الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنتشار صورالسيد السيستاني في كل مكان، ديانة أم سياسة

هشام عقراوي

2004 / 12 / 13
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


..العملية الديمقراطية التي ضحى الالاف لا بل الملايين من ابناء الشعب العراقي بدمائهم و حياتهم وراحتهم من أجلها، العملية الديمقراطية التي كانت حلما للعراقيين وناضلوا من أجل الادلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع بملئ ارادتهم، تتتحول اليوم مرة أخرى و بعد سقوط الطاغيه الى كابوس أخر يمتنع الكثيرون منهم الاقتراب منها وصارت الحكومة و بعض الاحزاب تدفع الاموال من أجل أن يدلي هذه الشعب التواق الى الديمقراطيه بصوته.
هذه ليست بمصادفة أو مفارقة أعتباطية أو من أفرازات الاحتلال أو الارهاب، بل نتجت عن ممارسات الاحزاب و الحكومة العراقية وبالاحرى عن أدراك شريحة واسعة من الشعب العراقي بالقصد وراء هذه الانتخابات الصورية و بأن هذه الانتخابات ستكون على حساب عراقيتهم. هذه العراقية التي أتفق الكل وحتى الطائفيون على عدم أستبعادها من مختطاتهم. الغريب والمثير للجدل هو أن جميع العراقيين ينبذون الطائفية قولا و يقدسون عراقيتهم و لكن الكثيرين منهم لا بل أغلبهم يمارسون لعبة طائفية مكشوفه.
نبذ الطائفية هو ليس شعارا أو مقولة لا علاقة لها بالواقع ولا تلزم صاحبها بسلوك معين، نبذ الطائفية هو وعي و نهج فكري و ثقافي، نبذ الطائفية هي ممارسة عملية تجبر الانسان و الحزب و الحكومة على التصرف بصيغة معينة،نبذ الطائفية هو ليس أحساس طارئ بل مفهوم شامل يحرم على الجميع بعض الممارسات و يحلل الاخرى. لا يمكن التصرف مع الطائفية بسياسة الكيل بمكيالين، خاصة وأنها تمارس مع نفس الشعب و في نفس الدولة. أي لا يمكنك أن تكون طائفيا و تحرمها على الاخرين، و لا يمكنك أن تمارس الطائفية و تدعي العراقية.
أي أنسان أو مراقب ينظر الى الخارطة السياسية و خارطة القوائم الانتخابية في العراق يرى بوضوح الطائفية و المحاولات الفاشله لأخفاء هذه الطائفية وراء أعطاء بعض المزايا لأحزاب صغيرة تنتمي الى طائفة أخرى كي يشتركوا في قوائم تعود لطائفتهم. هذه في أحسن الاحوال تسمى برشوة سياسية. أن تعطي حزبا صغيرا دورا كبيرا و تبرزه بشكل غير طبيعي، لا يمكن أن تسمى بشئ أخر سوى الرشوة السياسية. ومقابل هذه الرشوة فأن هذه الاحزاب تقوم بأخفاء الهوية الطائفية عن قائمة طائفية.
الاعلام العراقي الحكومي و القنوات الفضائية و الصحف العراقية أغلبها تحولوا الى أبواق لهذه الفئة أو تلك بدل أن يماراسوا دورهم التأريخي في تثقيف الناس و كشف الحقائق. المؤسف في هذه هو أن الاعلام العراقي بشكل أجمالي يحاول أخفاء الحقيقة و أيهام المواطن للادلاء بصوتة لقائمة محددة ويصفون الطائفي بالعراقي الاصيل و الذي يحاول كشف الحقيقة بالخائن و العميل. و يصفون الذين يطالبون بعملية ديمقراطية نزيهة بأعداء العراق و بأنهم يريدون استمرار الارهاب و وضعوا لأنفسهم معادلة عجيبه و يقولون أما أن تكون مع الانتخابات و أجراءها الان أو أنك تريد استمرار الارهاب. وكأن الارهاب سينتهي مباشرة بعد الانتخابات. من يقول أن البلد بعد هذه الانتخابات الطائفية و اجراء الانتخابات قبل استتباب الامن، سوف لن ينجر الى حرب طائفية؟؟؟
