الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجلاد والضحية ...عندما يلبس أحدهما ثوب الاخر!

طلال سعيد يادكار

2011 / 10 / 22
الارهاب, الحرب والسلام


لا شك أن الفضل الاكبر في انهاء حكم القذافي والقضاء عليه يعود الى النيتو وضرباته الجوية التي دمرت القوة العسكرية لقواته وشلت حركتها أمام تقدم فصائل الثوار الليبيين . وحتى في عملية القاء القبض عليه , وحسب الروايات المختلفة , كانت لطائرات النيتو الدور المهم في تدمير العربات التي كان القذافي يستخدمها مع اعوانه المتبقين للهروب الى خارج مسقط رأسه !
ويوم سقوطه في ايدي الثوار حيا يرزق , طلب في ذلك اليوم ( الرحمة ) ! وهذا يدل على أنه كان يعرف معاني ومدلولات تلك الكلمة ! توسل واستجدى الرحمة من أولئك الذين كانوا يطلبونها منه في الاربعة عقود الماضية ! فهل رحمهم هو في الاربعين سنة الماضية حتى يرحموه في هذا اليوم ؟ هل رحمهم عندما طلبوا منه التنحي وترك السلطة ؟ كان النار والحديد والسجن والتنكيل لغته التي كان يتكلم بها مع مواطنيه ! كان هو الجلاد وكانوا هم الضحايا ! كان هو الحاكم وكانوا هم الرعايا ! كان هو الملك وكانوا هم المملوكين ! كان هو الامير وكانوا هم المأمورين !
أما في ذلك اليوم , يوم سقط أسيرا في ايدي الثوار , فقد أستبدلت الادوار ولبس كلٌ ثوب الأخر ! فقد لبست الضحية ثوب الجلاد ولبس الجلاد ثوب الضحية , فاصبح الجلاد ضحية والضحية جلاداً ! والحاكم محكوما والمحكوم حاكما ! والقوي ضعيفاً والضعيف قوياً ! وضغط على الزناد وانطلقت الرصاصة ! وكل ذلك حصل بقدرة قادر وقدرة النيتو وضرباته الموجعة !
فهل كان يستحق الرحمة أم رصاصة الرحمة ؟ ولعل تلك الرصاصة كانت ارحم عليه من الذل الذي كان سيواجهه في الزنازين وفي اقبية السجون والمحاكم ! وأرحم عليه من حبل المشنقة الذي كان سيلف عنقه في النهاية ! إن تلك الرصاصة وما أحدثتها من فجوة في رأس الطاغية قد أنهت عقودا من الآلام والمعاناة والاضطهاد لملايين من البشر ! ولن يستوعبها ويبررها الا الذين ذاقوا مرارة القهر والظلم ! ولن يفرح بها الا الذين فقدوا أبناءهم واباءهم واخوانهم ! ولعل تلك الفجوة في الرأس تكون عزاءا للنساء الأرامل اللاتي فقدن أزواجهن وللنساء الثكلى اللاتي فقدن ابناءهن على يد تلك الطاغية !
والشعب المضطهد عندما يمتد الأمد في أضطهاده من قبل الحاكم المستبد فأنه يتصف بصفات ذلك الحاكم , كما جاء في مقدمة ابن خلدون . والشعب المسلح لم يتسلح الا بأمر الحاكم الذي لم يدر بخلده يوما من الايام أن يوجه ذلك السلاح الى رأسه هو ! وربما كان من الأشرف له أن يقوم هو باطلاق تلك الرصاصة على رأسه لينهي هو حياته بنفسه !
الم يكن من الأولى أن يُبقى على حياته لكي يقدم الى محاكمة عادلة ؟ ألم يكن من المنصف أن يُرحم عندما طلبها ؟ وقصة أنه اصيب في تبادل لأطلاق النار بعيدة عن التصديق ! أليس من الظلم أن يطلق على رأسه رصاصة وهو أعزل ؟ فما الفرق اذاً بين الجلاد والضحية أو الضحية والجلاد , اذا أصبح الكل في النهاية جلادين ؟ ومالفائدة من الثورة , ان صح تسميتها بالثورة , اذا لم تحقق العدالة للجميع , حتى للجلاد نفسه ؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يكفى ان اسمه القذافى
عبد الحسن حسين يوسف ( 2011 / 10 / 22 - 08:59 )
لقد القت المقاومه الايطاليه القبض على موسلونى وعشيقته وهم هاربين بعد فشل ايطاليا فى الحر ب العالميه الثانيه وقدم الى محكمه ثوريه0 سئله القاضى الثوري اسمك قال موسلونى قال القاضى تحكم بالاعدام اعترض موسلونى وقال انك لم تحاكمنى قال القاضى الثورى احاكمك على مذا فجرائمك لا تغد ولا تحصى وبما انك اعترفت ان اسمك موسلونى وليس غيره فهذا يكفى لاعدامك واعدم0اقول لك سيدى الكاتب على مذا يحاكم القذافى0على الغائه حياة الليبيين اربعين سنة0على تدخله فى دول الجوار ومساندة الطغاة فى اى مكان على مذا ومذا ومذا انه يستحق الاف الاعدامات لا اعدام واحد يا صديقى العزيز

اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار


.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟




.. يديعوت أحرونوت: إسرائيل ناشدت رئيس الكونغرس وأعضاء بالشيوخ ا


.. آثار قصف الاحتلال على بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان




.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض