الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لا يتعظ الحكام العرب؟

عبد القادر أنيس

2011 / 10 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


انتابني الكثير من الخواطر والأشجان والمرارات وأنا أرى القذافي مقبوضا عليه قبل موته والدماء تسيل وتغطي وجهه بينما راح الشباب الذين قبضوا عليه يتحركون حوله ويهزونه ويصورونه في مشهد كافكاوي مثير، بعد أن تسبب في نكبة أسرته ومقتل أبنائه بعد أن تسبب في وضع بلاده طوال 42 سنة بين قوسين زمانيين وتسبب في تخريج هذا الجيل الذي ثار عليه بهذه الطريقة.
هل يعتبر الحكام المستبدون في بيئاتنا البائسة بهذا المشهد؟
لا أعتقد. الإنسان طبعه التوحش وإذا لم يجد من يضعه عند حده فلن يضع، بمحض إرادته، حدا لنزواته وشهواته وأطماعه إلا الراسخون في التحضر والتمدن والثقافة.
فقبل القذافي ألقي القبض على صدام حسين خارجا من جحر بعد أن أطلق العنان للحيته، ثم شاهدناها كالأبله فاعرا فاه للطبيب الأمريكي الذي كلف بفحصه، ثم شاهدناها يتدلى وحبل المشنقة في رقبته.
وقبله هرب شاه إيران ناجيا بجلده ولم يجد في الأرض، بما رحبت، من يستضيفه ويحميه عدا السادات وكأنه جاء ليأخذه معه إلى مزبلة التاريخ.
وبعده شاهدنا أنور السادات يسقط صريع رصاصات أطلقها عليه جنود من جيشه الذي حكم به البلاد بلا منازع بعد أن قام بآخر حماقة له وهي الزج بالنخبة السياسية والفكرية والدينية المصرية في السجون عقابا لها على معارضته، حقا أو باطلا.
وقبلهم تاريخ طويل عريض من الحكام الذين نكبوا في أرواحهم وأبنائهم وبلدانهم.
وبعد هؤلاء فر دكتاتور تونس زين العابدين بن علي بجلده بسرعة لم تتوقعها أفضل المخابر العلمية لرصد الظواهر السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بعد أن هب شعبه ليعبر له عن أن صبره قد نفد وأنه لم يعد يستطيع تحمل حكمه بعد اليوم.
ثم جاء دور خليفة السادات، حسني مبارك، ليلقى نفس مصير زين العابدين بن علي لنراه في مشهد تراجيكوميدي محمولا على سرير إلى المحكمة بينما راح نجلاه في مشهد أكثر هزلية ودرامية يتفقدانه بين الدقيقة والأخرى ومصحفي القرآن في يديهما.
في سوريا واليمن تدور منازلة وحشية دامية لإسقاط الحاكمين المستبدين. ولا يبدو حتى الآن أنهما يعتبران بما حدث ويحدث في محيطهما.
في الجزائر لم يكتف الرئيس بوتفليقة بعهدتين كان الدستور السابق يبيحهما له، فأوعز لدماه في البرلمان أن تعدل الدستور حتى يتمكن من الترشح لعهدة ثالثة، وكان له ما أراد، وها هو لا يكاد يكملها بسبب المرض. بوتفليقة في الحكم منذ 1962، وباستثناء الفترة التي حكم فيها الرئيس الشاذلي بن جديد الذي أطيح به وهو يستعد لتسليم البلاد للإسلاميين بعد أن عاث فيها، هو وصحبه، فسادا. باستثناء هذه الفترة حيث انسحب إلى منفاه الذهبي في سويسرة والإمارات، نراه وقد عاد إلى الحكم سنة 1999 ومازال ينوي البقاء حتى سنة 2014.
في السعودية نقرأ في هذا المصدر :
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2_%D8%A2%D9%84_%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF
بأن الملك عبد الله بن عبد العزيز يبلغ من العمر 88 سنة، تزوج 18 امرأة (أميرة) وأنجب 35 ولدا وبنتا وله ثروة تقدر بـ 18 مليار دولا. ورغم ضعف صحته مازال ممسكا بالسلطة بيد من حديد.
في المغرب نقرأ في هذا المصدر:
http://okdriss.elaphblog.com/posts.aspx?U=2489&A=27337
((وإذا كانت العائلة الحاكمة بالمملكة السعودية، تملك حسب مصدر من الرياض، أزيد من 15 ألف سيارة فاخرة، موزعة بين الملك عبد الله بن عبد العزيز وباقي الأمراء، فإن عدد السيارات التي بحوزة العائلة الملكية بالمغرب، يظل مجهولا، كما لو أنه يندرج في خانة أسرار الدولة، غير أنه مقابل ذلك، هناك رقما تقريبيا حصر على الأقل سيارات الملك محمد السادس في عدد معين، ولو ظل سوى مجرد رقم تقريبي للعدد الهائل من السيارات التي يقتنيها الملك حسب رغباته وأذواقه، فقد طفا مؤخرا إلى سطح التداول، أن الملك محمد السادس الذي دخل لأول مرة سنة 2007 بورصة أغنى ملوك ورؤساء دول العالم، المنظمة من طرف مجلة "فوربس" الأمريكية، والتي احتل فيها المرتبة السابعة متقدما على أمير دولة قطر وأمير دولة الكويت وملوك الدول الأوروبية، يمتلك أزيد من 800 سيارة فاخرة، لينتقل الرقم حسب مصدر آخر إلى 600 سيارة، غير انه انطلاقا مما أفصح عنه مصدر مقرب من القصر، إن الملك محمد السادس يمتلك لوحده حوالي 500 أو ما يزيد عن ذلك من السيارات الفاخرة، الرياضية منها أو رباعية الدفع أو حتى النادرة، بيد أن الرقم مرشح للارتفاع، سيما وأن الملك يعد من هواة اقتناء آخر الصيحات في عالم السيارات.))
ونقرأ في نفس الموقع أيضا: ((يوظف المرآب حسب مصادر رباطية، مئات العمال، بعضهم مكلف بالصيانة والميكانيك، وآخرون، يشتغلون في الحراسة والسياقة، هؤلاء حسب نفس المصدر، يعتبرون موظفون تابعون لإحدى أجهزة القصر الملكي بالرباط، حيث تقتصر وظيفتهم على صيانة سيارات الملك محمد السادس، وكذا الحفاظ على لياقتها من خلال تشغيلها على الأقل أربع مرات في الشهر، أي بمعدل مرة كل أسبوع.
((ذات صباح باكر من سنة 2008، وقف جموع الناس ـ مارة وسائقين ـ أزيد من عشرين دقيقة في انتظار خروج سيارات الملك محمد السادس للقيام باستعراضها الخيالي غير المعلن عنه، حيث توقفت حركة السير بالمحيط الدائر حوله، غير أن هذا التوقف الاضطراري لم يدفع المواطنين المتجهين نحو عملهم أو لقضاء مآربهم إلى التذمر والاحتجاج، مثلما كان يحصل عادة خلال بعض زيارات الملك الراحل الحسن الثاني وكذا محمد السادس مع بداية استئناسه بالحكم، حيث تُشلُّ حركة المرور نهائيا لأزيد من ساعة ونصف ريثما يمر الموكب الملكي، لكن خلافا لذلك، لم يتذمر المارة والسائقون كما كان يحدث من قبل، لكون توقفهم ذاك، سيمكنهم من الاطلاع، أو بالأحرى التفرج على عرض "خيالي" أبدعته سيارات الملك، التي تعتبر آخر ما جادت به التكنولوجيا الصناعية الحديثة في عالم السيارات.)).
ولا يشذ الآخرون عن هؤلاء.
بعض الحكام العرب عاصر حوالي عشر رؤساء أمريكيين وإسرائيليين وفرنسيين وغيرهم. وليتهم مجتمعين حققوا واحدا في المائة مما حققه أحد هؤلاء الرؤساء الغربيين لبلده من حيث التنمية والبحث العلمي والاختراعات وطيب الحياة لشعوبهم والرضا عنهم.
لماذا لا يتعظ هؤلاء من عبر التاريخ؟ لماذا لا يتعظون من رؤساء الغرب الذين يحترمون مدد عهدتهم وينسحبون تاركين تسيير شؤون البلاد إلى غيرهم ممن هم أصغر منهم، ويتفرغون للمهمات الخيرية أو المساعي الحميدة، أو يعتكفون لكتابة مذكراتهم علها تنفع غيرهم؟
ولكن، مثلما يستدرك فيصل القاسم دائما بعد أن يورط شخصا أو نظاما أو موقفا، ولكن، ألا يجب أن تتحمل شعوبنا ونخبنا ومنظوماتنا الدينية والقبلية والطائفية والقومية، مسؤولية أكبر عن هذه الدراما الكافكاوية؟ هل العيب فيهم أم فينا؟ وهل الخير في رؤساء الغرب فقط أم في شعوبهم ونخبهم أيضا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ عبد القادر انيس
محمد حسين يونس ( 2011 / 10 / 22 - 05:38 )
كل ديكتاتور يحكم هذة البلاد او غيرها يتخيل بسبب البطانة المحيطه به انه الاذكي و الاقوى و الافطن حتي الغبي المبارك .. هذا النمط من الحكم يجعل الحاكم يتصور انه اله و لقد حكم مصر في يوم مخبول جعل العمل طول الليل و النوم نهارا و حرم خروج النساء و اطاعه شعبه حتي عندما اغلق حمام للنساء علي من فية و تركهن للموت اطاعه شعبة و بطانته ..القدوة التي يتبعها حكامنا كانوا خلفاء رسول اللة و كلهم ماتوا قتلي او مسمومين و لم يتركوا الحكم الا بطريقة صدام حسين و القذافي حتي ان احدهم و قف امام الجامع اعمي يتسول و لم يعطف علية شعبه بلقيمات خوفا من الحاكم الجديد فمات جوعا بعد ان اكل خفة ... انه تاريخ طويل من الظلم و الحقارة الاخلاقية التي يتمتع بها صاحب السلطة المطلقة سواء كان فتوة عسكرى ربي عضلاته اكثر من عقلة او متخلف اغلق راسة و تركها تعشش فيها صراصير الاديان .. تحياتي و اسفي علي ما اعلق به من احزان طالت الانسان العربي حتي جعلت منه مسخا يحاول ان يفصل طالبات جامعة القاهرة عن طلابها بدلا من ان يتقن لغة تفتح له ابواب المعاصرة


2 - سلسلة النهايات
سهيل حيدر ( 2011 / 10 / 22 - 11:56 )
أخي عبد القادر : بذات المشاعر كنت اتابع الفصول النهائية لحياة القذافي وكأنني لا زلت أحيا بين الليبيين ردات فعلهم ، والتي لا تميز بين مشاعر الفرح بانتصار في لعبة القدم وبين الانتقام من طاغيه .. هكذا نحن في الشرق العربي ومغربه ، تتقدم بنا الجموع الى الامام بكثير من مواقع الساسه .. ففي مثل هذه الاحداث ، قطعت الجماهير اجساد ملوك العراق في فجر صباح يوم واحد وسحلتها عبر الشوارع .. وهكذا وبنفس الطريقة وضع الانقلابيون الجدد ثقالات في جسد زعيم الثورة التي اطاحت بالملوك ليرموه في مياه دجله .. وهكذا وبنفس الاسلوب هاجت الجماهير لتمزق رجالات عهدين سبقا عهد صدام حسين قبل ان تعلق جثته كأضحية لعيد الحج .. سيبقى القذافي ضحية همجيته وضحية همجية الجماهير معا .. وسيبقى دمه معمد بذاكرة يحملها هي التي تسببت في اطلاق رصاصة الرحمة على هامته ، دون ان يتبين لحد الان من الذي اطلقها بالضبط .. تقبل فائق احترامي


3 - هل يصدق فيهم قول موشي دايان ؟
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 22 - 13:41 )
شكرا أخي محمد. الحاكم الذي أشرت إليه هو الخليفة العباسي القاهر (وما أدراك) حيث قام العسكر بسمل عينيه ورموه خارج القصر أعمى حتى انتهى به الأمر إلى التسول والموت حقيرا بائسا.
هذه الحقيقة لا يريد الحكام العرب فهمها. لا يريدون فهم فكرة العقد الاجتماعي التي توصل إليها الغربيون عن طريق اكتشاف الديمقراطية والتعددية والتداول على الحكم بطريقة سلمية
في العصر الحديث تعرض حاكمان لنفس المصير حتى انتهى بهم الأمر إلى التسول: الأمبراطور بوكاسا (وما أدراك) حاكم جمهورية وسط أفريقيا سابقا والأمير دوفاليه حاكم هاييتي سابقا
لعل حكامنا ينطبق عليهم قول موشي ديان عندما نبهه أحدهم إلى كونه باح بأسرار قد يستفيد منها العرب، فقال، إنهم لا يقرأون وإذا قرأوا فهم لا يفهمون..تحياتي


4 - إلى حيدر
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 22 - 13:50 )
شكرا أخي حيدر، الجماهير الهائجة تتصرف بنفس الطريقة التي كان يتصرف بها مضطهدوها. إنها ثقافة العنف التي يحقن بها الناس في المدرسة والمسجد والاسرة وفي الأسواق ومختلف المرافق العمومية والتي يشرف على ترويجها الحكام أنفسهم حتى يقعوا في الحفرة التي حفروها. وما لم نتوصل إلى هضم فكرة العقد الاجتماعي، ونفهم أن الحكم تكليف وليس قهر وغلبة مثلما كان شائعا في القروان الخوالي فلن نعيش مطمئنين في مجتمعات متحضرة.
تحياتي


5 - الحكام العرب والاعتبار من العبر
نزار ابومجتبى الفياض ( 2011 / 10 / 22 - 14:37 )
اضيف الى الحكام الذي انتهى بهم الامر الى التسول بعد طردهم من سدت الحكم لكثرة الاستبداد ولاضطهاد هم حكام بني امية بعد ما انهى بني العباس حكمهم حيث اخذ رجالهم ونسائهم يتسولون ويطلبون الرحمة من الناس
ولكن من كل الاحداث القديمة والحديثة هل يعتبرون ام حجتهم كما قال هارون العباسي (ان الحكم عقيم) وشكرا لكم


6 - مسئولية الشعوب
فاتن واصل ( 2011 / 10 / 22 - 15:22 )
تحياتى لك أستاذ عبد القادر ، أود ان أجيب على السؤال الشهير الذى يطرحه دوما فيصل القاسم والذى تفضلت بطرحه وقد استشعرت منه تحميلك الشعوب العاجزة المقهورة مسئولية أن يصل الحكام الى هذه الدرجة من الطغيان ، وهو رأى شخصى ، فأنا أرى أننا نحمل تلك الشعوب ما لا طاقة لهم به ، ما الذى يملكوه تجاه مناهج تعليمية تكرس الجهل والضعف والذل وسحق العقول !! ثم ماذا يملكون تجاه أجهزة قمعية تهرس من يرفع صوته بشكوى او برأى !! ما لهم وجهاز إعلامى شديد الانحطاط يعمل لتزوير الحقائق وصبغ عقولهم على مدى عهود ... ثم وفى النهاية ماذا يملكون تجاه نظم حكم ودساتير ومنظومة قوانين تحجم حريات وتفتح أبواب الفساد على مصراعيها وتساعد على تغول حكام تغرهم السلطة مع الوقت ليتحولوا الى وحوش !!!!!!! فى ظل هذا كله تنمو وسط البركة المدمرة تلك نوع من الهوام والحشرات يطلق عليه رجال الدين وهم يقومون بدور جوهرى فى هد قوى تلك الشعوب وتدويرها فى ساقية تفاصيل لا نهائية بحيث تكون دوما فى حالة من التخدير تمكن الحكام من كامل السيطرة عليهم.. أشكرك على المقال النافذ والقارئ لحال الشعوب الثائرة البائسة.. كما أشكرك لاتاحة الفرصة.


7 - إلى نزار
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 22 - 16:22 )
شكرا نزار على المرور والتواصل. ما أعرفه عن معاملة بني العباس لبني أمية هو أنهم قتلوا كل من تمكنوا منه من الذكور حتى لا يبقى بينهم من يطالب بالخلافة بل هناك من يروي أنهم أخرجوا حتى عظامهم وبالوا عليها. ما عدا عبد الرحمن الملقب بصقر قريش الذي فر إلى الأندلس وأعاد إحياء الدولة الأموية هناك.
لم ينتج الفكر الإسلام قديما ولا حديثا ولا أنتج الفكر العربي الحديث نظرية في الحكم على طراز نظرية العقد الاجتماعي التي أفضت إلى الديمقراطية والتداول السلمي على الحكم. وحتى المحاولات السياسية الحديثة للاستفادة منها قوبلت برفض القوميين وتكفير الإسلاميين. ولعل هذا أحد أهم الأسباب في استفحال التخلف عندنا.
تحياتي


8 - إلى فاتن
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 22 - 16:55 )
شكرا فاتن على الملاحظة المميزة. في الحقيقة المسألة عويصة ولا يكفي مقال للإحاطة بها. أولا يجب أن نؤمن بحقيقة كثيرا ما تغيب عنا بسبب لهفتنا للخروج السريع من هذا الانسداد والتخلف وهي أنه لا يتوقع من مجتمعات تفتقر إلى فلاسفة ومفكرين وأدباء وشعراء وفنانين كبار أن تخرج بسهولة من التخلف. وما يحزن أكثر أننا لا نشق طريقا جديدا في الحضارة بعد أن كفتنا شعوب أخرى معاناة الاكتشاف والبحث والتضحيات الجسام، ومع ذلك لا نريد. حكومنا لا يريدون الأخذ بأسباب التقدم العصري، نخبنا لا يريدون، شعوبنا لا تريد، رجال الدين لا يريدون. لهذا فأنا أتساءل ردا على ملاحظتك: ماذا بأيدينا فعله غير توجيه النقد لشعوبنا وعلى رأسها المتعلمين والنخب ورجال الدين المشرفين على تكوين العقول خاصة؟ هل يكفي نقد الحكام ووصفهم بشتى النعوت السلبية؟ ألم يقم بهذا العمل مئات الكتاب دون جدوى؟ ألم تعط الفرص لشعوبنا للاختيار الديمقراطي فاختارت الأسوأ؟ أنا شاهد في الجزائر عندما انساق الناس وراء أحزاب تكفر الديمقراطية وفي العراق أيضا ولعل الأمر سوف يحدث في مصر وتونس وغيرها، وقبلها انساقت وراء مستبدين أمثال ناصر وبومدين وصدام.
يتبع


9 - إلى فاتن 2
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 22 - 17:15 )
صحيح أن حكام الاستبداد عندنا ظلوا يسيطرون على أدوات صناعة العقل والأيديولوجيا لقرون طويلة لكن بدأت أسوار هذا الاحكار تنهار مع الإعلامي الحديث. ولكن أيضا لا يجب أن نتوقع من هؤلاء الحكام التنازل عن هذه الأدوات عن طيب خاطر لمن يوجهها نحو القضاء على وجودهم كمستبدين؟ رأيي أنه لا حل غير مواصلة تلك الجهود التنويرية في النقد الاجتماعي والديني خاصة والتي بدأها روادنا التنويريون واستفدنا منها نحن ويجب أن يتكاثر المستفيدون منها، خاصة بعد أن أتيحت الآن فرص عظيمة للتواصل بين الشعوب ونخبها بعد أن سقطت الجغرافيا، لم تتح لأسلافنا ويجب علينا استثمارها ونحن مقصرون..
ألا ترين أن الجميع متفقون على رفض الواقع مثلما عبرت عنه الثورات الجارية، ولكننا عندما نتطرق إلى البديل نختلف ونتقاتل حتى بين النخب المحسوبة على التقدم؟ رغم أن البديل جُرّب في أكثر من مكان في العالم وأثبت جدواه. لا مناص من العمل بصبر ومثابرة ودأب لا يكل ولا يلين لرفع مستوى العقل الجمعي عندنا. هذا الجهد يجب أن يرافق تحرك الناس لتكوين رصيد معرفي عقلاني هو أهم رصيد تفتخر به الشعوب الحية. تحياتي


10 - جـيـنـاتـنـا يا سيد أنيس
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 10 / 22 - 17:22 )
قناعتي التامة ـ وبعدما قضيت من العمر ـ أن المشكلة الرئيسية, هي جيناتنا يا أستاذ أنيس. عد إلى تاريخنا من خمسة عشر قرن حتى اليوم. ماذا نرى سوى القتل والبطش والسحل والخيانات, تحت صراخ الله أكبر... الصباح نهتف للسلطان يعيش يعيش.. والمساء نسقط تمثاله ونهتف يسقط يسقط.. الشعب يريد إعدام السلطان. العلة فينا يا سيدي وبما نؤمن ولا نؤمن, وكيف لا نفكر ولا نحلل ولا ننتج بإذن السلطان سوى النكاح والتفريخ والأكل والصلاة والنوم...
متمنيا لك ديمومة الكتابة والأمـل.. مع أطيب تحية مهذبة
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة


11 - حلم عبد الناصر
هاني شاكر ( 2011 / 10 / 22 - 17:51 )



اليوم يقبع عبد الناصر فى قاع الجحيم منتشيا بانتصار افكاره وانجازاته ... الم يقل بروح النبؤة ... معمر انت تذكرنى بشبابى ؟ الم يكمل معمر مسيرة ناصر وتفوق عليه فى الاجرام بحق الا رض والعرض و الشجر و الحجر ؟

بدا ناصر المسيرة باستيراد زبانية النازى الالمان من المانيا الشرقية لكى يدربوا النشأ الزبانى المصرى فى تعذيب و قطع اوصال مواطنين مصريين من كل الاطياف الفكرية لكى يكمم افواه المصريين ويعم الخراب لوطن قام وقاوم لالاف السنين لكنه الان جثه هامده ... وتتدرب على ايديه - ايدى عبد الناصر - حثالة البشر لكى يحكموا العراق و سوريه و اليمن ... وبلاد تركب الافيال و الشعوب

لكن القذافى كان ابرعهم فى استيعاب الشر وتفوق عليهم فى الممارسة و الانجاز

اقبع هنيئا فى الجحيم يا عبد الناصر ... تلميذك اكمل السباق وها هو الان يطرق بابك مطالبا بالجائزة الاولى


12 - إلى مواطن عاد، بلاد الحقيقة الواسعة
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 22 - 17:58 )
شكرا لك صديقي بسمار على المرور والتواصل. أنا أتقاسم معك هذه المرارة التي ينضح بها تعقيبك ولكني لا أتقاسم معك الحكم. علميا لا دخل للجينات في ما نحن عليه وإلا غرقنا في للعنصرية. ولو صدقنا هذا فيجب أن نبحث لنا عن وسيلة نفرغ بها هذه المرارة مثل الهيروين أو التصرف أو الانتحار.
أنا، ومن خلال تجربتي الخاصة المتواضعة، أثق في أي جهد تنويري، فلنؤد ما علينا من جهد ونعمل على استثمار وسائل التواصل التي بين أيدينا ونترك الشعوب تقرر مصيرها نحو الجنة أو نحو الجحيم، فلسنا أوصياء عليها
المتطرفون من اليسار ومن اليمين الإسلامي هم من يزعمون لأنفسهم هذه الوكالة، أما نحن فلا. أغنية الشيخ إمام تقول: ارم الكلمة في بطن الظلمة تحبل سلمى وتولد نور
ومثلما رمى من سبقنا من التنويريون كلمة في عقولنا المظلمة مثلما يجب أن نفعل
وفي أضيق الحالات علينا أن نستمتع بهذا التواصل بيننا في ظل أغنية أو نكتة أو منظر جميل أو مقال شيق ومن ساعة لساعة صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها..
مودتي.


13 - إلى هاني شاكر
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 22 - 18:12 )
شكرا هاني شاكر. أوافقك تماما، لقد كانت الانقلابات العسكرية نكبة على منطقتنا وحيثما جربت. ولكن لا يجب أن ننسى أن هؤلاء الانقلابيين كانوا قد وجدوا تأييدا كبيرا من النخب والجماهير التي كانت تتعلق بالمهدي المنتظر مهما كان شكله: دينيا أو قوميا أويساريا.
أغلب نخبنا لم تكن ترى الديمقراطية سوى حيلة برجوازية مكروهة.
حاول هؤلاء حرق المراحل مخدوعين بالنموذج السوفييتي في التنمية ففشلوا، ولا يهم هنا حسن النوايا، فطريق جهنم غالبا ما يكون مفروشا بالنوايا الحسنة، كما يقول المثل الفرنسي
تحياتي


14 - الخلافه
zaki yousif ( 2011 / 10 / 22 - 18:32 )
يا اخ عبد القادر المشكله ليست في الحكام المشكله هي من الشعوب العربيه والاسلاميه تصور هذه الشعوب تتمنى ان تعود ايام الخلافه الاسلاميه هم يتمنون ان يحكمهم خليفه هذه الشعوب تحب العبوديه لايمكن ان يعيش العربي او المسلم بدون دكتاتوري


15 - إلى زكي يوسف
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 22 - 19:04 )
شكرا زكي يوسف على المرور والتعقيب. نحن متفقان، ولكن، لماذا تتصرف شعوبنا هكذا؟ هل الأمر يعود إلى جيناتها كما رأى أحمد بسمار إلى حمق فيها لا أمل في شفائها منه؟ أم لأسباب أخرى؟ إذا كانت المسألة مسألة جينات فلا أمل في أي تغيير نحو الأفضل. تقديري أن المسألة لها علاقة بعاملين متحالفين: الاستبداد والدين. والتغيير ممكن، ومجتمعاتنا لا تخلو من قوى حية تقاوم حسب الإمكانيات المتاحة رغم الحصار.
إمكانيات التواصل الإلكتروني اليوم صارت متاحة وعلينا استثمارها أكثر بعد أن غزتها الثقافة الصفراء. وهذا دور المتعلم والمثقف


16 - الى عبد القادر
zaki yousif ( 2011 / 10 / 22 - 19:35 )
يااخ عبد القادر هذه الانظمه الدكتاتوريه الموجوده في بلادنا سببها الاول والاخير هو الدين فالدين يقول للمسلم لايمكن الخروج على الحاكم ان جلد ظهرك واخذ مالك فالحكام في بلداننا هم يتبعون سنة نبيهم لااكثر ولااقل


17 - إلى زكي
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 22 - 21:14 )
شكرا زكي مرة أخى. في الحقيقة الدين يخضع لرجال الدين. وأنا كتبت مقالا في هذا المسألة
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=278418
حيث يجد فيه رجل الدين ما يبرر الخضوع للحاكم كما يجد ما يبرر الخروخ عليه والثورة.
المشكلة في نظري تكمن في أن النخب ذات التأثير على الناس تتألف من رجال الدين خاصة، بينما النخب الأخرى لا تجرؤ على مواجهتهم. بل إن النخب السياسية تتملق رجل الدين وتمدح الإسلام وتشوش بذلك على عقول الناس فلا يعرفون أين الحل. الناس في الحقيقة يتهربون من التعاليم الدينية عندما تتعارض مع مصالحهم. وقد رأينا في أزمنة سابقة قلة إقبال الناس على الدين وحتى السخرية من رجاله والاستعداد للتأقلم مع العلمانية ولو بدون وعي. المعركة مع رجال الدين لا تكفي إذا لم ينتقد الدين نفسه ورفع مستوى المتعلمين الذين يؤطرون أي نضال سعبي.
تحياتي


18 - الى عبد القادر
zaki yousif ( 2011 / 10 / 22 - 22:12 )
اخي عبد القادر اقولها لك مره ثانيه لاتلوم الحكام المشكله هي في جوهر الدين صدقني يااخ عبد القادر لو رمينا هذا الدين في الزباله سنضع اوربا في جيوبنا


19 - تـسـاؤل.. ورد على رد
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 10 / 22 - 23:41 )
أستاذي الطيب
إذا لم يكن الموضوع جيناتيا وجهلا متعمقا في شروشنا التاخة؟ لماذا نبقى جهلاء مخدرين بالدين. بعد خمسة عشر قرن من الزمن. قد تجيبني بيننا علماء وأطباء ومن حصلوا على جائزة نوبل. نعم ولكن ماذا يشكلون وغالبهم لمع في الغرب فقط..مع مزيد الحزن والأسى والأسـف..
لماذا ما زال الخلاف حتى اليوم ما بين السنة والشيعة, حتى الموت والمذابح الجماعية؟؟؟... لماذا نهتف بتعييش السلطان ونفديه بالروح وبالدم صباحا.. وفي اليوم الثاني نسحله ونهشم عظامه ونقتله, ونعرض جثته كغنيمة حرب.. صارخين الله أكبر... وما زلنا نصرخ في وديان الطرشان أننا أفضل أمة عند الله!!!... يا أستاذي ما الضيم في حقيقتي؟ أنا من هذا الشعب المريض.. أبكي على شعبي وعلى نفسي..............
ولك مني تحية صادقة مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الحزينة


20 - إلى زكي
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 23 - 08:01 )
تقول (اخي عبد القادر اقولها لك مره ثانيه لاتلوم الحكام المشكله هي في جوهر الدين صدقني يااخ عبد القادر لو رمينا هذا الدين في الزباله سنضع اوربا في جيوبنا ) فكيف ترمي الدين في الزبالة؟ ومن يقف في وجهك؟ ألم يكن دائما من مصلحة الحكام أن يتحالفوا مع رجال الدين لتنويم الناس بالدين؟ الدين في عقول الناس، ولا بد من معارك ثقافية مريرة ضد من يقف في وجه حرية التعبير والإعلام ونقد الدين ورفع مستوى العقل عندنا ليتمكن من التخلص من أثقال الماضي. تحياتي


21 - إلى أحمد بسمار
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 23 - 08:12 )
عندما نقول في جيناتنا يعني أننا مبرمجين عليه قبل الولادة، فهل هذا صحيح؟ الصحيح عندي أن البرمجة تبدأ بعد الولادة في الأسرة ثم الشارع والمدرسة والمسجدة وغيرها من وسائل تكوين العقل. تحياتي


22 - آخر عودة إلى : عبد القادر أنيس
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 10 / 23 - 10:42 )
أستاذي الطيب
نسيت في تساؤلي البارحة مساء الإشارة إلى الخلاف المحزن ما بين السلطة المصرية (الإسلامية) ووهابي وسلفيي مصر الحاليين وما بين المواطنين المصريين الأقباط, واضطهادهم الواضح ومنع السلطة لهم من ترميم مرحاض كنيسة من غير فرمان سلطاني. نسيت تهجير مسيحيي العراق بمباركة المستعمر الفاتح الأمريكي, وصمت الرئاسات الشيعية والسنية.. وما يجري في لبنان.. وما يظهر في سوريا من تعصب ديني سلفي واضح, مرافقا سطوح وشعارات ما سمي إنـتـفـاضـة!!!...
لهذا أرجوك أيها الأستاذ الطيب والمحلل الفكري الرزين أن ترفق بكلماتي الغاضبة وألا تشك لحظة واحدة بأن لدي أية ميول أو تحليلات عنصرية.. ولكنني ـ بلا شك ـ أسمي الأشياء بأسمائها بدون أية دبلوماسية مزيفة.
ولك مني أصدق تحياتي المهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة

اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان