الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تسقطوا الغصن الاخضر من يدي

ادم عربي
كاتب وباحث

2011 / 10 / 23
القضية الفلسطينية


في ١٣/١١/١٩٧٤ وقف ياسر عرفات الزعيم الخالد للفلسطينيين امام الجمعيه العامه للامم المتحده على المنصه لينهي خطابه التاريخي ، في المره الاولى التي دخل عليهم زعيم فلسطيني مقر الجمعيه العامه للامم المتحده ، ملبيا الدعوه التي وجهتها هيئة الامم المتحده الى منظمة التحرير الفلسطينيه ، بعد تقرير ادراج قضية فلسطين على جدول اعمال الجمعيه .
وجه ياسر عرفات حديثه مباشره الى الدكتور كورت فالدهايم الامين العام قائلا : سيدي الرئيس ، لقد جئتكم يا سيادة الرئيس بغصن زيتون مع بندقية ثائر .... فلا تسقطوا الغصن الاخضر من يدي ، سيدي الرئيس الحرب تندلع من فلسطين ، والسلام يبدا من فلسطين" .
واليوم وقف ثاني رئيس فلسطيني ، الرئيس عباس ، امام الجمعيه العامه للامم المتحده ليطلب اعتراف المجتمع الدولي ، وقد استخدم عباس في خطابه نفس تقنيه ابو عمار في خطابه ، بل استخدم العباره نفسها " لا تسقطوا الغصن الاخضر من يدي " .
ادهش عباس العالم في خطابه المتوازن وبالذات ، حينما اشار ، الى وجود فئة تعتقد ان الفلسطينيين هم شعب فائض عن الحاجه في الشرق الاوسط ، فعانى من سياسة التطهير العرقي والابرتهايد عبر سنوات الاحتلال ، وذاق الامرين من تهجير وعزل واعتقال وقمع .
غير ان ذكر الابرتهايد يتجاوز الجراه المعهوده لما تحمل هذه الكلمات من معاني قاسيه ، يرتعش لها المجتمع الدولي وتحرجه ، فلطالما حارب العالم المتحضر سياسة التفرقه العنصريه وهاجمها بشدة ، وهو بممارسته المناهضه لرغبة الفلسطينيين يساهم في ممارسة هذه السياسه القمعيه بكل تاكيد ، الدول التي تدافع ليل نهار عن حرية الشعوب في التعبيير عن رايها وحريتها في نيل استقلالها ، تغض الطرف عما تقترفه اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني من سياسات التطهير العرقي الواضح في الاراضي المحتله تحت ذريعة الامن ، فتوسعت بالمستوطنات توسعا سرطانيا ، فضم الارض وهجر البشر ، وقتل الامل في نفوس اللاجئين بالعوده الى ديارهم المنهوبه .
الخطاب في مجمله لاقى الارتياح من مجمل الشعب الفلسطيني ، والمجتمع الدولي ايضا ، مما احرج العديد من الدول المؤيده لاسرائيل تايدا مطلقا ، فهل حان الوقت لاعمال منطق العقل السياسي المحايد ، بدلا من الانحياز الكامل لاسرائيل ؟ وهل هناك ما يلوح في الافق ليعطي فلسطين ، اخر دوله محتله في العالم ، حريتها واستقلالها .
الذهاب الى مجلس الامن ايضا له ما يبرره ، فقد انتزع الفلسطينيون بفضل اتفاقيات اسلو ١٩٩٣ شبه حكم ذاتي وصحيح انه منقوص ، لكنه اعاد عشرات الالاف من الشتات الى الضفه وغزه ، واقيمت مؤسسات وطنيه فلسطينيه ، واصبح هناك حكومه فلسطينيه ، لولا الاقتتال بين فتح وحماس الذي قسم الوطن الفلسطيني بينهم ، وبعد سنوات من الحكم الذاتي ، وشبه الدوله ، اصبح معروفا لدى الجميع ان السياسيين الاسرائليين نادمون على اتفاقهم مع الفلسطينيين ، واصبحوا ينقضون على الاتفاقيات خطوه خطوه ... في الوقت الذي يبدو فيه العالم مشغولا بالربيع العربي ، اكثر من انشغاله بالصراع العربي الاسرائيلي ، ومن هنا كانت خطوة ابو مازن بالتوجه الى مجلس الامن وطلب الحصول على العضويه الكامله لدولة فلسطين .
كثيرة هي التساؤلات التي يطرحها العالم اليوم المترقب مصير فلسطين : عن اي دولة يدور الحديث؟ عن دولة تعيش بسلام وامان الى جانب اسرائيل؟ لكن هل تحمي السيادة والاعتراف بالدولة فلسطين من ضربات عسكريه اسرائيليه ؟ اكيد لا ، وفي لبنان المستقل مثلا ، العضو في هيئة الامم ، لم تجنبه عضويته او سيادته من ضربات الجار والتي خرج بعدها متهما ممزقا .
الاعتراف يفتح امام فلسطين منابر المنظمات الاقتصاديه العالميه واروقة محكمة لاهاي والعضويه بالمنظمات التجاريه والدوليه ، ما ينهض بها على الاقل اقتصاديا وقانونيا ، غير انه لا يصعب على اسرائيل ، حسب التجارب ، تسديد الضربه والتوغل في اراضي لا تملكها والخروج منها على وقع تصفيق المجتمع الدولي ، الطربق ما زال طويلا لكنه يبدا وبدا ، ويستحق الاحتفال ، وعلى العرب جميعا دعم الخطوه الفلسطينيه ، وان يكونوا متاكدين انه لا استقرار في العالم العربي ، دون حل القضية الفلسطينيه ، واقامة دولة فلسطينيه ، وانهاء الانقسام بين غزة والضفه وهذا هو للتحدي الاكبر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله يهدد باستهداف مواقع جديدة داخل إسرائيل ردا على مقتل


.. المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي يبحث اليوم رد حماس بشأن الت




.. مصادر فلسطينية: ارتفاع عدد القتلى في غزة إلى 38011 | #رادار


.. الناخبون البريطانيون يواصلون الإدلاء بأصواتهم لاختيار الحكوم




.. فرنسا.. استمرار الحملات الانتخابية للجولة الثانية للانتخابات