محاولة الاعلام العراقي أخفاء اللعبة الطائفية و أخفاء اهدافها و أغراضها وراء بعض القوائم الانتخابية، وعدم النزاهة و الموضوعية في التعامل مع الانتخابات، هي في صالح الطائفية و الارهاب. لأن مثل هذه الاعمال و التصرفات الاعلامية و الحزبية و الحكومية تبعد جيش الديمقراطيين و الليبراليين و الوطنيين من العملية الانتخابية. النزاهه تفرض على الانسان الديمقراطي و المتوازن قول الحقيقة. لنقل أن ضروف العراق تفرض هكذا أنتخابات و لكن من التجني أطلاق صفة الديمقراطية على دكتاتورية القوائم و على الطائفية بالعراقية و الوطنية.
أينما تذهب هذه الايام و خاصة في جنوب ووسط العراق ترى لافتات و شعارات تحث الناس على الادلاء باصواتهم و المشاركة في الانتخابات و لهذه الاغراض خصصت الحكومة العراقية ملايين الدولارات. و بين الصور التي طغت على كل الصور و كل اللافتات صور السيد السيستاني. قد يسأل الكثير من المراقبين لماذا صور السيد السيستاني و هو الذي يقول بأنة سوف لن يتدخل في السياسة. اذا كان السيد السيستاني ليس باحد المرشحين فلماذا صورة على كل هذه اللافتات الانتخابية؟؟ يقال بأن السيد السيستاني سوف لن يرشح نفسه و لكن رجالة المقربون أحتكروا حصة الاسد من مجموع الاشخاص المنظوين تحت قائمتة. يقال بأن السيد السيستاني هو رجل دين و لا علاقة له بالسياسة و لكنه كان المهندس لأول قائمة أنتخابية لا تمثل كل العراقيين. يقال بأن السيد السيستاني لا يمارس الطائفية ويريد مصلحة العراقيين جميعا على حد سواء و لكنه صار أول شخص يصدق على أول قائمة طائفية.
أليس تصديق قائمة معينة من قبل السيد السيستاني وأختيارة لقائمة معينة، تفضيل و تأييد لجماعة معينة و محددة دونا عن باقي افراد الشعب العراقي. اي أن هناك فئة يريدها السيد السيستاني أن تفوز و تحكم العراق. اليست هذه بسياسة؟؟؟ و لماذا يريد السيد السيستاني ان تفوز هذه القائمة بالذات؟؟؟ أليس من أجل ان يدار العراق من قبل منتسبي هذه القائمة الذين يحملون فكرا معينا و لديهم خارطتهم و برنامجهم السياسي؟؟
قد يكون جمع الاحزاب الشيعية (العربية و التركمانية و بعض الكردية الاسلامية و الشيعية المذهب)في قائمة واحدة له علاقة بمذهب ديني محدد ولكن التفاصيل الاخرى كلها سياسية و لا تختلف في المضمون عن ما يقوم به أيات الله في طهران أو اي حزب سياسي أخر. قد يكون هناك أختلاف بين الرؤية الدينية الايرانية و السيستانية و لكن الاثنان يلتقيان في الاهداف السياسية. أي أن الاثنين لديهما مختطات سياسية بالاضافة الى الاهداف الدينية و المذهبية.
يبدوا أن خيمة السيد السيستاني ايضا لديها طولها و عرضها المحددين و لا تسع لكل العراقيين. وألا لماذا لم يحاول جمع أطياف الشعب العراقي و بكل افكارهم و أيديولوجياتهم في برنامج عراقي مشترك و شامل. لماذا جمع فقط الاسلاميين الشيعة؟؟؟ أما الجلبي و بعض اليزيديين فهؤلاء هم أيضا الرشوة السياسية في هذه القائمة و فازوا بهذه الرشوة كي يغطوا على الطائفية.
هذه القائمة هي فقط البداية لقوائم طائفية أخرى لاحقة وبداية لتقسيم طائفي ومذهبي حقيقي للعراق وبداية لسيطرة الفكر الديني المتزمت علىالحياة السياسية في العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر