الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشاكل التي تثير قلق الإنسان في عالمنا العاصر

حسين عوض

2011 / 10 / 22
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


إن التطورات الأخيرة التي جرت على العالم من خلال الثورة العلمية والتكنولوجية وانعكاسها على علاقات الأمم, وتواصلها حتى بات هذا العالم الكبير عبارة عن قرية صغيرة, كان من نتائجها انقسام العالم إلى عالم صناعي مهيمن, وإلى عالم مهيمن عليه من قبل الرأسمالية العالمية, وقد انعكس تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على التحولات الاجتماعية والعسكرية والثقافية, وتجلى ذلك فيما وصلت إليه البشرية في بداية الألفية الثالثة.
إن الاستخدام السيئ للمنتوج الإنساني يعرقل كل ما تطمح إليه الحضارة الإنسانية, وقد يقودنا ذلك إلى مستقبل غامض وفوضوي, وما يثير القلق ويهز الضمير الإنساني هو الأسلوب الذي يتعاطى مع قضايا الإنسان المصيرية, حيث أن أسلوب المغالطات المغرضة تهدف إلى اتخاذ الناس وسائل لا غايات, وهذا الأسلوب لا يمكن أن يوصل إلى طموحات البشرية في ظل استمرار الحروب.
إن الدول الكبرى التي تتحكم في وسائل القوة العلمية والاقتصادية والعسكرية والإعلامية لا تعمل من أجل الاستقرار في العالم, وإنما كل ما يهمها أن تعيش شعوبها بأمن واستقرار, وإلا ماذا يعني الاحتلال الأمريكي للعراق في عام 2003, والحروب التي تخوضها أمريكا وحلفائها الأوروبيين في أفغانستان. أين دور العالم المتمدن من المؤتمر الذي عقد في روما بتاريخ 16.11.2009من أجل إيجاد حل للجوع والفقر الذي يهدد سدس سكان العالم .
كل ما نلمسه من عالم الشمال هو ازدواجية خطاباتهم وسياساتهم حول دول العالم الثالث, وبالتحديد حول القضية الفلسطينية, وعلى مدار ستة عقود لم تجد حلا لأن أمريكا تقف إلى جانب مصالحها في الشرق الأوسط المتمثلة بدعم إسرائيل.
إن ما يقلق العالم هو الاحترار الكوني, والتلوث البيئي, والتصحر, والتسارع نحو امتلاك أسلحة الدمار الشامل, بالإضافة إلى مفهوم العولمة الذي يزيد الدول الغنية غنا والدول الفقيرة فقرآ, والتي تعمل لآلية استعمارية جديدة تصنع مشروع الابتزاز البشع لخيرات الشعوب, والقضاء على الهوية الوطنية, واقتلاع الثقافات الوطنية, والعمل على أمركتها, وما يقلق البشرية هو الاحتباس الحراري الذي يجري من خلاله ارتفاع درجات الحرارة في الأرض بسبب زيادة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي, والدراسة التي قام بها "ميلز ألين" من جامعة أكسفورد في بريطانيا يقول: "الإنسان هو المتسبب بالتغيرات المناخية التي ضاعفت خطر الجو الرطب الذي يتسبب في حدوث الفيضانات في العالم, وإذابة الجليد في المحيطات".
إن ما يقلق الإنسان في الحضارة الإنسانية بالإضافة لما ذكر الألغام المزروعة في العديد من دول العالم, وتقدر تقارير الأمم المتحدة عن وجود 120 مليون لغم موزعة على 75 بلد في العالم, وتقتل الألغام شهريا 800 شخصا وتجرح 1200 في أماكن عدة في العالم, ومقابل نزع كل لغم يزرع مقابله 20 لغم, بالإضافة إلى الفقر والجوع في عالم الجنوب, هذه المجتمعات التي تعيش المجاعة, وتدفن موتاها في كل لحظة, والمجاعة في شرق أفريقيا هي الأسوأ منذ 60 عاما, وبالتحديد في الصومال وأثيوبيا وكينيا, يقول روجي غارودي: "يموت الناس في الجنوب من نقص الإمكانيات أما في الشمال فأنهم يموتون من غياب الأهداف والغايات".
إن المظاهرات التي اجتاحت ما يزيد عن ألف مدينة في العالم في أواسط شهر أكتوبر منددة بالنظام الاقتصادي الرأسمالي, وسياسة الشركات العملاقة العابرة للقارات والبنوك الكبرى مؤشر على تدهور الأوضاع الاقتصادية بسبب سيطرة ونفوذ سلطات المال.
تبذل المنظمات الدولية من أجل تخفيف معاناة البشرية جهودا للتخلص من الحروب المدمرة التي يستخدم فيها اليورانيوم المخضب من خلال تحويل النفايات النووية في الولايات المتحدة الأمريكية وتصنيعها وتصديرها إلى بعض الدول الأوروبية واستخدامها في حروبها في العراق وأفغانستان وكوسوفو وصربيا وفي غزة, وهذا السلاح الفتاك الذي يدمر البيئة والبشر, وتعمل العديد من المنظمات العالمية من أجل منع استخدام هذا السلاح, منها "التحالف الدولي لحضر اليورانيوم", "وأطباء العالم ضد الأسلحة النووية", بالإضافة إلى منظمات حماية البيئة العالمية والإقليمية كمنظمة السلام الخضر, والمنظمة الألمانية لحماية البيئة التي أسست عام 1975, وما يجري من تلوث للبيئة يهدد مستقبل الحياة على الأرض, وقد عقد عام 1992 في مدينة ريودوجانيرو بالبرازيل "مؤتمر قمة الأرض" ضم ممثلي 178 دولة " من أجل حماية كوكب الأرض, ووضع المؤتمر سياسة للنمو العالمي وحماية البيئة, والقضاء على الفقر, وفي عام 2002 عقد مؤتمر آخر في جوهانسبرج بجنوب افريقيا من أجل التنمية, فماذا ينتظر العالم بعد ذلك!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلام: شبان مغاربة محتجزون لدى ميليشيا مسلحة في تايلاند تستغ


.. مفاوضات التهدئة.. أجواء إيجابية ومخاوف من انعطافة إسرائيل أو




.. يديعوت أحرنوت: إجماع من قادة الأجهزة على فقد إسرائيل ميزتين


.. صحيفة يديعوت أحرنوت: الجيش الإسرائيلي يستدعي مروحيات إلى موق




.. حرب غزة.. ماذا يحدث عند معبر كرم أبو سالم؟