الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قطار التغيير والحاله اليمنيه

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2011 / 10 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


قطار الربيع العربي لازال يسير من محطه عربيه الى اخرى وتختلف كل محطه عن الاخرى من حيث التركيبه الداخليه للنظام السياسي والحاله الاقتصاديه للبلاد وكذلك مستوى نضوج وعي الفرد على مساحة مختلفه من الاتجاهات التنمويه سوى كان على مستوى الفرد او الجماعه.
بدأت اول محطه قطار الربيع في تونس حيث قام الشاب التونسي محمد البوعزيزي بإحراق نفسه يوم 17 ديسمبر في مدينة سيدي بوزيد التونسية لانه سئم وضعه الاجتماعي المتردي إضافة لتسلط الشرطة على المواطنين وعدم قبول الشكاوي الموجهة ضددهم, وتضامن اهالي سيدي بوزيد مع البوعزيزي وخرجوا في مظاهرات للمطالبة بالعدالة والحرية, ولكن الاحتجاجات سرعان ما تحولت إلى ثورة اطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي لتكون شرارة الاحتجاجات في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج , والثورة التونسية التي أطلقت وتيرة الشرارة في كثير من الأقطار العربية وعرفت تلك الفترة بربيع الثورات العربية من أسباب هذه الاحتجاجات المفاجئة انتشار الفساد والركود الاقتصاديّ وسوء الأحوال المَعيشية، إضافة إلى التضييق السياسيّ وسوء الأوضاع عموماً في البلاد العربية انتشرت هذه الاحتجاجات بسرعة كبيرة في أغلب البلدان العربية، وقد تضمنت نشوب معارك بين قوات الأمن والمُتظاهرين ووصلت في بعض الأحيان إلى وقوع قتلى من المواطنين ورجال الأمن , تميزت هذه الثورات بظهور هتاف عربيّ أصبح شهيرًا في كل الدول العربية وهو الشعب يريد إسقاط النظام , وكانت تونس هي بداية الانطلاق للثورات حيث نظام زين العابدين لايختلف من التركيبه السياسيه للنظام القائم على العائله والمقربين من شلة الفساد اضافه الى القبضه الامنيه الحديديه التي تشتهر بها معظم الانظمه السياسيه في الدول العربيه والتي تملك سجلا سيئا في حقوق الإنسان, وذلك لاستبداد الحكام وتشبتهم بالكراسي لعقود طويلة. إضافة لمجيئهم للحكم بطرق غير شرعية , واذا القينا نظره سريعه على طريقة وصول بعض الحكام الى السلطه فالقارئ ربما لن يصدق الدول العربيه التي تسمي نفسها جمهوريات هي في الاساس انظمه ديكتاتوريه عائليه فالزعيم الليبي المقتول معمر القذافي على سبيل المثال كان أقدم حاكم على وجه الأرض وجاء للحكم بانقلاب عسكري سنة 1969 اسماه ثورة الفاتح, أيضا في سوريا وصل الرئيس بشار الأسد إلى الحكم خلفا لابيه حافظ عام 2000 في سابقة لم تشهدها الدول العربية في نظام الحكم الجمهوري, حيث تم تعديل الدستور في 15 دقيقة ليناسب عمر بشار ويتمكن من حكم سوريا, أيضا في مصر واليمن كانت هناك رغبات من حاكميها حسني مبارك وعلي عبد الله صالح لتوريث الحكم لابنائهم جمال و احمد على التوالي لكن سرعان ما اندلعت الثورة في مصر التي اطاحت بمبارك والثورة في اليمن التي توشك على الاطاحة بصالح ونظامه القبلي المتخلف.
