الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إن الله يعز بالسلطان ما لا يعز بالقرآن

فايز صلاح أبو شمالة

2004 / 12 / 14
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


ما أثقل الحمل الذي سنلقي به نحن الشعب الفلسطيني على كتف الرئيس المنتخب!! لتنوء من تحته الجبال، وتتصدع من هول الإمساك به الهضاب، وتتشقق من رجفته الصخور الصماء، تنثر الحصى في الريح، أو تشف عن سلسبيل الماء، ولا هدف لنا نحن أبناء الشعب الصبور سوى الارتواء، وغايتنا دائماً الكرامة والحرية، ونحن ننتظر بظمأ المتشكك إلى أن يتبين لنا الخيط الأبيض في تفكير الرئيس واستراتيجيته، من الخيط الأسود في ممارسة المقربين إليه وطريقة سلوكهم، وحتى ذاك اليوم؛ نناشد الرئيس الذي لا نعرف اسمه، وندعو له، ونتمنى عليه قبل أن نتأكد من شخصه، ويبدأ مهمته، ونسأله قائلين:
يا أيها الرئيس المنتخب، يا أيها الملك المتوج على عرش إرادتنا آمراً ناهياً طوال عمر ولايتك إن شئت، وطول إرادتنا لو صرت، وسارت الأمور وفق ما تمنينا وتمنيت، وأبعد الله عنك شر أولئك المنافقين المتملقين المنتفعين، ومن يستنسخ منهم بطبعة جديدة، وشهوة بليدة، وسطوة فريدة.
اجعلنا يا أيها الملك بعد إذنك نتذكرك في الطيبات من أعمالك، ولا نغمز عليك في الملمات، وبعد مماتك، واكتب بماء الخجل والحياء يوم ملاقاة وجه الله سيرة رئيس يرى شعبه يستحق الكرامة والاحترام، وليس جديراً بالسخرية والصفع وكدمات الانتقام.
يا أيها الرئيس الذي ما عرفناه بعد، وننتظر مولد ولايته من صناديق الانتخابات، أيقظنا من غفوتنا، ولا تلق بأيدينا إلى التهلكة، وانزع من داخلنا الأحقاد التي تشرب من بحر الظلم وعدم المساواة، لئلا ينقرض نسلك، وينخفض ذكرك، وينبش الرئيس اللاحق قبرك، ولئلا نتفرق شيعاً، نقرض دود الأرض وتتفجر تحت أقدامنا النائبات، وهزنا يا أيها الملك من سباتنا العميق، هزنا نتساقط عليك رطباً من الطاعة جنيا.
انقذنا يا أيها الملك المتوج مما علق بنفوسنا بفعل المتسلقين المتسلطين عشر سنين، أنقذنا من ثلاث آفات:
الآفة الأولى: التزاحم على الوظائف، ودون وجه حق استعجال الدرجات والترقيات.
الآفة الثانية: خلصنا من عادة التسول التي زرعت فينا، وتقديم كتابات المساعدة إليك من صرخة الميلاد حتى رعشة الممات.
الآفة الثالثة: طهرنا مما نشكو منه من أوجاع التعصب إلى القبلية، ومن شدة الوجد إلى السيطرة، ومن شهوة الكبر والتغطرس لدى البعض، ومن حمحمة حصان الطمع في الصدور، ومن آفة كسر الإرادة حين انفلات الرغبات.
واجعل يا أيها الملك من عدلك ما يأذن لصغير الرتب العسكرية فينا أن يحترم الكبير، وأن لا يخافه ولا يحقد عليه، واجعل الغني منا يشفق على الفقير، لا أن يتوسل إليه، وهيئ أمر أبنائنا إلى طلب العلم والمجد، واستحسانه في عقولهم والإقبال عليه، وأجعل همك أن تكشف لنا حقيقة قدرتنا على نظافة أنفسنا من الداخل والخارج، وحسن تقدير مخزون طاقتنا في احترام النظام، وتقديس القانون، وتثمين الأوقات.
وحبب إلى الأجيال إشراق الغد الذي يتخفى خلف أستار من الضباب الشائك، ساعدنا يا أيها الملك على تذويب التفاوت بين المنافع، والتمايز في الانتفاع، فلا توقف الاستثمار على من والاك من التجار، ولا تقنن الاحتكار على عدد معروف من الشركات، واجعلنا نستشعر حال بعضنا في أضيق اللحظات، وفي الهموم الصادحات، أنقذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، ومما يخطط لنا في السر، وما يعلن جهاراً من تصريحات.
اللهم يا رب الأرض والسماوات، هيئ الظرف المناسب إلى الناخبين كي يحسنوا اختيار من يتمسك بالحق، ويتحلى بكرم النفس وطاهر الصفات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكافآت سخية للمنتخب العراقي بعد تأهله لأولمبياد باريس 2024|


.. عقاب غير متوقع من محمود لجلال بعد خسارة التحدي ????




.. مرسيليا تستقبل الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 قادمة من ا


.. الجيش الأمريكي يعلن إنجاز بناء الميناء العائم قبالة غزة.. وب




.. البرجوازية والبساطة في مجموعة ديور لخريف وشتاء 2024-2025