الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرئيس اوباما ..والانسحاب من العراق .. اصاب او أخطأ ؟؟؟

نوري جاسم المياحي

2011 / 10 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كثر الجدل والتوقعات والتساؤلات للقرار الذي اتخذه الرئيس الامريكي باراك اوباما بسحب جميع القوات العسكرية الامريكية من العراق ...
--- وهل هو في صالح الشعب الامريكي اوضده ؟؟؟
--- وهل يعتبر الانسحاب نصر او هزيمة للقوات الامريكية ؟؟؟
--- وهل هو في صالح العراقيين أم ضدهم ؟؟؟
--- وماهي التوقعات المحتملة بعد الانسحاب ؟؟؟
للاجابة عن هذه الاسئلة ... ليس من السهولة بمكان .. لان طبيعة الموقف الدولي والاقليمي والقطري متشابكة ومعقدة ... الكثير منها تبقى في علم الغيب ولا احد يجزم بما سيحدث في المستقبل ...
--- الرئيس اوباما في حملته الانتخابية وعد الشعب الامريكي بسحب القوات الامريكية من العراق في حال فوزه بالرئاسة ... والرجل حقق هذا الوعد ... وهذا يثبت مصداقيته كرئيس اعظم دولة في العالم .. وبالتأكيد سينال احترام الاصدقاء والاعداء في ان واحد ...
--- الانسحاب بلا شك سيدخل الفرحة الى قلوب العسكريين الامريكين وعوائلهم من خلال جمع الشمل والعودة للديار لسبب بسيط ...اولا ...لا احد عاقل يحب اجواء الحروب واجواء القتل والدمار والمخاطرة ... وثانيا ... ان اهداف شن الحرب ضد العراق وشعبه غير مبررة وعدوانية ..وحققت اهدافها غير المعلنة ..
--- اهداف الحرب كانت تدمير بلد قوي ولاعب اساسي في المنطقة وحماية اسرائيل من عدو محتمل ...ونجحوا في ذلك نجاحا باهرا ... فقد دمروا بنيته التحتيه وكل مقومات الدولة .. وبنفس الوقت مزقوا شعبه شر ممزق قوميا ودينيا وطائفيا ... وبنفس الوقت السيطرة على ثرواته الطبيعية وفي مقدمتها النفط ... وعلى ارادته السياسية وبذلك اخرجوه من المعادلة ... ومن هنا تعتبر الولايات انتصرت في حربها العدوانية ضد العراق ...
--- هل قرار الانسحاب اتخذه الرئيس اوباما مختار او مضطرا ؟؟؟... بالتاكيد مضطرا لان الرفض الجماهيري لبقاء القوات الامريكية كان قاطعا وبالاجماع وضد ارادة القادة السياسيين والكتل الحاكمة ممن نصبتهم الادارة الامريكية على رقاب الشعب ...والذين كانوا يتمنون بقاءهم ليس حبا بالعراق وانما حماية لانفسهم ... ولكن الامريكان ليسوا من الغباء بحيث يعرضوا حياة ابناءهم وجنودهم لحماية عملاء لا هم لهم سوى سرقة اموال الشعب ...
--- الامريكان يدركون جيدا ان الكثير من الاخطاء والجرائم ترتكب باسمهم ومن عملاء امريكيا والبعض منهم يحمل الجنسية الامريكية ...كالحرامي وزير الكهرباء السابق ايهم السامرائي وغيره كثيرون ولايعدون او يحصون ...وهؤلاء هم من كانوا يصرون على تمديد بقاء الامريكان ... اضافة الى من يريد ابقاء العراق ضعيفا هزيلا ممزقا ..ويخشون انتفاضة الشعب عليهم ..
--- من الناحية الواقعية على الارض ...الامريكان لازالوا موجودين وبكثافة مؤثرة ... من خلال منتسبي السفارة الذين يعدون بالالاف ... شركات الحماية الخاصة ..ويعدون بالالاف ...عناصر المخابرات الامريكية والموجودين في كل دربونة وزقاق (كما يقول العراقيون ) وايضا يعدون بالالاف ...المستشارين الذين دربتهم وتعاقدت معهم الحكومة الامريكية ومن اصل عراقي من مزدوجي الجنسية وسلمتهم كل المناصب الحساسة في الدولة وايضا يعدون بالمئات ان لم يكن بالالاف ... اضافة الى الالاف من اصدقاءها وحلفائها من رعايا دول الجوار المعروفة باطماعها بالعراق ... من الناحية العملية امريكا لم تترك العراق بانحاب قواتها المسلحة فلا زالت موجودة وبثقل ...متى تشاء تقلب الطاولة رأسا على عقب وبكل سهولة ...على من يتمرد على مخططاتها ...
--- في الداخل العراقي ...الوضع الامني سوف يستقر .. لو تحققت العدالة الاجتماعية وسلطة القانون ...ونبذت المحاصصة الحزبية والطائفية والقومية والتوافقية التي اصبحت تسمى هذه الايام بالتوازن ... وابعاد الاجهزة الامنية عن الولاء الحزبي والطائفي ... والاهم من كل هذا محاربة الفساد المالي والاداري ..فهل الاستاذ نوري المالكي يستطيع تنفيذ ذلك ؟؟؟ نعم يستطيع لو أحسن اختيار مستشاريه واعتمد سياسة الحزم ومبدأ العدل الاجتماعي ... وابعد كل من يحمل اكثر من جنسية وحتى لو كان اخيه ؟؟ واعلان الحرب بلا هوادة على الفساد والمفسدين وفرض القانون حتى على اقرب اقرباءه ومنتسبي حزبه ووزراءه ومستشاريه ... واللجوء الى اللعبة الديمقراطية الحقيقية ونبذ مايسمى الشراكة الوطنية الكذابة وانما على اساس موالاة ومعارضة كما معمول به في ديمقراطيات العالم...فبلا معارضة حقيقية فلن تكون هناك مراقبة وطنية ولن يستقر الوضع الامني مادامت كل كتلة متكتلة طائفيا وعنصريا ...
--- بعد الانسحاب ستصبح الكرة في ملعب الكتل السياسية الحاكمة ... فلو شاءوا استقرار امني لاستطاعوا تحقيقه وبسهولة .. وحجة وجود الامريكان (على الاقل ظاهريا ) زالت ..ولم تبقى حجة لامع معارضي الوجود الامريكي ولا مؤيديه ... المطلوب فتح صفحة جديدة وحقيقية ...فهل سيحدث ذلك ؟؟؟ الجواب لا اعتقد ذلك ...لان تجربة تسع سنوات لم تنجح فهل ستنجح خلال اشهر ؟؟؟ (لان الميت ميتي واعرفه شلون مشعول صفحة ) كما يقول العراقيون ...
--- التحالف الكردستاني يخطط للانفصال بعد ان يضم محافظات كركوك وتكريت وديالى ونص الموصل والكوت ... فهل سيتراجع عن مخططه هذا ؟؟؟لا اعتقد انهم سيفعلون ذلك ...
--- الشيعة وتحالفهم الوطني ... هل سيتخلون عن ولاءهم لايران ؟؟؟لااعتقد ذلك ...
--- السنة وكتلتهم العراقية بزعامة الهاشمي والنجيفي والمطلك والعيساوي... هل يتخلون عن ولاءهم للسعودية والتعصب الطائفي ؟؟؟ لا أعتقد ذلك ...
--- مما سبق الكتل كلها مستفيدة من الوضع الشاذ والغير طبيعي ولايريدون تغييره ... ولايهمهم ان بقي العراق بلد ا موحدا او تمزق اشلاء ... المهم يبقون وحدهم في الميدان ... وهنا انا وغيري نلوم الادارة الامريكية لعدم رعايتها بناء نظام ديمقراطي حقيقي ...حيث الامان والاستقرار لكل دول المنطقة ... وبعيدا عن التعصب الطائفي والذي هم من دفع في تغذيته وتاجيجه ...ولو تحقق ذلك لكانت النتيجة في صالحهم وصالح المنطقة وانجاح التجربة الديمقراطية في الشرق الاوسط .. بينما في الواقع هم شجعوا التطرف الاسلامي ..
--- الولايات المتحدة ستقلل من ترديد شعار الحرب على ارهاب القاعدة ... وسترفع شعار الحرب على ايران والتطرف الشيعي ... كطريقة للملمة شعث المتهمين بارهاب القاعدة من السنة ... وهدف كل هذه اللعب اسقاط كل من يرفع رأسه بوجه الجبروت الاسرائيلي .. وهذه سياسة اعتدنا عليها منذ اكثر من 60 سنة (سياسة فرق تسد )... فهل يفهمها الحكام الاغبياء هذه الايام .. اسقاط الواحد تلو الاخر من اجل اسقاط الجميع ...
