الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقط القذافي.. سقط سنوسرت الأول

مجدي مهني أمين

2011 / 10 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


الأول مدرجا في دمائه، والثاني، أي الأول، مدرجا في صخوره وأحجاره، كلاهما قاوم بضراوة، القذافي قاوم قاتليه بضراوة، كشاب في العشرين من عمره، سقط عن رأسه التاج هذه المرة ، بيدافع عن حياته، "لا تقتلني يا أبني" هكذا قالت الأخبار، ولكنهم قتلوه، الثوار قتلوا القذافي، فبدلا من المحاكمة، والخضوع لنفس القضاء الطويل، وعملت كده ليه، وعملت ولا ما عملتش، وقفص اتهام، وبدلة بيضاء، ومحامي دفاع وحق مدني، الموضوع خلص في دقيقة ، أو أقل، ووقع الرجل على الأرض دون محاكمة، راحت العدالة فطيس، وخسر التاريخ شهادة المتهم ومرافعته، ودفاعه عن نفسه ، دفاعه اللي كان ممكن يدينه أكثر، كنا نريد أن نرى، وترى الأجيال القادمة كافة الملابسات التي تصنع الديكتاتور، ثم تصنع الطاغية. الأهم أننا كنا نريد محاكمة عادلة، حتى ينتصر القانون هذه المرة.
القذافي كان في وضع يمكنه من قتل الناس وفعل، والثوار كانوا في وضع يمكنهم من قتل القذافي وفعلوا، سقط القانون هذه المرة، أقصد سقط على يد الثوار هذه المرة، هم على حق، هكذا يرون أنفسهم، ونفذوا الحكم، والآن ماذا سيفعلون في كل مرة يرون أنهم على حق؟ ماذا سيفعلون عندما يرى كل منهم أنه على حق؟ لا شك أن المعتدين على شباب الثورة في مصر كانوا يرون انهم على حق فركبوا جمالهم واقتحموا الميدان، لا شك ان المعتدين على شباب ماسبيرو كانوا يرون أنهم على حق، وربما رأى البعض منهم أن ما يقوم به سيضمن له أسهما في الجنة.
ولا أعلم كيف تكون الجنة مكان السلام والدعة كما نراه جميعا في رؤانا ، يكون ثمنا لقتل ودم ومذابح ، لا أعلم، ولكن ما أعلمه أن كل هؤلاء هاربون من العدالة ، هم ومن يتستر عليهم، وكل هؤلاء يرسمون مستقبلا أقل أمنا لمستقبل ثوراتنا العربية، ربما أفلتت تونس من هذا الهروب الكبير، أفلتت عندما سلم قادة الجيش البلاد لرجال السياسة وعادوا لثكناتهم تحت تصرف الشعب لحمايته عندما يتطلب الأمر هذه الحماية، أما باقي الثورات فلا زالت تحتكم للقوة ، القوة المباشرة ، القوة بفعل الحاكم، أو بفعل الثوار، كما حدث في ليبيا إذ سقطوا في أول اختبار للقوة ، أو القوة غير المباشرة حتى يغسل الحكام أيدهم فيلصقونها بالشبيحة، أو البلطجية أو المندسين، أو بمعرفة السلفيين والمتطرفين أو مجهولين، قتل هنا وهناك ، والقتل كالماء المالح لا يروي من عطش بل يغري بالمزيد من القتل. فأي مستقبل هذا؟ من يوقف هذه الدائرة؟
لا توقفها إلا المكاشفة والمصارحة ومحاسبة المعتدي، أما خارج العدالة تسقط الشعوب، وتسقط الحضارات ، ويسقط سنوسرت الأول والثاني والثالث، وكافة أسرات الحضارة ، التغاضي هو المفتاح السحري لهذا السرداب المفضي للهلاك، لابد لثورة ليبيا من محاسبة قاتلي القذافي، وللحاكم في مصر من إلقاء القبض على قتلة ثوار التحرير وماسبيرو، وترك رجال الفكر كي يطرحوا وجهات نظرهم، وقول ما يريدون وما يرونه ضرورة.
أما التغاضي وغلق القنوات وأقالة الإعلاميين ، وعدم ملاحقة الجناة ، وعدم تطهير الأمن كي يسترد هيبته؛ هيبته الوحيدة في أن يكون رجل الأمن رجلا شريفا ولا يتعدى القانون في كافة إجراءاته، أما هيبته في إنه يعمل اللي عايزه ويشخط وينطر، ويسحل ويغتصب، ويعمل ما بدا له ، هذه ليست هيبة، ده تخويف واستعباد لشعب، هذا أمن لا يحقق أمنا بل ينشر ارهابا وظلما، أمن خارج سياج العدالة والكرامة الإنسانية ، خارج العدالة تستشري الجريمة ، ويقتل الثوار القذافي دون محاكمة ، ويهرب قتلة ماسبيرو التحرير بفعل فاعل، وكأن الأرض قد ابتعلتهم، ويسقط سنوسرت الأول ومعه تاريخنا وحضارتنا، ويسقط مجتمعنا كله في ظلام دامس ومستقبل مجهول، وهذا ما لاتريده مجتمعات قامت بثوراتها من أجل مستقبل من نوع آخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حلم عبد الناصر
هاني شاكر ( 2011 / 10 / 22 - 05:39 )




اليوم يقبع عبد الناصر فى قاع الجحيم منتشيا بانتصار افكاره وانجازاته ... الم يقل بروح النبؤة ... معمر انت تذكرنى بشبابى ؟ الم يكمل معمر مسيرة ناصر وتفوق عليه فى الاجرام بحق الا رض والعرض و الشجر و الحجر ؟

بدا ناصر المسيرة باستيراد زبانية النازى الالمان من المانيا الشرقية لكى يدربوا النشأ الزبانى المصرى فى تعذيب و قطع اوصال مواطنين مصريين من كل الاطياف الفكرية لكى يكمم افواه المصريين ويعم الخراب لوطن قام وقاوم لالاف السنين لكنه الان جثه هامده ... وتتدرب على ايديه - ايدى عبد الناصر - حثالة البشر لكى يحكموا العراق و سوريه و اليمن ... وبلاد تركب الافيال و الشعوب

لكن القذافى كان ابرعهم فى استيعاب الشر وتفوق عليهم فى الممارسة و الانجاز

اقبع هنيئا فى الجحيم يا عبد الناصر ... تلميذك اكمل السباق وها هو الان يطرق بابك مطالبا بالجائزة الاولى

اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب