الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرجل موقف وكلمة

حسن محمد طوالبة

2011 / 10 / 22
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


لابد من التمييز بين الرجل , وبين الذكر الذي نميزه عن الانثى , وبين الرجل والزلمه , الرجل هو من ذكر في القرأن الكريم أكثر من مرة , بمعنى أنه صاحب الكلمة والموقف . الرجل ليس الذي تجاوز عمره 18 سنة , لان حياة الرجال لاتقاس بالسنين فقط , بل تقاس بالافعال والمواقف الخالدة التي يقفها ازاء معضلات الحياة وتحديات الاعداء الخارجية ,واذا اخذنا العمر مقياسا للرجولة , فلنا في القائد العربي الشاب محمد القاسم عبرة , فهو الذي فتح بلاد المشرق ولم يتجاوز عمره 17 عاما , ودانت بلاد الصين للدولة العربية انذاك .
يقابل هذا الصنف من الرجال الذين يتحلون بالروح العالية , صنف اخر يركضون وراء المادة , ويسيرخصون في سبيل ذلك كل القيم والعادات والمثل العليا ,ويضحون بالشرف والاخلاق من اجل حفنة من الدنانير او الدولارات . الصنف الاول مستعد للتضحية في سبيل موقف او كلمة شرف ينطق بها , اما الصنف الثاني فلدية القدرة على الانحناء والتراجع والانقلاب حينما تحين فرصة للربح المادي.
رجل المواقف هو الذي يعلن موقفه في السر والعلن , لا يحسب حسابا للعواقب من قبل السلطة او من المتنفذين فيها ,يقاتل الشر من اجل فكرة سامية , وليس من اجل اغراض مادية او اطماع ذاتية .
رجال المواقف هم نقيض الذكور والزلم المحسوبين على الامة , ممن يتشدقون بالمبادئ ,ويطعنونها في الظهر من خلال سلوكهم اليومي .
الرجال .. الرجال هم الذين نشاهدهم اليوم في الساحات والميادين العامة , يتحدون كل مظاهر القوة القمعية التابعة للسلطة في هذا البلد او ذاك .هؤلاء هم الذين يخلدون امتهم بالافعال والمواقف والكلمات , ومن خلال امتهم يخلدون انفسهم , كما هو الحال في رجالات امتنا العربية في كل الميادين العسكرية والفكرية والعلمية .
اما الصنف المقابل من المحسوبين على الرجال فهم الذين يدعون لانفسهم كل المعارف والبطولات الكاذبة , يتظاهرون بالدفاع عن ابناء الشعب , وهم في الحقيقة يسرقونهم في وضح النهار , يغلبون مصالحهم على مصالح غالبية الشعب ,يركضون في الدروب المعتمة , ويتسكعون على الابواب لينالوا فتات الموائد الفاجرة , وبالتالي يبيعون انفسهم في اسواق النخاسة باثمان بخسة .
ينطبق الوصف الانف الذكر على الحكام العرب الذين اسقطتهم الانتفاضات العربية او الذين في طريقهم الى السقوط ,فقد استمرؤا الخنوع والاستسلام والرضوخ للامبريالية , وابتعدوا عن روح الامة العربية وتراثها وقيمها ,ولم تعد هذه السمات تهزهم ولا يعيرون لها وزنا , ولا لمعاناة الشعب اي اعتبار .
الامة العربية امة عظيمة عندما تتمسك بالقيم والمثل العليا التي جاءت بها رسالات السماء , وبهذه القيم يتعزز وجود الامة الحضاري , فلا تعرف التعصب ولا التعالي ولا الغطرسة ولا التمييز بين الاديان او القوميات ولا الطوائف . لقد عانت الامة الظلم بابشع صوره من الدول الاستعمارية , ومن قبل الحكام التابعين لهذه الدول . وفي ظل هذه الانظمة المتسلطة , تساوى العرب وغيرهم في المعاناة وتساووا بالظلم , واتهم العرب بالعنصرية والتسلط , وهم من هذه التهم براء .
العلة في الحكام المحسوبين على صنف الرجال , ولكنهم لم ياخذوا منه غير صفة الذكورة التي يتشابهون فيها مع الحيوانات . وفي خضم الانتفاضات العربية , تحتاج الامة اليوم الى رجال مؤمنون
اصحاب كلمة وموقف , ينقذون الامة من حالة التردي الى حالة النهضة والتقدم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: الرئيس يجري تعديلا وزاريا مفاجئا ويقيل وزيري الداخلية


.. ما إجمالي حجم خسائر إسرائيل منذ بداية الحرب على قطاع غزة؟




.. بعد فشله بتحرير المحتجزين.. هل يصر نتيناهو على استمرار الحرب


.. وائل الدحدوح من منتدى الجزيرة: إسرائيل ليست واحة للديمقراطية




.. وول ستريت جورنال: أسبوع مليء بالضربات تلقتها مكانة إسرائيل ا