الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حي على خير العطف

عبدالناصرجبارالناصري

2011 / 10 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


لاأعرف هل هذا الذي نراه ينبثق من سايكلوجية الأنسان الباطنة , أم هو من أرادة الأنسان ووعية الذي يجبره على العطف والترحم على الطغاة , فحينما يسمع المواطن العربي بأن هذا الطاغي قد قتل أو مثل به فينهار ويبكي بكاءا شديدا ويبدأ يندد ويدين هذا الذي يتعرض له الطاغي هذا أو ذاك , والمضحك المبكي في هذا الصدد حتى لو كان هذا المواطن " العطوف " أحد المواطنين الذين كانوا ضحية من ضحايا هذاالطاغي فعندما يتعرض جلاده الى القتل فأن هذا الضحية يتباكى عليه ويدين مقتله
فطاغي العراق صدام حسين لم يكن محبوبا عند الكثير من المواطنين العرب ولكن عندما تعرض صدام حسين للأعدام رأينا كيف كان موقف العرب رفعوا صورته ونصبوا له مجالس العزاء والمآتم وكأن العرب يفقدون أحد أبناءهم البار !
وحينما شاهد العرب كيف كان العراقيون المظلومين من صدام حسين وكيف كان يعذ بهم صدام حسين ويقوم بدفنهم في المقابر الجماعية وكيف يقوم بدفنهم وهم أحياء وكيف يقوم بقطع ألسنتهم وأياديهم وكيف وكيف وكيف , فهذه المشاهد الدموية عندما يتعرض لها الأبرياء فلاتحضى بأهتمام وعطف العرب بل على العكس تؤيد هذا الحاكم الطاغي وتدين الضحايا وتعتبرهم خارجون عن القانون ومجرمين
لاأعرف لماذا دائما الطغاة والجبابرة محبوبين عند العامة ولاأعرف لماذا تتعاطف معهم الناس وتقف الى جانبهم وهذا ماتعاني منه الأنسانية بأكملها ولاأعتقد أن الأنسانية بريئة من هذه المشاهد الدموية والظلم الذي يحصل في العالم , أن الأنسان هو من يظلم نفسه لأنه لايقول الحق ولأنه يقف مع الظالمين دائما فلوكان كل أنسان يقول الحق ويأمر بالمعروف كما يأمره دينه الذي يفتخر به لما رأينا أن هنالك ظلم أو خط فقر أو جرائم
الكل يزايد على الكل وكلنا في الهوا سوا من منا اليوم يصرخ بوجه المسؤول ومن منا اليوم يصرخ بوجه صديقه أذا كان صديقه مسؤول طاغي أو دكتاتور , لا يوجد هنالك أنسان يحمل هذه الصفات الثورية التي تثور من اجل كلمة الحق حتى لو كان الحق على نفسها ألا العظماء وماذا كانت نتيجة أؤلئك العظماء القتل والأجتثاث والمطاردة والسب والشتم
أن هذا العصر هو عصر النفاق والدجل ومن لاينافق لامكان له ومن لايكذب مدان ومتهم أنه عصر أنقلاب المفاهيم وعصر الفتن وعصرالأنحلال
وهاهو مقتل القذافي من جديد يؤكد عطف العرب على الطغاة وتمسكهم بالطغاة فالقذافي كان غير مرغوب فيه عند العرب ولكن عندما يقتل أو يعذب تبدأ الأدانات والتنديد بمقتله لأن العرب يشعرون بأنهم فقدوا رمز من رموزهم الدموية
ولو أجرينا أستبيانا أو تصويتا على مقتل القذافي وسألنا العربي هل أنت مع مقتل القذافي أو ضده فسوف تظهر النتائج أن الأغلبية العظمى من المصوتين يصوتون الى ضد مقتل القذافي , أنها نتيجة متوقعة لأن العربي يميل الى القتلة والطغاة ولا يؤمن سوى بمنطق القوة والرعب , ولهذا السبب تكاثر الطغاة في الدول العربية بشكل غير طبيعي لأنها تحضى بمقبولية عند الشارع العربي , هذا هو العربي وهذه هي الشهامة العربية والغيرة والنخوة العربية التي يطبلون بها العرب
كم هي طامة كبرى على العرب وأهل الشوارب الذين يدعون بأنهم أشرف الشرفاء وأعز القوم فالينظروا الى من كان يحكمهم لقرون من الزمن فالينظروا كيف كان مصيرهم الأخير
نتمنى من كافة الطغاة العرب ومن كافة مؤيدين الطغاة والقتلة أن يأخذوا العبر من صدام حسين والقذافي وهتلر وشاوشيسكو وزين العابدين بن علي ومبارك ووووو
وندعو كافة المتعاطفين مع هؤلاء القتل أن يقفوا الى جانب الشعوب التي قتلت بنيران هؤلاء الطغاة وعليهم أن يلتزموا بصلاتهم التي تنص على خير العمل وليس على خير العطف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل السيد عبد الناصر على صواب؟
د. كاظم حبيب ( 2011 / 10 / 24 - 13:41 )
الأخ الفاضل الأستاذ عبد الناصر , تحية طيبة
قرأت مقالك -حي على خير العطف- وفوجئت بطريقة التحليل التي لا تستند إلى حقائق الوضع للإنسان في الدول العربية. لم يكن صدام حسين مرفوضاً من جانب الكثير من الشعوب العربية بسبب ديماغوجية صدام ونظامه وبؤس العيش الذي كان تعيش فيه الشعوب في الدول العربية, ولأنه أعطى الانطباع وكأنه ضد الولايات المتحدة وضد إسرائيل ومع الشعب الفلسطيني. وكان موقفهم بعد إعدامه منسجماً مع موقفهم الخاطئ منه قبل موته. ولم يترحم أحد من العراقيين على روح صدام حسين عدا أتباعه الذين خسروا مواقعهم أو تعرضوا للعقوبات بعد موته. ولم يكن هناك من يترحم على إعدام معمر القذافي لو كان قد قدم إلى المحاكمة وحوسب على الجرائم المنسوبه إليه وصدر ضده حكماً بالإعدام ونفذ الحكم. ولكن صوت الاحتجاج, وأنا أحدهم, ظهر حين اعتقل القذافي وعذب ومثل فيه من جانب الذين اعتقلوه وبالتالي فليس من حق أحد أن يقتل أحداً دون محاكمة عادلة وليس من حق أحد أن يأخذ الثأر بنفسه دون طرح اتهامه على محكمة. علينا أن نعي هذه الحقيقة وإلا سيقوم بعضنا بقتل بعضنا الآخر دون محاكمات وإلا سنكون مثل الحكام الفاسدين, يتبع


