الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليبيا :من نظام العقيد الى مشروع نظام الملالي

حسن العمراوي

2011 / 10 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


إن ما يجمع مختلف ثورات الربيع العربي ,هو كونها جميعا ثورات ضد القمع والإستبداد وخنق الحريات والتسلط .... وغيرها من اشكال الحكم الفردي التسلطي الدموي الذي مارسته انظمة اجرامية في حق شعوبها لعقود, وبالتالي فكل تلك الثورات المجيدة التي انطلقت من تونس لتلهم الجماهير الثائرة المتعطشة للحرية ’ هي ثورات تشترك في المشروع المجتمعي الذي تحلم به وهو بغض النظر عن ملامحه فهو مناقض تماما لطبيعة الانظمة التي كنستها ثورات الجماهير.
وبغض النظر عن طبيعة الثورة الليبية وما طرحته منذ البداية من تساؤلات مشروعة خاصة مع تدخل قوى الاجرام العالمي متمثلا في حلف الشمال الاطلسي-الناتو-على الخط ودعمها الامشروط للثورة عبر فرض حظر الطيران الجوي ودك معاقل القعيد الليبي ,والتوافق التام و التنسيق الكبير والزواج الكاثوليكي بين الناتو وقادة الثورة الجدد’ بغض النظر عن كل تلك التساؤلات الا ان اعتقال الديكتاتور الليبي وثلة من قادته وابنائه و اعدامهم بتلك الطرق الوحشيةو العنيفة يطرح سؤالا عريضا حول ملامح المشروع الثوري المجتمعي التي تحاول ثورة 17 فبراير ان تؤسس له على ارض الواقع وتجيب من خلاله على ملامح ليبيا القادمة؟؟؟؟
لقد كان الديكتاتور وبكل المقاييس مجرما ومستبدا ومتسلط , وعبر عقود استطاع ان يبني جماهيريته على جثث الليبيين الاحرار عبر التصفيات والقمع والتنكيل ونفي المعارضة واقامة دولة بوليسية , حيث لم يعرف الليبيون طيلة 4 عقود سوى زعيم اوحد هو معمر, وجماهيريته التي حولها الى مختبر حقيقي لتجاربه ومغامراته الجنونية وخرافات طريقه الثالث وكتابه الاخضر. الا ان كل تلك الحماقات التي وصلت حد الجرائم في حق الانسانية لا تبرر باي حال من الاحوال اعدامه بتلك الطريقة الاجرامية والوحشية والتي تعبر عن عقلية مرضية مشدودة الى ثقافة الانتقام والتشفي والعنف المصحوب بالتكبيرات واطلاق الرصاص والكلام الساقط والحركات البديئة والدنيئة؟؟؟؟
فاي عقل ثوري سليم يريد ان يضع خريطة طريق لليبيا الامل , ليبيا المستقبل , ليبيا الحرية والكرامة ..... ان يقبل باعدام اسير واهانته بطرق بشعة ووحشية... والتشفي بشكل سادي والتكبير الله اكبر حيا على الناتووووووووو حيا على النفط قد قامت ليبيا الجديدة ...؟؟؟؟
ان تلك الممارسات الاجرامية بمنطق القانون الدولي والاعراف الانسانية والشرائع السماوية... قد اساءت كثيرا للثورة الليبية التي استطاعت في بدايتها ان تجلب تعاطفا كبيرا عربيا ودوليا, حيث بات من الازم التساؤل حول اي مشروع مجتمعي يحمله ثوار الناتو؟؟ وثوار الله اكبر ؟؟؟ فهذه كتائب الثوار تعتقل اسير وتبصق عليه وتدخل سكين في مؤخرته ؟؟؟ وتتلذذ بتعذيبه واعدامه ؟؟؟ وهذا شيخ الثورة ومفتي الديار الليبية يفتي بعدم جواز اقامة الصلاة على القدافي باعتباره كافرا ؟؟؟وهذا وزير العدل السابق في نظام المجرم معمر المسمى مصطفى عبد الجليل يصعد يوم الاعلان عن تحرير ليبيا الى المنصة ويسجد ويقول ان مصدر التشريع في البلاد هو الاسلام, واي قانون يعارض الشريعة فهو معطل ؟؟؟ انها مؤشرات ورسائل غير مشفرة لمشروع ليبيا الجديدة القديمة ’ ليبيا التي سوف تنتقل من نظام حكم تسلطي للعقيد الى ليبيا مشروع نظام حكم ثيوقراطي للملالي ؟؟؟
ان الخاسر الاكبر من كل ذالك هو الثورة الليبية ’ هو القيم النبيلة التي ناضلت من اجلها ثورات الربيع العربي, هو مستقبل ليبيا, انني اخشى ما اخشاه هو ان يحن يوما الشعب الليبي لنظام الديكتاتور معمر كما يحن الان الشعب العراقي لنظام الديكتاتور المعدود صدام ؟؟؟ فلا معنى لاي ثورة في استبدال مجرم بمجرم ولا نظام تسلطي باخر شمولي.
كان الازم او المفترض من الثوار ان يتم القاء القبض على المجرم القدافي وتسويق صورته اعلاميا كقائد مختبئ في جحر وحسن معاملته وتسليمه لقادة الثورة وتقديمه للمحكمة وضمان محاكمة عادلة ونزيهة له ’ حتى يعرف الشعب الليبي حقيقة وتفاصيل اربعة عقود من الديكتاتورية , واعطاء صورة متحضرة عن الثوار وملامح مشروعهم المجتمعي الجديد والمفروض ان يقطع ويحسم مع ثقافة الانتقام والتسلط والعنف وامتهان الكرامة الانسانية ويؤسس لدولة الحق والقانون ويضمن العدالة لكل مواطن حتى المجرمين منهم ؟؟ تصبحون على وطن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بربرية ناتو/إسلامية
أكرم سعيد ( 2011 / 10 / 25 - 23:02 )
إن شخص مصاب بمرض شيزوفرينيا يفقد القدرة على التفكير بشكل واضح ومنطقي ومترابط .كما يؤدي إلى اقتناعه بأفكار غير صحيحة اقتناعاً تاما،ولا يرى واقع كما هو ككل ، بل يراى جانب من واقع . كثير أصابه هذا المرض العجيب ؛ قسم منهم يرون جرائم إمپريالية و لكن لا يرون جرائم التي يقتريفها برجوازية الوطنية، لذلك هم يقيفون ضد إمپريالية مدافعين عن ديكتاتوريات من أمثال صدام و قذافي، لذاليك هم عبارة عن عملاء ديكتاتورية البرجوازية الوطينة، وقسم الآخر يرون جرائم التي يقتريفها برجوازية الوطنية، ولكن لا يرون هول جرائم الأمپريالية ، لذلك هم يقيفون مع إمپريالية ضد ديكتاتوريات من أمثال صدام و قذافي ، لذاليك هم ليس إلا عبارة عن مجموعة عملاء الأمپريالية . إن إنسان سليم العقل و مشاعير يقف ضد كل انواع من جرائم و ديكتاتوريات، بغض النظر طرف و جيهة التي يمارسها،حين يراى جرائم صدام يراى جرائم بوش أيضا و يقف ضدهما،يراى جرائم ديكتاتور قذافي و يراى في نفس الوقت بربرية ناتو/إسلامية و يقف ضدهما.


2 - الى اكرم سعيد
حسن العمراوي ( 2011 / 10 / 25 - 23:26 )
شكرا لمرورك
ان اي جريمة تنتهم الكرامة الانسانية هي وبكل المقاييس تبقى جريمة مدانة ومرفوضة بغض النظر عن اصحابها او خلفياتها
فالانسان قيمة بذاته والكرامة متاصلة في الطبيعة الانسانية


3 - لماذا هذا الهجوم
Ahmad Mohammed libya ( 2012 / 3 / 1 - 00:32 )
لماذا الغلط فينا و تسمسيتنا بثوار الناتو هذا ما لانغفره ابدا لك و لا لغيرك...وانتم العرب كلكم بكتابكم بادبائكم بشعرائكم بسياسييكم ولامواقعكم الالكترونية .. مااتنم الا فاشلون بنصف عقول و شهوانية جنسية كاملة, والا لراينا حضارتكم و تطوركم ...
بل انتم لاتجيدون الا الكلام و التعليق بعد الحدث و الحسد و الحقد والدسائس و المؤامرات...
فلسطين محتلة منذر اكثر من 60 عاما و ستبقى كذلك مادمتم انتم العرب فيها و تكتبون هكذا بتهكم و سخرية... فلماذا كلكم لاتستعرضون عضلاتكم التهكمية الخالية من اي رؤية الا على الليبيين, بئسا اكم من امة


4 - اي ثورة لا تنتج مشروعا مجتمعيا بديلا ليست اهلا؟؟
حسن العمراوي ( 2012 / 7 / 27 - 15:12 )
لا اعتقد ان اي ثورة تحترم نفسها وتقدمه كبديلا للاستبداد والديكتاتورية ان تقوم بتلك الاعمال البهيمية؟؟؟؟ الثورة هي تغيير جدى في كل شيء هي مشروع لاقامة نموذج سياسي واجتماعي وثقافي بديل ان اي ثورة تعيد انتاج نفس الاوضاع ونفس الاعمال لا تستحق وليست جديرة باسم ثورة؟؟؟

اخر الافلام

.. -في تضام- الديوان الشعري الجديد لوداد بنموسى


.. فرنسا: انقسام الجمهوريون وأمل تبعثه الجبهة الشعبية الجديدة




.. هل تتجه فرنسا نحو المجهول بعد قرار ماكرون حل البرلمان وإجراء


.. حزب الله.. كيف أصبح العدو الأكثر شراسة لإسرائيل منذ عام 1973




.. ترامب ينتقد زيلينسكي ويصفه -بأفضل رجل مبيعات-| #أميركا_اليوم