الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسيرات العفوية للمنحبكجية

بدرالدين حسن قربي

2011 / 10 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


المسيرات العفوية للمنحبكجية
بدرالدين حسن قربي
في الوقت الذي تحاصر فيه مئات الدبابات العديد من المدن والأرياف السورية، وتعيث أجهزة القتل في شوارعها على امتداد الوطن، تعمد سلطات النظام وقواته الأمنية إلى ترتيب تظاهرات مؤيدة وداعمة ولكن بشروط عفوية تأكيداً على امتلاكها قلوب الناس وحبهم لها. وعليه، فقد سُيّرت المظاهرات الدمشقية لتتجمّع في ساحة السبع بحرات الأربعاء في 12 تشرين الأول الجاري، ثم المظاهرات الحلبية في الأربعاء التالي قبيل مصرع القذافي بيومٍ واحد، تأكيداً على أن النظام في أمان واستقرار، وهو مايعمل عليه إعلام التشبيح في تصريحات مكرورة منذ أشهر على أن الأمور ليست أكثر من سحابة عابرة، يخرج من بعدها النظام أشد وأقوى، رغم أنهم يرون بأم أعينهم، تواصل أعمال التظاهرات المناهضة وتصاعدها ويكذّبون، وتكسير هيبته وشتمه يومياً والمطالبة بإسقاطه ويمارون، وهذا حالهم بل ولن يصدقوا أو يعتبروا حتى يروا صاعقة الرحيل الأليم.
المظاهرات التي تُنسب إليها العفوية هي دليل قاطع على أن النظام ماض في شر أعماله إلى أسوأ أحواله على طريق الانهيار والسقوط، فهو كلما ضاقت عليه يعمل على تحريك مثل هذه المسيرات متوهماً القوة وتأييد الجماهير، وهي ظاهرة ينقلها المستبدون عن بعضهم. ومن ثم فلم يكن غريباً أن يُطلق القذافي أكبر مسيراته في طرابلس أول أيام تموز/يوليو الماضي في الساحة الخضراء ويخطب فيها ويتوعد، تعبيراً عن مثل هذه التوهمات التي كذّبها هربه بعد خمسين يوماً، ثم بعد شهرين تاليين أيضاً ليُخرَج من مجرى صرف صحي ويُقتل على يدي أبناء شعبه الثائرين ممن أذاقهم المرارات والأهوال خلال سنوات حكمه.
خروج الليبيين أحفاد المختار ممن سمّاهم القذافي الجرذان، بملايينهم إلى الشوارع والساحات بما فيها الساحة الخضراء ابتهاجاً بسقوطه ورحيله، تأكيدٌ غير قابل للمراجعة من قبل الشبيحة والمنحبكجية على أن الناس يوم يُتركون وحريتهم تتعرىّ الزعامات والانتخابات المزوّرة، والمظاهرات المليونية والاحتفالات المسيّرة، وهو دعوة مفتوحة أيضاً للنظام السوري الذي يعلم حقيقة التسيير والتزوير فيما يكون من مسيرات، لأن يتعظ ويعتبر مما حصل لنظيره القذافي وينزل على إرادة السوريين.
لقد قال بشار الأسد ومعه الكثير من الشبيحة على اختلاف تخصصاتهم وأعمالهم نحن لسنا تونس، ثم قالوا: لسنا مصر، ثم أكّدوا أنهم ليسوا ليبيا ظنّاً أن مقاومةً عمادها القمع والاستبداد تقيهم ثورة الجماهير وغضبها، وممانعةً حقيقتها النهب والفساد تمنع عنهم السقوط والرحيل. ولقد ثار البركان السوري وتظاهر الناس بجرأة من يقتحم الموت وبمئات الألوف، وهتفوا ضد النظام، ولعنوا الوالد وماولد، وحطموا تماثيلهم ولوحاتهم وجدارياتهم، وتحدوا رصاص الأمن ودبابات الحرس الجمهوري وإرهاب الشبيحة، لاليوم واحد ولا لأسبوع بل لثمانية أشهر حسوماً صامدين أمام فظائع التوحش والقتل والاعتقال.
ليس سراً أن كل ماحدث ويحدث في سوريا، كان النظام وأنصاره يعتقدون باستحالته وقد حدث، ولم يبق من هذه المستحيلات لمن يفهم إلا اللقطة الأخيرة التي اقترب موعدها. ولئن كانوا يتهددوننا بقيامة في أحلامهم لاتبقي ولاتذر، وحريق يأكل الأخضر واليابس، فإن القذافي قد تهدد العالمين من قبلهم بحرب إلى يوم القيامة ولم ينفعه صَلَف أو كِبر، ولا آخر مكالمة له كانت مع النظام السوري، من أن يحترق بما تهدد به الناس وأن تكون نهايته والعياذ بالله على الشكل الذي رأته الخلائق على الفضائيات.
إن الشعب السوري الأبقى من حاكمه مهما بلغ جبروته وطغيانه وقمعه، قد أصدر حكمه بعد مداولات دامت اثنين وأربعين عاماً بين حكم الأب والابن، وقال برحيل النظام. وعليه، فلن تنفعه مجازره ولاشبيحته، ولا قوات أمنه ولا آلات قتله، ولا مسيرات عفوية للمنحبكجية يسوق الناسَ إليها وقد أزف الرحيل. فلو أنها كانت تنفع لنفعت القذافي رغم تناحته وكذلك الذين من قبله، ولكن ماأكثر العبَر وأقل المعتبرين...!!؟
http://www.youtube.com/watch?v=LtVBdhOh1F0&feature=player_embedded
http://youtu.be/xjdNSCByCWA
http://www.youtube.com/watch?v=b_qfA0epnFM&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=Tg9MOfgUuDo
http://www.youtube.com/watch?v=CwmhuAyFou4&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=xqHilqUKX6E








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30