الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الناخبون صوتوا بشغف ولهفة والسياسيون قتلوا فرحتهم بالمكر والخدعة

خالد تعلو القائدي

2011 / 10 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


ا
نطرح هذا السؤال مراراً وتكراراً على السياسيين العراقيين ، أين ذهبت أصوات الناخبين الذين صوتوا في الانتخابات البرلمانية التي جرت بتاريخ : 7 / 3 / 2010 ؟؟ ولماذا جرت الانتخابات أصلا؟ ونحن نعلم إن ما صرف من المبالغ على العملية الانتخابية وبالعملة الأجنبية كان من الممكن أن تنعش الاقتصاد العراقي لشهور عدة ، فالملايين من الدولارات صرفت على المواد اللوجستية وأوراق الاقتراع والاستمارات الخاصة بمحطات الاقتراع بالإضافة إلى الدورات التدريبية للكوادر التي أشرفت على العملية الانتخابية ولا ننسى الملايين التي صرفت لموظفي الاقتراع ، هذه المبالغ أنهكت الاقتصاد العراقي ومازال السياسيون يعانون من الفشل في إيجاد حلول منطقية في تشكيل الحكومة العراقية التي باتت لا تعترف بالأصوات الناخبين والتي ضربوها في عرض الحائط عفوا ضربوها في عرض الكتل الكونكريتية التي تعيق السير في الشوارع والطرقات .
مرت شهور عدة ومازال الحال عليه كما كان ، حيث إن العراق بلد الحضارات تعيش في فراغ سياسي خطير ، وأصبحت كساحة جر الحبل بين السياسيين من مختلف الكتل والائتلافات ، تارة نجدهم متفقين معا وبعد بزوغ الشمس نجدهم مختلفين في الآراء والأفكار ، فالكل يجد نفسه الأفضل في تسلم زمام الحكم في العراق ، متناسين صوت الناخب الذي عاش الفرحة لساعات معدودات لا أكثر ، ومثلما هو مهمش في العراق كذلك بات واضحا بان صوته وجد طريق التهميش بسبب منهجية السياسيين الذين وعدوه بالخير ولكنهم كذبوا فيما قالوا ، وفي الحقيقة لا نعلم مدى مصداقية هذه الانتخابات لأنه بات واضحا أيضا بأنها ربما كانت قد جرت بالأساس في مدن الدول الجوار ولو لم تكن كذلك فلماذا نجد بوادر الخير تتوضح في تشكيل حكومة عراقية بتزكية تلك الدول ؟؟
إن الناخب الذي كان يعد الأيام بساعاتها الطويلة حتى يأتي يوم 7 من شهر آذار ويتوجه إلى صناديق الاقتراع ويدلي بصوته الغالي لم يكن يعلم بأنه سيأتي يوم لا يعترف السياسيين بصوته ويقتلون فرحته وعلى نار هادئة ، وإذا أراد السياسيين أن يظهروا العكس فلماذا لا يشكلون حكومة عراقية وفق استحقاق الانتخابي ، أو وفق اكبر كتلة ائتلافية داخل قبة البرلمان التي مازالت تعيش نكهة الجلسات المفتوحة بين كر وفر في حين بدا الإرهاب يدق ناقوس الترهيب والتخويف ضد المواطنين الأبرياء .
عندما قرر الناخب العراقي المشاركة بالانتخابات لم يكن يعلم بان السياسيين العراقيين سوف يبتكرون مصطلحات لا يفهما الناخب وهي المحكمة الدستورية وفق الدستور العراقي الجديد التي لم يطلع عليه الناخب لحد ألان بالإضافة إلى المحكمة الاتحادية أو مبدأ التوافقية أو حكومة وحدة وطنية وغيرها من المصطلحات التي أنا نفسي لا افهما لأنني لست رجل القانون ولكن الشيء الوحيد الذي افهمه بان محاولات السياسيين باتت واضحة في الالتفاف حول نتائج الانتخابات وعدم الاعتراف بأصوات الناخبين التي ذهبت في مهب الريح وضاعت بين تصريحات السياسيين هنا وهناك ،فتارة نجدهم مجتمعين في بغداد وتارة اخرة في اربيل وتمضي الأيام والسياسيين ينتقلون من دولة إلى اخرة ، فإيران تريد دولة عراقية شيعية بينما سعودية وسوريا يرغبون في حكومة عراقية سنية وتركيا تطالب بدولة تركمانية مستقلة في الموصل وكركوك وبين هذا وذاك بدأت تدريجيا آمال الكورد تتضاءل في ضم المناطق المستقطعة من كردستان الأم ، ولا يخفى على القاصي والداني بان الكتل السياسية من الشيعة والسنة مختلفين في كل شي ولكنهم متفقين بالرفض حول حقوق الكورد ومطالبهم المشروعة مثلما هم متفقين على تهميش أصوات الناخبين .
إن السياسيين العراقيين أذكياء وهم سياسيين محنكين وأصحاب شهادات سياسية مستوردة من الخارج والدول الأوربية ، ودخلوا العراق من أوسع أبوابها وفي جعبتهم الثقافية الغربية المطلية بالديمقراطية الظاهرية الزائفة ، وبعد فوزهم بالانتخابات قاموا بسد الأبواب وحتى الشبابيك بوجه الناخبين بالكونكريت المستورد ، وهم يعانون من الحر الشديد في منازلهم بسبب فقدان الأسلاك الكهربائية للحرارة مرور الكهرباء فيها ، ويبقى البند السابع جاريا على العراقيين ، وكم سننتظر بعد حتى نتنفس السعداء مع اشراقة الشمس في بلاد الرافدين بين أحضان حكومة عراقية 100 % ؟!
ويقيناً إن العراق الجديد زاخر وزاهر بالسياسيين الذين يجري في عروقهم حب الوطن الحقيقي وهم يعملون جاهدين من اجل إخراج العراق من هذه الفوضى التي أنهكت كاهل الناخبين الذين ضحوا بأرواحهم من اجل بناء عراق ديمقراطي حر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تناور.. «فرصة أخيرة» للهدنة أو غزو رفح


.. فيديو يوثق اعتداء جنود الاحتلال بالضرب على صحفي عند باب الأس




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات القصف الإسرائيلي في جميع مدن ق


.. حماس: تسلمنا المقترح الإسرائيلي وندرسه




.. طالب يؤدي صلاته وهو مكبل اليدين بعدما اعتقلته الشرطة الأميرك