فاليمن الذي توحد في ٢٢ مايو كان اهله يسعون وبقوه الى اقامة نظام ديمقراطي عادل يكفل الحقوق والمساواه لكل ابنائه , لكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن ليبزغ في سماء اليمن اعتى الانظمه السياسيه قساوه وفساد وتخلف الذي يستخدم كل الوسائل الممكنه بمافيها الجيش وترساناته من الاسلحه في قتل الشعب وقمع احتجاجاته السلميه بطريقه بشعه يندى لها الجبين ومثل هذا العمليات الاجراميه حروب صعده وقصف المدن والقرى مثل صنعاء وعدن وتعز وابين ولحج وارحب وشبوه وغيرها من المدن , ووصل حد الاستهتار بالقيم والاخلاق من قبل رئيس فاقد الشرعيه متمثلا بعلي عبدالله صالح بركل المبادره الخليجيه ولعب دور لايليق الا بشخص متخلف عقليا وليس برئيس ان يعلن امام المجتمع الدولي رغبته في التوقيع على المبادره ثم يرفض ذلك بطريقه جاهله ورخيصه , لتتجه الازمه الى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة،الذي ادان مساء الجمعة، الحملة الأمنية العنيفة التي تشنها الحكومة اليمنية ضد المحتجين , وقال القرار 2014 الذي يطالب الرئيس علي عبدالله صالح بالتنحي وتنفيذ المبادرة الخليجية لانهاء الازمة المستعصية إن المجلس المؤلف من 15 دولة يدين بقوة الاستخدام المفرط للقوة تجاه المحتجين السلميين، وأضاف أن المسؤولين عن العنف وانتهاكات حقوق الإنسان يجب أن يحاسبوا, وكان التصويت بالإجماع يعكس القلق الدولي العميق جدا بشأن الموقف السياسي والإنساني والأمني والاقتصادي المتدهور في اليمن .
الحاله اليمنيه للاحتجاجات هي حاله استثنائيه باامتياز فهي وان طالت مدتها والتي بدات في فبراير وحتى يومنا هذا فانا المحتجين يسقطون يوميا شهداء وهم يواجهون آلاله العسكريه العائليه بصدور عاريه حيث يسقط القتلى في الشوارع اثناء التظاهرات السلميه وفي بيوتهم من قبل القصف الذي يطالهم ليل نهار والقناصه والبلاطجه الموالون لصالح وعائلته ,والاغرب ان تحتفظ الثوره اليمنيه بسلميتها في بلد شعبه مسلح يعيش بمفهوم القبيله التي تؤمن بالثأر والردبالسلاح على الاستفزازات.
المشهد اليمني يتجه نحو خيارات اكثر خطوره خاصه بعدعودة صالح من السعوديه والتي قضى فيها مدة ٣ أشهر للعلاج بعد محاولة اغتياله في مسجد داخل مجمع الرئاسه , حيث كثفت القوات المواليه له من عمليات القتل اليومي للمواطنين والقصف الذي طال اغلب المدن اليمنيه في موجه هيستيريه من قبل شخص يدعي انه رئيس وهو فاقد الشرعيه رئيس مخلوع لم يتعظ ممن سبقوه من زملائه من الروؤساء بن علي الذي هرب الى السعوديه ومبارك الذي يحاكم واخير القذافي الذي قتل في معارك مع الثوار الليبين في مدينة سرت الليبيه.
الاوضاع تسير نحو التغيير في الدول العربيه عاجلا ام اجلا ستنجح الثورات في اليمن وسوريا وسيواصل القطار سيره نحو محطات عربيه اخرى ولكن المرحله تختلف ففي الخمسينات والستينات كانت صبغة القوميه العربيه هي المحرك والداعم للثورات العربيه اما الان فالصبغه الاسلاميه واضحه ونشاط الاخوان والسلفيين يرى بالعين المجرده والهتافات يسمعها القريب والبعيد كذلك و لون المرحله القادمه ربما في كثير من الدول العربيه سيكون اسلاميا فمن ياترى سينجح التيار المعتدل ام المتشدد الاسلامي في دخول المرحله القادمه من التاريخ العربي.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا يحب لاعبو الغولف ملاعب -لينكس- الصعبة؟


.. دمار كبير في عيتا الشعب وتبادل مستمر للقصف.. كيف يبدو المشه




.. المحكمة العليا الأميركية تحسم الجدل حول -حصانة ترامب-


.. وضع -غير مألوف- في فرنسا.. حكومة يمينية متطرفة تقترب من السل




.. قبل -جولة الحسم- في إيران.. معسكران متباينان وتغيير محدود |