الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكتابة فوق الجُثث

أسعد البصري

2011 / 10 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


مشهد قتل القذافي يشبه قناة الجزيرة ، ضجيج و غبار
صراخ و هستيريا ، هذا الضجيج يحجب الرؤية حقاً
هل انتصرنا ؟ هل تحررنا ؟ لا أعرف ولكن حتى الصحف
حين أقرأها لا أرى سوى مجموعة أفاعي مسمومة تكتب
مقالات ماكرة تنصبها فخاخاً لمن ينجو من مكر الفضائيات و ضجيجها
حتى الصفحات الثقافية عبارة عن دوار و شعور بالنقص و أرواح ثقيلة
صحيفة ألكترونية و اسعة الإنتشار ك موقع( إيلاف ) مثلاً يدير صفحتها الثقافية
الشاعر العراقي عبد القادر الجنابي و هو سريالي مهووس بالغرب و ثقافته ، لا أرى
في صفحته سوى الغبار و النقص ، هو نفسه كتب مرةً أن ( الفكرة طمث الدماغ) ويبدو
أن هذه الصفحة الثقافية (طمث) دماغه ، مقالات وتحتها تعليقات
كلها شتائم . قصائد فاشلة كلها اغتراب و شعور بالنقص وتحتها تعليقات
كلها نقصان و عنف و إهانات ، لا مكان لضوء حقيقي
إلا في النفس المطمئنة الواثقة . حيث الأفكار إشراق و نور و ليست طمثاً
في الثقافة العربية كما في السياسة
نحن بحاجة إلى أشخاص محترمين
نساء و رجال يحترمون أنفسهم ويحترمون القاريء
المُضحك أن الرئيس مُعمّر القذافي هو مَن أنفق على فلم الرسالة بنُسختيه
العربية و الإنكليزية ، حيث كان المخرج العالمي مصطفى العقاد
حينها بحاجة ماسّة إلى عشرة ملايين دولار لإنتاج الفلم قدمتها ليبيا . لم يخطُر
بباله أنه سيُقتل بسماء الناتو و بنادق شعبه . لَم يخطر بباله أنّ أبا جهل و الحمزة
سيتحالفان و يضربانه ضربة رجلٍ واحد . لَم يخطر بباله أنه سيُقتل
كما يُقتل ثعبان وتعلو على جثّته صرخات (ألله أكبر) ممزوجة بأزيز الطائرات الفرنسية . وقد صَدَقَتْ هند بنت عتبة
يا للرّوعة ، حمزة صيّاد الأُسود يصطادُ الحشرات
المشكلة ليس كُل ما يُعرَف يُقال ، هذه مُشكلة
حتى لو كُنتَ صعلوكاً حقيقياً مثلي تبقى هذه المقولة صحيحة
ليس كُل ما يُعرَفْ يُقال
نحن بحاجة إلى كُتّاب نُبلاء و أشراف
الشّرف هو ما أشْعَلَ شكسبير وليس الموهبة
النفس الكبيرة صَنعَتْ دوستويفسكي
الكرامة الشخصية خَلَقَتْ المتنبّي
لا تستطيع أن تنجح في الكتابة
وأنت تسير بروح جربوع و تنطق من فم سعدان
الناس تقرأ لك ليس لأنك عبقري زمانك ،
فالمكتبات مليئة بالعباقرة الأفذاذ
الذين تحتاج قراءتهم مئة عمر فوق عمرك
الناس تقرأ لك لأنك شريف و لستَ ثرثاراً منافقاً
لأنك لا تقف مع القوي و لأن أحداً لا يدفع لك
ولأنك أفقر الجميع يخافك الجميع
الكتابة تجربة روحية كالعرفان في الإسلام
فالعرفاني لا يعبد الله طمَعاً بالجزاء بل حُباً للحق
ولا يُجاهدُ نفسَه لأنها بلا نوازع سوء
كذلك الكتابة الروحية تمتلك الكاتب حتى يقع ضحيّة الصّدق
كما يقع العرفاني ضحيّة الوَلَه
ليس عندي دليل عقلي أتبعه ، بل هناك بوصلة روحيّة
يملكها الشاعر تلمعُ دائماً في الظلام
عندي من حُبِّ الحريّة ما يضعني في مواجهة دائمة مع الظلم والدكتاتور
لكن إذا كان لعنترة بن الشداد ما يكفي من الشّرف ل (يعفّ عند المغنمِ) فلا أقل
من أن يكون للكاتب ما يكفي من الشّرف ليعفّ عن الكتابة فوق الجُثَث . خصوصاً
إذا كانت تلك الجثث قد سقطتْ في حروب غير متكافئة
و غير شريفة . وأعتذر أخيراً من القاريء العراقي الجليل فأنا خادمه
و ليس لي الحق الخوض في أمور تخصُّ شعباً عظيماً آخر غير شعبي العراقي الخالد
شكراً هادي المهدي
لقد تغيّرتْ ملامحي
منذ وضعتُ وجهك على وجهي


[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كيف نحترم هذه الثورة؟؟؟!!!
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 10 / 22 - 14:32 )
لا حسرة في قلبي على ملك الملوك. ولكن الحسرة الكبيرة في قلبي على الإنسان الذي رأيته يسحل ويقتل تحت صراخ الله أكبر. فاستنكرت هذا الإله.. واستنكرت هؤلاء الثوار.. واستنكرت هذه الثورة العرجاء!!!...
كيف يمكن بعد اليوم أن نطالب بالحرية والعدالة, وأمامنا وجوه تدوس العدالة والإنسانية بإمرة إلــه البطش.. الله أكبر!!!...
لماذا لم تحاكموا هذا الإنسان الذي استولى على عقولكم وأرواحكم طيلة 42 سنة. لماذا شاركتم بقتله حكام الناتو الذين استقبلوه كالفرعون الفاتح في ديارهم من أشهر قليلة. ومنهم من قبل يديه (برلوسكوني) كأنه بطرك روما...
عار على الثور وعار على الغرب. لأنكم بقتل هذا الإنسان حرمتم الإنسانية والعدالة من معرفة أية حقيقة... لا يمكنكم أن تمنعوني من التساؤل : من يستفيد من الجريمة ومن يحركها.
مع تحياتي المهذبة لكاتب هذا المقال الواقعي الرائع السيد أسعد البصري.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الحزينة


2 - غاية في الروعة
أسعد البصري ( 2011 / 10 / 22 - 23:58 )
~~~~~~~~~~~~~~
الأستاذ أحمد بسمار المحترم
تعليقك غاية في الروعة شكراً لك


3 - المدنية والحضارة
متعب الهذال العتابي ( 2011 / 10 / 23 - 08:59 )
متى كنى متحضرين مع المرأة والطفل حتى نكون متحضرين مع قاتلينا
سيدي الكريم عزائنا اننا نعلم ان طريقنا صعب وطويل
شكرا على هذا المقال الجميل


4 - لماذا نلوم
العتابي فاضل ( 2011 / 10 / 23 - 16:28 )
استاذي القدير لما اللوم أليس هو دينهم اليس هوَ أسلامهم أليس هم من جائوا بشعارهم(أسلم تسلم) أذن لا نلوم سياسة القتل كما ذكرت تحت تهليل ألله واكبر لانستغرب ماعلينا الى ان نسجد لهم لكي نفوز برضاه ورضاهم.كل يوم تتحفنا بمدادك الفذ سيدي البصري أسعد.

اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت