الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرار الفلسطيني بين نهاية الحرب الليبية والاستعداد الاستعماري لشن الحرب الجديدة:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 10 / 22
القضية الفلسطينية


بالاستيلاء على مدن بني وليد وسرت, ومقتل واعتقال العقيد القذافي وافراد من اسرته والمقربين منه, فان الحرب في ليبيا تكون شارفت على نهايتها, وبذلك فان ذات ليبيا تكون قد وضعت على مسار سياسي جديد ذي مسربين, الاول محلي بنيوي هيكلي طبقي جديد, والاخر عالمي انتقلت معه ليبيا من منهجية التعاقد الاستقلالية, حتى لو بمضامين المزاجية القذافية, الى منهجية التعاقد من موقع الاصطفاف والانتظام في مراتبية التفوق العالمي وموازين قواها.وبذلك يكون قد تم تطبيع ليبيا مع النظام العالمي وفقدت برية وحشيتها السياسية القذافية,
اننا نتمنى ان تتوفر للشعب الليبي في المرحلة الجديدة, القدرة على فرز نخبة ثقافية تعي تميز المصالح القومية الليبية, وان تتيح ادارتها السياسية المساحة الديموقراطية اللازمة للنخبة الثقافية الليبية حتى تؤدي دورها الضروري في صياغة قرار قومي ليبي سليم في حركتها الذاتية المحلية في التطور الحضاري والوطني السليم القادر على حماية هذه المصالح واستقلاليتها في تلاطمات الصراع العالمي,
ان الاهم بالنسبة لنا هو الدور الذي سيلعبه مستجد الوضع الليبي في مجريات الصراع الاقليمي العالمي في المنطقة, ومجريات صراع المحاور الاقليمية التي تحاول تحقيق مصالحها من خلال توافقياتها مع محاور القوى العالمية,
فحتى اللحظة من الواضح ان انتصار هذه الدول في الحرب على ليبيا سيتم تقديمه لشعوبيها باعتباره انجازا ثقافيا يخدم تعزيز الديموقراطية في العالم ويخدم منهج القضاء على الارهاب الذي يهدد امن مجتمعاتها, كما انه سيقدم باعتباره انجازا اقتصاديا كونها اعادت صياغة شروط التعاقد على النفط الليبي من جهة وانها ستهيمن على عملية اعادة اعمار ليبيا من جهة اخرى الامر الذي يعني تعزيز اوضاعها الاقتصادية وزيادة فرص العمل الاجتماعية, وبذلك فان هذه الصورة سوف تعزز فرص هذه الادارات في اتخاذ قرار حرب ضد ياقي الدول والقوى الشريرة في منطقة الشرق الاوسط والخليج, اي ضد محور الممانعة ( ايران والعراق وسوريا), باعتبارها معيقا رئيسيا لعملية السلام في الشرق الاوسط وباعتبار توجهاتها النووية
ان نهاية الحرب في ليبيا تعني تفرغ هذه الدول لمواجهة محور الممانعة هذا, خاصة بعد الهزيمة التي الحقها بهم في العراق, وعلى وجه الخصوص الهزيمة التي لحقت بالولايات المتحدة الامريكية من قبل ايران, الى درجة يمكن معها القول ان نتيجة جهد هذه الدول في اسقاط واستبدال النظام القومي العراقي, والذي استفادت منه بصورة رئيسية ايران بحكم سعة المشاركة الشيعية في الحراك السياسي الداخلي العراقي, مما منحه السيطرة على صياغة القرار السياسي العراقي وحركته في الصراع العالمي وضد نفوذية اوروبا والولايات المتحدة الامريكية بصورة خاصة,
اننا في الحقيقة نعيش حالة انتظار قرار بدء الحرب ضد هذا المحور والذي يبدوا انه لن يطول كثيرا. بل يمكن القول ان الرئيسي من الاصطفاف السياسي اللازم لقرار الحرب قد انجز, ولم يبقى معيق امام هذا الاصطفاف السياسي سوى
1- اعتراض الخلاف الفلسطيني الامريكي وانعكاساته على عملية الاصطفاف السياسي الاقليمية, فمن المعروف ان هذه الحرب ستتم على اساس اول حالة مشاركة عربية اسرائيلية, الى جانب المشاركة الدولية, وان ذلك يتطلب مستوى من التنسيق السياسي واللوجستي, وفي حين نرى في قصة محاولة ايران اغتيال السفير السعودي في واشنطن ارضا لعملية التنسيق السياسي فان هناك ولا شك تنسيقا عسكريا لوجستيا يجري ترتيبه بعيدا عن الاضواء,
ان معارضة الولايات المتحدة الامريكية طلب فلسطين عضوية دولة كاملة في الامم المتحدة واعلانها انها ستواجهه بحق النقض الفيتو في مجلس الامن, الامر الذي سيثير ولا شك حالة نقمة شعبية عربية على الموقف الامريكي تربك مسالة الاصطفاف السياسي والمشاركة الاسرائيلية والتنسيق معها, في وقت بات للموقف الشعبي العربي فيه وزنا لا يستهان به في ادارة الشان القومي اقليميا,
لقد تلمست القيادة الفلسطينية حساسية دور الموقف الفلسطيني ووزنه بالنسبة لقرار الحرب ضد محور الممانعة, لذلك لم يكن غريبا منها ان ترى الفرصة امامها سانحة من اجل تحقيق انجاز سياسي اساسي على صورة الحصول على اعتراف عالمي بالشروط التفاوضية الفلسطينية وضمانة ذلك بالاعتراف بها كدولة كاملة العضوية في هيئة الامم المتحدة, وهو الامر الذي اوقع التحالف الغربي العربي في مازق شديد, اضطرها الى تحريك اللجنة الرباعية الدولية,بعد غفوتها الطويلة, من اجل محاولة الالتفاف على الموقف الفلسطيني بحلول توفيقية والحصول على المدة الزمنية اللازمة لتمرير قرار الحرب ضد ايران, والذي يوضح لنا كم هو قريب قرار الحرب هذا
ان القيادة الفلسطينية مدعوة هنا الى عدم الخضوع للضغوط او الانسياق خلف الوعود والتماسك على شروطها التفاوضية والتي بات كما يبدو جزءا _ وان يكن غير معلن منها_ تمرير طلب عضويتنا الكاملة في مجلس الامن, دون استخدام الولايات المتحدة ضده حق النفض الفيتو, وهذا ما ستضح امره قريبا.
ان من اشكال الضغوط على القيادة الفلسطينية هو محاولة توظيف حالة الانشقاق الفلسطيني والتهديد باستبدال شرعية م ت ف بشرعية حركة حماس, وفي هذا الاطار لم تتوانى اسرئيل عن تلميع الصورة الوطنية لحركة حماس بتمرير صفقة تبادل الاسرى, وتضمين هذه الصفقة شروط تهدد سيادة م ت والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية, والذي استجابت له حركة حماس بغباء فصائلي بامتياز, حرمها من تحرير الاسرى بدون اي شروط مقيدة لهم
ان القيادة الفلسطينية مطلوب منها الان مواحهة الضغوط بالضغوط والتي تبدأ من حملة اعلامية واسعة ترفض التنسيق العربي الاسرائيلي في الحرب ضد ايران وسوريا, والتهديد ببدء حركة تصالح سياسية مع هذين الدولتين, كما يجب علينا بدء محاصرة الدور _الرسمي_ المصري المنقاد خلف التوجه الامريكي على الصعيدين الداخلي والاقليمي, والذي تجلى سوءه بل وتامريته من خلال صفقة تبادل الاسرى, الى درجة اخفاء مجرياتها عن قيادة م ت والسلطة الفلسطينية. خاصة وان قرار الحرب لا يزال..... يعيقه

2_ الحاجة لمزيد من الترتيبات اللوجستية اللازمة مسبقا لتحديد ساعة الصفر لقرار الحرب, من مثل استكمال سحب القوات الامريكية من العراق و استكمال تدريب الجيش التركي على استعمال الانظمة التسليحية الجديدة, وترتيب تموضع المشاركة الاردنية بها, غير ان هناك معيقا سياسيا اساسيا يعترض هذا القراربالاضافة طبعا للترتيبات اللوجستية الخاصة بالتعاون والتنسيق العربي الاسرائيلي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس حماس في الضفة الغربية يدعو الأردنيين لـ-مواجهة مشروع ضم


.. الموريتانيون يدلون بأصواتهم في الجولة الأولى من انتخابات الر




.. إيران.. جولة إعادة لانتخابات الرئاسة بين بزشكيان وجليلي


.. موفدنا يرصد الأوضاع في بلدة عيتا الشعب المحاذية للحدود مع إس




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات بعد عودة جيش الاحتلال لمنطقة الش