الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤية المعجزة

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2011 / 10 / 24
الارهاب, الحرب والسلام


كانت الأم "ماريا ريتا بيتشيوني"، تؤمن بأن الفن الحقيقي، هو إحدى أجمل الوسائل للتبشير؛ لأنه يترك دوماً الحرية لمن يصغي، وهو يحمل في ذاته قدرة إقناع تصل مباشرة إلى القلب، وأن يفتحه للسر الذي يتم الإعلان عنه.
خلال كتابة تأملاتها: "درب الصليب"، لازمها رفيق أكثر إثارة للدهشة: إنها "بومة خشبية كبيرة"، حصلت عليه كهدية من راهبات الدير الفيليبيني. قالت عنه: "هذا الطائر الليلي بعينيه الكبيرتين والبراقتين اللتين يتفحص بهما الليل كان يدعوني دوماً إلى البحث عن وجه الله؛ لأن الليل يصبح نوراً فقط من خلال عيني الله".
لمعت كلمات الراهبة الإيطالية، في عقلي، كما في "جلجثة ماسبيرو".. ففي عتمة ظلام التعصب، والبغض الذي لا مثيل له، كانت تحاك مؤامرة خسيسة لذبح المسيحيين على كل أرض مصر.. ليس فقط بمحاصرة المتظاهرين المسالمين، وإغلاق كافة المنافذ عليهم؛ ليبقوا محبوسين في الاتون المستعر تحت بطش البلطجية، والسلاح، والمدرعات التي دهستهم.. بل وإطلاق نعيب المرئي، والمذياع، وصحف القبور، التي ترابطت في عروة وثقى، في تهييج مشاعر الاغلبية الساحقة، بنشر الاكاذيب والاراجيف الاجرامية، كذبة واحدة منها كانت قادرة على حث كل مسلم على وجه مصر، بذبح أول مسيحي يقابله، وحرق أول كنيسة يراها، وهدم أول دير يستطيع الوصول إليه!
لكن الذي خلق عيون البوم؛ لترى في الضوء الشحيح، وألهم البشر ان يخترعوا عيوناً صناعية مذهلة تدور حول الكواكب، كان يرى في ظلامهم المدلهم ما كان هم فيه يفكرون ويخفون، وبدد مشورتهم الجهنمية بعظمة وإقتدار؛ لنرى نحن أعين الرب الجائلة في الأرض؛ لتحرس خائفيه.. ونرى من خلال ظلام المجزرة معجزة حمايته لنا من الابادة التي كانت حتمية، ونؤمن بأن عينا الرب إلهنا علينا دائماً من أول السنة إلى آخرها!...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إثبات عنصرية غالبية المسلمين المصريين قريبة
بشارة خليل قـ ( 2011 / 10 / 24 - 16:30 )
فقد كانت نتيجة الاستفتاء اوضح مؤشر على ما ستؤول اليه الانتخابات باشراف جيش الدفاع الاسلامي في امارة مصرستان لا يجب ان نفاجأ بنتيجة الانتخابات ولا ان ندس رؤوسنا بالرمل فمصر داخلة على مرحلة لا تبشر ابدا بخير وعلى الجميع ممارسة حقه في الانتخاب (لاول واخر مرة الى اجل غير مسمى ربما)وخاصة الاقباط والقوى التقدمية..فيخفف من بشاعة النتائج المرتقبة.ربما الاحداث البشعة التي حصلت للمسيحيين المصريين بعد 25 يناير ربما ترجح كفة المطالبين بدولة المواطنة على امارة الشريعة والذمية والتفرقة والتعصب
واضح ان غالبية مسلمي مصر يقف موقف بين المتحمس لدولة الخلافة والغير ممانع لها
كما هو واضح منذ احداث العمرانية وثم القديسين ثم اطفيح والمقطم وامبابة والمريناب وصولا الى مسبيرو انه هنالك طبقة من المصريين غير راضية عن هذه الاحداث وقد عبرت عن هذا في الشارع والصحيفة والتلفزيون لكن على ما يبدو فان عددها ليس بكبير
سلامي لك ولجميع القراء

اخر الافلام

.. الفرنسيون يصوتون في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية ال


.. آلاف المرضى والجرحى في قطاع غزة يواجهون خطر الموت بسبب عدم ت




.. الفرنسيون يصوتون في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية ال


.. عجز بمئات الملايين من الدولارات تكشف عنه -الإدارة الذاتية- ب




.. ما آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة؟