2 - تتمة التعليق إلى الأخ عبد الناصر
د. كاظم حبيب ( 2011 / 10 / 24 - 13:49 )
ما هو الفرق بين الحاكم الظالم والإنسان المناضل ضد الظلم إذا كنا نسعى إلى أخذ حقوقنا بأيدينا ولا نمارس العدل ولا نعود إلى القضاء لأخذ حقوقنا. كم كنت أتمنى أن تفكر أكثر في ما طرحته من رأي مخالف لمبادئ حقوق الإنسان وبقية مبادئ شرعة حقوق الإنسان. الشعوب العربية لا تعشق المستبدين ولا تقبل بهم, ولكن المستبدين في الأرض يملكون الكثير من الأجهزة والأساليب والأدوات التي تسكت الناس, وأمامك اليوم بشار الأسد في سوريا وعلي عبد الله صالح في اليمن وعمر البشير في السودان وبوتفليقة في الجزائر ...الخ وكلهم حكام فرديون سيئون, تناضل شعوبهم ضدهم ولكنها غير قادرة على الخلاص منهم.اتمنى عليك أن تعيد النظر بما طرحته في هذا المقال من أفكار خاصة بهذا الموضوع. مع خالص التقدير والتمنيات الطيبة. كاظم حبيب


3 - رد الى الدكتوركاظم حبيب المحترم
عبدالناصرجبارالناصري ( 2011 / 10 / 24 - 19:32 )
دكتور شكرا على التعليق وشكرا لمشاعرك الأنسانية التي تدل على أحترامك لحقوق الأنسان وأنا أيضا أسير على خطاك في أحترام حقوق الأنسان ولكن هؤلاء الطغاة دمروا الأنسانية وأنتهكوا كل ماهو محرم وحان الوقت لكي يدفعوا ثمن تصرفاتهم الدموية , فبالتأكيد أنا ضد المشاهد الدموية التي يتعرض لها الثوار ولكن أنا مع ماتعرض له القذافي لأن الطغاة لايعترفوا بالمحاكم فنحن كعراقيين رأينا كيف كان صدام يمثل دور البطولة في المحكمة وهذا ماساعد ه على أستقطاب أنصار له من خلال خطبه داخل المحمة , فأنا لاأريد أن يكون القذافي ورفاقه كمصيرصدام حسين وماحضي به من أهتمام أعلامي وأنساني ولازال الكثير من رفاقه الدمويين على قيد الحياة بحجةالقانون والمحكمة !!! فمقتل القذافي بهذه الطريقة هوأنجح طريق لردع من يفكر بقتل شعبه , تحياتي دكتور وشكرا مرة أخرى لتعليقك


4 - شكراً لك ولكن لاأوافقك الرأي
د. كاظم حبيب ( 2011 / 10 / 24 - 23:50 )
أخي الفاضل
شكراً, ولكني أختلف معك حقاً, كنت آمل أن نتفق على ما يمكن أن يساعد في التثقيف بصيغة أخرى لمكافحة الدمويين من الحكام, أي دعم القانون بعد أن وقع المتهمون بالإجرام بيد الثوار. يؤلمني اختلافنا, ولكن لكل الحق في ما يفكر به. كاظم حبيب

اخر الافلام

.. تقارير تتوقع استمرار العلاقة بين القاعدة والحوثيين على النهج


.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطاب بايدن والمقترح الإسرائيلي




.. إيران.. الرئيس الأسبق أحمدي نجاد يُقدّم ملف ترشحه للانتخابات


.. إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توحد صف الجمهوريين




.. الصور الأولى لاندلاع النيران في هضبة #الجولان نتيجة انفجار ص