الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شدوا الجرذان

احمد الجوراني

2011 / 10 / 22
كتابات ساخرة


شدوا الجرذان,نداء اطلقه القذافي الى الملايين الذي يعتقد واهماً انها معه,فلبت الملايين ندائه وحققت رغبته ولم تخيب امله عندما قامت بشده مذموماً مدحورا كالجرذ المذعوربعد ان طاردته على مدار اشهرفي(بيت بيت..دار دار..زنقه زنقه)جحر جحر..ماسوره ماسوره في يوم لم ينفعه فيه كتابه الاخضر او نظريته العالميه الثالثه او مسدسه الذهبي الجميل,وما يثير الغرابه هو لماذا يحمل هذا السلاح البسيط في معركه تستخدم فيها اسلحه متوسطه وثقيله,ولكن يبدو انه يحمله (لوقت الضيج) كما في المثل العراقي الشعبي ,كان الاجدر به ان يستخدمه لوضح حد لحياته بدل هذه النهايه المذله.
على مدى اكثر من اربعة عقود من الزمان لانعرف كيف ادار القذافي حكم ليبيا وهو الذي لم يستطع مع حاشيته ادارة الازمه التي اطاحت بحكمه حيث اخذ يتخبط بتصريحاته وندائاته,تارةً يصف شعبه بالجرذان ومتعاطي المخدرات واخرى يعتبرهم ابنائه المخدوعون,واخرى انه مقاتل من الصحراء ولايملك سوى بندقيته وسوف يقاتل ولانعلم بأي منطق يرفع الاب سلاحه بوجه ابنائه,منذ انطلاق شرارة الثوره الليبيه الى يوم( شده)من قبل الملايين لم نسمع منه مفردة(الحوار)او اي مفرده اخرى تدل عليها وكأن هذه المفرده لاوجود لها في قاموسه الاخضر.
كان بامكانه التعاطي بايجابيه مع متطلبات المتظاهرين المشروعه وحصر الازمه داخلياً ولكنه ابى واستكبر وتعامل معها بعنجهيه وصلف واعتبرها مؤامره خارجيه وان شعبه عملاء للغرب ولاسرائيل والبعض منهم تحركهم اجندات دينيه متطرفه,كما اعتبر الدعوات العربيه الجاده المخلصه لوقف العنف تجاه شعبه تدخلاً في الشؤن الداخليه وان هناك ايادي عربيه خفيه تحرك هذه الازمه حسب نظرية المؤامره الراسخه في عقله المريض لتتحول من ازمه الى انتفاضه الى ثوره شعبيه عارمه تطلب تدويلها من خلال مساعدة حلف الناتو في حماية الشعب الليبي بتفويض من الامم المتحده ليحولها في فكره الموهوم الى واحده من الحروب الصليبيه وكأنه صلاح الدين الايوبي.
لقد رحل القذافي غير مأسوف عليه وطويت معه صفحه مظلمه من تاريخ ليبيا قضاها بالتأمر على دول جواره وجوار جواره وكان يتلذذ في اذكاء التوترات وزرع الفتن ليس في هذه الدول ولكن في دول بعيده عنه اضافة الى افساد الحياة السياسيه وتدمير مؤسسات الدوله وخطف احلام الشعب الليبي وتطلعاته في الحريه والعيش الكريم , لقد استحق هذه النهايه المخزيه بعد ان صم اذنيه عن سماع صوت العقل واغمض عينيه عن رؤية حقيقه جديده ماثله امامه وهي ان الشعوب بعد الربيع العربي لايمكن ان تحكم بالاستبداد.
ان نهاية القذافي بهذه الطريقه المهينه رساله واضحه الى جميع الحكام الطغاة والمستبدين في ان اوان التغيير والاصلاح قد حان وان الجدار الدفاعي للانظمه سقط وقطار التغيير يتنقل في جميع محطات العالم العربي,والتغيير قادم لامحال, فاما ان يجعله الحاكم باهظاً ومكلفاً عليه وعلى شعبه او يجعله سلساً بسيطاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش


.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان




.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي


.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح




.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص