الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شارع الهرم!!

عبدالوهاب خضر

2011 / 10 / 23
حقوق الانسان


عزيزى القارئ لحظة من فضلك،قبل أن تقرأ هذا الموضوع ضع اعصابك فى ثلاجة 24 قدم مستوردة،وتنفس بصورة عميقة،ولا تتحرك من مكانك قبل قراءة هذا المقال ، فالأمر خطير للغاية.
فرغم تخصصى فى الكتابة عن الحياة السياسية والإقتصادية،الإ أننى أعشق الفن فقد مارسته أثناء دراستى فى الجامعة،وتعلمت الدرس مبكرا،وهو ان الفن رسالة وتعامل مباشر مع عقول وقلوب البشر، ونقل حقيقى لهموم وامال الناس، وان ما تعلمته من افلام مثل: الارض ، ورد قلبى ، وفى بيتنا رجل ، والناصر صلاح الدين ، والرصاصة لا تزال فى جيبى ، والزوجة الثانية، وإحنا بتوع الاتوبيس، وشباب إمرأة ، والنداهة ، ورصيف نمرة 5، وغيرها جعلنى استحى واخاف من عدم تحمل مسئوليتى تجاه المجتمع كفنان، فقررت احتراف مهنة الصحافة، وذلك من منطلق ايمانى بأن الفن ضيف دائم فى كل مهنة ، فالفلاح فنان فى حقله ، والعامل فنان فى مصنعه ، والصحفى فنان فى جريدته ، والجناينى فنان فى الحديقة، والزوجة فنانة فى بيتها.
ان المجتمع المصرى الذى يعيش الان حالة ثورة بحثا عن الحرية والعدالة والاخلاق،وعاش سنوات من الفساد الذى دفع ثمنه الفلاح والعامل والموظف والشباب من جوع وفقر ومرض وبطالة ، لا يليق بهذا المجتمع الا بفن راق يرصد جيدا كيف طردت الحكومة الفلاح المصرى من ارضه واعطتها لكبار الملاك فعاد الاقطاع من جديد بموجب قانون العلاقة بين المالك والمستأجر،وكيف شردت الحكومة العمال من المصانع ، وخصخصت الشركات العامة مثل الغزل والنسيج والاسمنت وباعتها بتراب الفلوس للأجانب وجعلت العمال فريسة سهلة فى قبضة اصحاب الاعمال وتحكمهم فى الاجور والعلاوات والحوافز واعطتهم صلاحيات واسعة فى الفصل التعسفى بموجب القانون رقم 12 لسنة 2003 المسمى بقانون العمل الموحد،وكيف انهارت ميزانية الدولة امام توحش رجال الثروة والسلطة،وكيف فشلت مشاريع مثل توشكى وبناء مجتمع صناعى يليق بهذا الوطن، وكيف مات شباب هذا الوطن فى عرض البحر هربا من البطالة والواسطة والفساد،وكيف يفقد المواطن المصرى ادميته فى المواصلات العامة واكوام الزبالة حتى فى اعرق الاحياء، وكيف يعيش ما يقرب من 15 مليون مصرى فى المقابر، وكيف ان الرجل المناسب ليس فى مكانه المناسب؟!!
ان الاجابة على هذه التساؤلات هى رسالة حية لكل فنان وطنى موهوب.. فهل من مجيب؟
وان الغضب الذى يستشعره القارئ العزيز من مقالى هذا جاء عقب مشاهدتى منذ ايام قليلة لفيلم "شارع الهرم" وهو من بطولة الراقصة دينا وسعد الصغير واحمد بدير ويقال انه حقق ايرادات بلغت 8 مليون جنيه،واعلان منتج الفيلم احمد السبكى انه افضل افلام السوق قائلا بالنص:الناس بعد الثورة نفسها تفرح وعايزة تفك عن نفسها شوية من جو الكبت اللي موجود في البلد الأيام دي".
ويكفى ان اقول للرأى العام المهتم بالفن اننى عانيت طوال مشاهدى لأحدث فيلم " شارع الهرم" بحثا عن فكرة او مضمون او هدف او موضوع الفيلم"، وسوف يتعجب القارئ اننى عاجز حتى عن نقد هذا الفيلم فهو بلا طعم او لون او رائحة ، لكنى فى النهاية اقول "للسبكى" منتج الفيلم ، ان هناك فارق كبير بين دور السينما ومحلات الجزارة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يسلم قلمك
قارئة مفروسة ( 2011 / 10 / 23 - 20:00 )
يسلم قلمك أستاذ عبد الوهاب الفيلم فعلا لا طعم له ولا لون وعوضنا على الله في الفن طول مالجزارين بيتحكموا فيه
وعلى رأيك الثورة ودوافعها واسبابها ونتائجها مادة خصبة للفن بس تقول لمين


2 - فن ايه الي انت جايلي تؤول عليه؟
بشارة خليل قـ ( 2011 / 10 / 24 - 00:58 )
استاذ خضر انظر حولك! الا ترى ان الفنانات يعتزلن ووالفنانين يتنقبوا او يهربوا من مصر وان نجوم الساحة الفنية اليوم هم الحسان والحويني والزغبي وكل وكلاء بني وهاب في مصر؟ هو قفز على الواقع وهروب الى الامام لكن لا يحل مشاكل ما بعد 25 يناير على الاطلاق..وعلى كل اتمنى لك التوفيق

اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة