الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيد المواطن

ساطع راجي

2011 / 10 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو إن المواطن العراقي أعجبته ممارسة الشكوى والاعلان اليومي عن مشاعر الاسى والغضب والتذمر من سوء حاله وعدم ايفاء من انتخبهم بما وعدوه ووصل الاعجاب بهذه الممارسات الى حد الادمان ولم يعد المواطن يفكر او يرغب في تحمل أي مسؤولية في تصحيح ما آلت إليه الاوضاع ويتصور هذا المواطن إن كل عملية تصحيح تعني الوقوف في الضفة المضادة للعملية السياسية وان تكون عبر تجاوز الاليات السلمية للمطالب.
قد يستغرب المواطن العراقي من توجيه النقد إليه فهو يتصور نفسه ضحية أبدية للساسة ويريد تصوير الساسة دائما على انهم الجلادين ولذلك يجب توجيه النقد واللوم لهم متناسيا إنه السبب الرئيس بصورة أو أخرى في وجودهم في مقاعد السلطة وفي استمرار وجودهم فيها دورة بعد أخرى، لا أحد يريد الدفاع عن الساسة بل انهم لا يشعرون أبدا بالحاجة لمن يدافع عنهم فهم يمارسون هذه الوظيفة (الدفاع عن انفسهم ومهاجمة الاخرين) ليل نهار حتى تكاد ان تكون هي الوظيفة الوحيدة لهم، لكن الاتجاه لنقد سلبية المواطن وأحيانا تعمده الاضرار بنفسه سببه هو عدم اهتمام الساسة بما يوجه إليهم من نقد ومن ثم الرد على منتقديهم بعبارة واضحة وقانونية "انهم يمثلون الشعب وحصلوا على اصواته وثقته" أما كيف تصرفوا بهذه الاصوات وهذه الثقة فهو أمر آخر وتصبح حجتهم دامغة عندما يتكرر نجاحهم في الوثوب الى السلطة مرة بعد أخرى بفضل تصويت المواطنين.
لم تعد هناك فائدة من توجيه النقد للساسة فعلى مدى دورتين كشف الساسة وتنظيماتهم عن طريقة ادارتهم للبلاد ومدى إلتزامهم بوعودهم ومستوى قدرتهم على تنفيذ تلك الوعود وفعالية ونشاط كل منهم وخلال هذه السنوات كشف كل منهم عن السقف الاعلى للاداء الذي يمكنه بلوغه.
هناك ذرائع عديدة يتسلح بها المواطن لحماية موقفه الشاكي المتذمر السلبي، منها إنه يقع تحت تأثير المشاعر الطائفية أو العرقية وانه ينسى كل مقاييس الاداء التي يمكن الاعتماد عليها في تحديد كفاءة وصدق الساسة في حمى القلق على مصير الجماعة التي ينتمي اليها، لكن هاهو الزمن يكشف له اللعبة ويفضح دهاليز مفاعل الاحتقانات التي يديرها الساسة لصالحهم ليحصلوا على اصوات الناخبين بينما يحافظون هم على علاقاتهم التحالفية مع من يصورونهم للناخبين على انهم اعداء من جهة، ويحافظون ايضا على ديمومة المشاكل المثيرة للاحتقانات الطائفية والعرقية من جهة أخرى، فهم لا يفرطون في منجم الذهب الدائم هذا أي المشاكل العرقية والطائفية.
لقد تكررت لعبة التأجيج والتهدئة التي يمارسها الساسة يوميا عبر ممارسات اعلامية سطحية وتبادل للاتهامات وبلغ هذا التكرار مرحلة إنكشفت فيها كل أسرار اللعبة المملة ولا مبرر لانطلائها الا على اولئك الذين اعمتهم مشاعر التعصب أو فقدوا ذاكرتهم منذ زمن بعيد، وإلا فما مبرر المنخدعين بنفس الحيل مرارا وتكرارا.
العراقيون يقتربون من عدة استحقاقات والاهم انهم يعيشون نقطة تحول مع اقتراب موعد الانسحاب الامريكي والى ذلك فأن نصف عمر الدورة الانتخابية للبرلمان والحكومة يكاد يكتمل ونقطة الانتصاف في التقاليد الديمقراطية هي نقطة المساءلة الكبيرة حيث لا تترك الشعوب المتحضرة أمر اتخاذ القرار الى اللحظة الاخيرة في تحديد مسار التصويت فتتأثر بكل كلمة وكل حدث عابر او تجلس في انتظار الهبات والهدايا من السلطة التي تريد تحسين صورتها في عين المواطن فتتربص به في الايام الاخيرة من عمرها فتكيد له وتغويه وتجر قدمه الى الفخاخ التي سبق له أن وقع فيها.
الديمقراطية تقوم على إن المواطن هو صاحب السلطة الحقيقي، أي إنه هو السيد والاليات الدستورية تضع بين يديه أدوات هذه السيادة أم إن المواطن يريد أن يكون سيدا مخدوعا فتدار اموره ضد رغبته وضد مصلحته، وللذكرى يقول الشاعر العربي:
ما حك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمـرك
وإذا قصـدت لـحاجـةٍ فاقصد لمعترفٍ بقدرك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