--- ان كان العظماء العشرة ( حكامنا العراقيين هذه الايام ) يريدون فعلا الاستقرار والامن عليهم ... اصدار قانون حقيقي للاحزاب ... تفتيت كتلهم الطائفية البغيضة ... الى احزاب مستقلة ...تخوض الانتخابات باسم حزب وليس كتلة او تيار طائفي ... وتشكيل حكومة اغلبية قوية ... تعتمد الكفاءة والنزاهة وبعيدا عن المحسوبية والمنسوبية ... وهذا اراه بعيد التحقيق لان الولاء للاجنبي ودول الجوار وليس للعراق مع الاسف الشديد ...والمهم السيطرة على السلطة ...
--- ان اخطر ما يخيفني هو تصريحات العديد من قادة كتلة التحالف الكردستاني ...حيث يؤكدون ولاسيما منذ يومين وبشكل يثير القلق ان غياب الاستقرار الامني سيكون مركزا في بغداد ... وبما ان بغداد يسكنها ربع سكان العراق وخليط غير متجانس من كل مكونات الشعب ... فالخروقات ستكون اسهل ما تكون ... من هنا يقتضي الحال الانتباه للتهديدات المحتملة ... واتخاذ اجراءات امنية حازمة ... ليس بتكثير نقاط التفتيش والمداهمات الليلة او الاعتقالات العشوائية ومضايقة المواطنين وانما بحل المشاكل بهدوء وعقلانية بين الكتل نفسها... ولنتذكر دائما ان العدل اساس الملك ...فمتى تحققت العدالة تحقق الامن والاستقرار ... وبما ان العدل مفقود فلن يكون هناك استقرار ... لان سياسينا يتربص احدهم بالاخر ..ولايثق احدهم بالاخر والجميع انانيون مصلحيون يحبون انفسهم ...
البارحة اعجبتني شجاعة الرئيس الموقت للمجلس الانتقالي الليبي السيد مصطفى عبد الجليل الذي استعان بالاجنبي وحلف الناتو للتخلص من القذافي وكانت النتيجة تدمير القطر الليبي كما توقع كل محبي الشعب العربي ...عندما اعترف بصريح العبارة وبجرأة... ان اعادة اعمار ليبيا ضروري ... ولكنه (من المستحيل ) ... فقارنوا حال العراق بحال ليبيا ... فهل ستنجح الشلة الحاكمة اليوم في العراق باعادة اعماره ثانية ؟؟؟؟ اترك الحكم لكم يا اهلنا ...
والخلاصة ...الرابح الوحيد من الانسحاب هم (الامريكان ) فتحية لمن يحب شعبه وهو الرئيس اوباما ...اما العراقيون فباستطاعتهم الاستفادة من هذا الانسحاب كثيرا لفتح صفحة جديدة بينهم وبين الشعب المظلوم ... ولكني لا اعتقد سيفعلون ذلك ...سيتحدثون كثيرا ويخطبون طويلا ويعدون الشعب بوعود عرقوبية اكثر .. وفي الواقع اعتقد شخصيا ان المهزلة ستستمر على ماهي عليه من طيحان حظ ...ومزايدات فارغة ...
اللهم ابعد ولاة السوء عنا ولا تترك المنافقين والدجالين والطائفين والحرامية والمزورين والمرتشين عنا .. بعزك وجلالك وعظيم قدرتك ...
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبيعات سيارات تسلا الكهربائية في تراجع مستمر • فرانس 24


.. نتنياهو ينفي معلومات حول إنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافها




.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: نتمسك بتدمير البنية التحتية لحم


.. شركة تبغ متهمة بـ-التلاعب بالعلم- لجذب غير المدخنين




.. أخبار الصباح | طلب عاجل من ماكرون لنتنياهو.. وبايدن يبرر سوء