الاصولي في العراق مؤكدين على التباين الكبير بين المجتمع العراقي والمجتمع الايراني ورافضين لاي مقارنة بين شيعة العراق وشيعة ايران , وقد جسدوا مواقفهم تلك في بياناتهم المتكررة وانظمة احزابهم الداخلية العلمانية والاسلامية, وما توقيعهم على الدستور العراقي المؤقت الذي سيكون العمود الفقري للدستور الدائم والذي ينص على علمانية الدولة الا دليل يفقع عين كل فتنه يحاول البعض ’طرقها’ لارعاب الطوائف العراقية الاخرى وتحريض الولايات المتحدة الامريكية ’’واسرائيل’’ ضد استمرار العملية الديمقراطية في العراق.
المتابع الدقيق للحالة العراقية ومتعلقاتها وتوابعها يجد ان تصريحات العاهل الاردني وقبلها وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل وقبل(قبلها) امين العروبة السيد عمرو موسى حدثت مباشرة بعد انتهاء زيارات السيد علاوي’’ ومشتقاته البعثية ’’ او مكالماتهم التليفونية خصوصا والواقع الميداني الشيعي يؤكد رفض الشارع العراقي للفكر القومجي الذي يتبناه علاوي وازلامه وسياسته وجهوده الحثيثة (المستميته) من اجل اعادة البعثيين لقيادة الدولة من جديد والاستمرار في حرمان ابناء المقابر الجماعية من الوظائف المحترمة , مما يعني افلاس الاخير في اي انتخابات نزيهه واستمراراخفافه في كسب ود واصوات ناخبين حُسب عليهم طائفيا واختلف مع تطلعاتهم وطموحاتهم . وتاكيدا , فقد عطلت حكومة علاوي القانون الذي اصدره مجلس الحكم بالغاء شهادة الجنسية وصرف جنسية لمن سحبت منهم في عهد النظام المخلوع واصدرت سلسلة من الاجراءات التي تعيق عودة المهاجرين والمهجرين العراقيين الى ديارهم , واخرها فرض تاشيرة دخول على العراقيين الراغبين بالعودة او زيارة بلدهم والذين يحملون جوازات سفر اجنبية وفحوصات مختبرية ضد الايدز بالرغم من قلة السفارات العراقية في الخارج وندرة المختبرات المؤهلة علميا لتك الفحوصات في العراق, مما يعني الاستمرار في دفع الرشاوي على الحدود وتشجيع الفساد الاداري المستشري في الحكومة المفروضة ’’بريـ ابراهيميا ’’ بالاضافة الى تباطؤ الدولة في ارجاع حقوق المهاجرين المصادرة وبالتالي اعاقة عودة عراقيي المهاجر الى وطنهم وحرمان العراق من الكوادر العلمية المؤهلة مما يعني ضرورة عدم الاستغناء عن البعثيين الذين اذاقوا الامة العراقية طعم العبودية بحجة الحاجة لخبراتهم .
ان زيارات المسؤولين في حكومة علاوي المؤقته ’الكثيرة جدا’ الى الاردن بالرغم من موقف قياداته ,وشعبه, السلبي جدا من طموحات الشعب العراقي ومحاولتهم اليائسة لاجهاض العملية الديمقراطية في العراق , واستقبالهم وايوائهم ازلام البعثيين من قاطعي الرؤس ومنتهكي الاعراض, وتمويل تنظيم المؤتمرات الظلامية والقومجية التي تعارض التوجه الديمقراطي في العراق , دون تغير فعلي في سياساتهم , يؤكد على انها ’’ الزيارات ’’ ماهي الا للاستجمام و تقاسم كوميسيونات نهب العراق التي تقوم به شركات ’’عربانية ’’فاشلة , والشد على ايادي الاردنيين في الاستمرار في تحريض العالم ضد اي ديمقراطية حقيقية تجري في العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح