الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غوغائي..ومتهم بالشيوعية

عبد الحسين طاهر

2011 / 10 / 24
كتابات ساخرة


في يوم ...في شهر... في سنة...من حكم ( ابو الليثين) حصلت هذه الوقائع وهي برمتها قد لا تستأهل المقدمات والتدوين، فالحكاية لا تتعلق باجتراح بطولات واشياء خارقة للعادة ومع ذلك لاتخلو من متعة وطرافة حصلت مع صاحب هذه السطور اثناء كتابته لمادة صحفية نشرت له في جريدة البصرة ايام عهدها (الدكتاتوري)، واذا اختصرنا الطريق وتجنبنا الاخذ والرد واللف والدوران واللغو ودوخة الراس نقولها لكم وبالتفصيل وهذا اولاًً (نص المادة) دون زيادة او نقصان.
أحسب ان الغالبية العظمى من الناس أو المتعلمين منهم على الأقل يعرفون عن مكتشف الكهرباء (اديسون) اكثر مما يعرفون عن ( شكسبير أو شيخ زبير) بالرغم من ان الاخير يرجع الى اصول عربية! كما يزعم البعض وليس هذا ازدراء لا سمح الله لأبداع الشيخ ...!! شيخ زبير,كما يحلو للبعض ان يسميه وليس شكسبير كما هو في الواقع قبل خضوع اصوله القومية للتزوير ولا للتقليل من آثاره الأدبية -لا سمح الله- غير ان الناس عرفوا الأول بفضل اكتشافه الذي خلص البشرية من الهباب السخام الذي كان يملأ انوفهم وافواههم، ذلك السخام المتصاعد من المسارج ومشاعل الأنارة وهذا اول الغيث ثم اضحت الكهرباء بفضل هذا المكتشف الفذ المرتكزالأساس لحضارات الدنيا وصار كل شيء يدور بالكهرباء مما دفع بعض الشعراء للتغني بها في قصائدهم الشعرية ومنهم احد شعراءنا الكبار نظنه (الزهاوي رحمه الله) اما الشعراء الشعبيون فقد نظّم بعضهم الكلمات باللغة الدارجه(العاميه) يحذروننا من مغبة العبث بالكهرباء وقد رددها احد الكومديين على خشبة المسرح (يمه نتلني الاوتي صوجي لعبت بوايره) اقول نحن في مدينة الزبير لا خوفاً علينا ( من نتل الاوتي ) ،فالكهرباء لاتزورنا الا حين ينسدل الظلام ونكون قد صلينا العشاء وتغادرنا بعد صلاة الفجر مباشرة، نقترح على تلامذة اديسون وهذه وصية تشكل الذمة ان يعلقّوا امامهم وكما يفعل بعض سائقي المركبات ،وحسناً فعلوا، لوحة تحمل عبارة (بأنتظارك يا بابا !!) تذكرهم بعيالهم واولادهم وبناتهم وقت المساء ليتذكرونا واعني اهل الكهرباء نحن ايضاً عيال العراق المساكين نسد القوس انتهت المقالة وكفى المؤمنين شر القتال. ولكن حكايتها لم تنته بعد. والحقيقة لم نذكر لكم ان اصل الفكرة للكتابة عن الكهرباء يوم ذاك جاءت بأقتراح بل بتكليف من اصحابنا الذين تجمعنا وإياهم الديوانية(المضيف) ونكون مضطرين لشرب الشاي والقهوة العربية على ضوء الفانوس واذا كان الامر كذلك فمن اللياقة وحسن الاداب الذي علمنا عليهما {......} ان نعرض عليهم المسودة قبل نشرها بالجريدة وهذا ما حدث فعلاً ولكن الذي حدث بعد ذلك هو الأشكال والمشكلة !!!..دخل علينا احد (الرفاق) ببدلة زيتوني و(ورور) ولم نتمكن او يتمكن بالأحرى صاحبنا الذي يقرأ المسودة من اخفائها او التوقف عن القراءة لقد خانته الفطنة او الشجاعة لا ندري واستمر في القراءة الأمر الذي جعل (الرفيق) صاحب الزيتوني و(الورور) يمتعض ويعتبرها مجرد تحريض للمواطنين !! وتجريح للحزب والثورة......وانها تصب في خانة الامبريالية التي تكيل بمكيالين !! ويومها كانت هذه المفردات هي الشائعة على ألسنة (الرفاق) وكان رئيسهم (اخو هدله) يتنطع بها في خطبه وتصريحاته التلفزيونية فيرددها محمد المسفر و(الأستاذ عبد الباري عطوان) وبأعتباره مسؤول المنطقة لم يكتف بذلك فقد اظهر دفتره الثقافي وصار يتصفح به ويتحدث عن(ألامة ألعربية) ومشاكلها العويصة مع الشعوبية وجماعة الرتل ..نعم جماعة الرتل الخامس وهذه كارثة ومصيبة قد تقع على راس كاتب السطور الذي ينطبق عليه المثل (مكروهه وجابت بت) و(منين ما ملتي غرفتي) فهو غوغائي ومشترك في( صفحة الغدر والخيانة ) وفوق هذه وتلك متهم بالشيوعية...و(جيب ليل وأخذ عتابه) ولكن البخت يضعف ولا يموت كما يقولون تدّخل هذه المرة وساعده حسن حظ الحاضرين و تضافر معهما على ما يبدو سوء طالع صاحبنا الذي حُرم من مبلغ خمسة وعشرين دينارالمكافئة التي كان سيتسلمها لقاء (اتعابه) لمجرد إخباره عن غوغائي ومشترك في صفحة الغدر والخيانة ومتهم بالشيوعية ومقبوض عليه (بالجرم المشهود)... وجاءت العواقب سليمة بعد يومين فقط نُشرتْ في جريدة الحكومة وسُحب البساط من تحت صاحب البدلة الزيتوني والورور..نشرتها جريدة البصرة وبطريقه مهنية بحتة تناولها رئيس التحرير بالعناية الفائقة والتمحيص!!! اختارلها زاوية الشكاوى ثم عمد لأبدال العنوان فجعله بانتظارك يا كهرباء بدلاً من عنوانها أالأصلي بانتظارك يا بابا ومن أسافلها قلبها على البطانة غيّر أبناء العراق المساكين فجعلهم أبناء القائد صدام حسين لتتناسب مع السجع!!!..فالمساكين وصدام حسين ((ونه واحده)) واضاف من(عندياته) جملة (لا حفظه الله ولا رعاه مقلوبة)....وهاي هيه ..وابوكم الرحمـه ...الله..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لأول مره
منى شلبي ( 2011 / 10 / 24 - 10:38 )
كما عهدتك ياعبد الحسين تعبر بصدق عن هموم شعبك لا تخاف في ذلك لومة لائم وتهين الطغاة في عقر دارهم ... هكذا هم كل رفاقك المخلصين لوطنهم وشعبهم ويتطلعون لوطن حر وشعب سعيد ... رائع


2 - انه الحلم يا اخت منى
عبدالحسين طاهر ( 2011 / 10 / 24 - 21:35 )
ماذا يريد المرء اكثر من ...وطن حر...وشعب سعيد...فهذا متروك لخيارات الناس ولعل الاجيال القادمة تحضى بشرف تحقيق ذلك الحلم الجميل ايها الجملة تحياتي

اخر الافلام

.. إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا


.. شكلت لوحات فنية.. عرض مُبهر بالطائرات من دون طيار في كوريا ا




.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو


.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا




.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر