الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهجوم على أغاني التفخيخ خير وسيلة للدفاع !!

اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)

2011 / 10 / 24
الادب والفن


أصبحت حياتنا عبارة عن إزعاجات ومتاعب لاتنتهي ، ونهارات تتشابه بروتينها اليومي القاتم ، وليال ٍ معتمة ، وانتظارات في شوارع خانقة ، وخيبات وأحلام مؤجلة ، وانطفاءات كهربائية تتساوق معها انطفاءات لراحة نتمناها ، وانقلابات للقيم . .
وسط كل دوامات الإحباط هذه والتي تؤثر سلباً على أذهاننا ، يدق على رؤوسنا ضجيج مغنيين يفتقدون الى الذوق والحس الفنيين ، نسمع أغانيهم في الشوارع اوالسيارات والامكنة المختلفة وعبر الهواتف النقالة أيضاً ، فتصدمنا ماتعكسه من ابتذال وانحدار في الأخلاق ، ليس في الألحان الضاجة والمزعجة والضارة صحياً فقط ، وإنما في الكلمات والمضامين الغريبة العجيبة التي تحتويها !! كلمات تمثل انتهاكاً سافراً للقيم وللتربية السليمة وللذوق العام .. فيها الكثير من التحريض على الاحتقار والانتقام بدلاً عن إشاعة ثقافة الحب .. كلمات هابطة بكل المقاييس يتلقاها المراهقون والشباب فيتأثروا بها في حياتهم ويعكسوها على سلوكياتهم ..
لم يعد مفهوم الموت مقتصراً على الموت الجسدي وبالمففخات ، وإنما تجسد تلك الأغاني الهابطة موتاً من نوع آخر .. يروج له أصحابها ممن يحتسبون جوراً على الفن ، حين يملأون أذهان الجيل بعبوات الإسفاف القاتلة ..
هؤلاء الذين يتفاخرون بإدعائهم أنهم مطربون ولهم قاعدة شعبية هم مصابون بأمية فنية بالغة وإلا هل يعقل أنهم بلا وعي تماماً ولايدركون قط أن الكلمات التي يغنونها تحمل الكثير من السطحية بل والسوقية .. ؟! بل كيف لايخشى المغني على أخته او ابنته مثلاً من أن يُخدَش حياؤها او يُجرَح شعورها بكلمات بذيئة في أغنية له ؟!
إن هذا الجيل من المراهقين والشباب هم أحوج مايكون الى قدوات تبني فيهم ماهدمته ثقافة الحروب والدمارات التي مرّ بها البلد . إنه جيل به حاجة الى ثقافة الأخلاق والرُقي والانتماء .. أفلا يتمنى أي مغن ٍ أن يكون القدوة الحسنة لهذا الجيل ، فيقدم له مايرتقي بذائقته ومايشيع القيم النبيلة في أعماقه ؟
لاشك إن كل مغن ٍ يطمح الى أن يكون الأشهر والأفضل والأقرب الى الناس ، وعليه فإن الحرص على أداء أغنيات ذات مضامين عميقة هو الطريق الأمثل للوصول الى القمة ، فهل يسمع صوتنا مغن ٍ به صمم ؟!!
وإذا كان لنا عتاب على مغنيي هذه الأيام لتخريبهم ذوق الجيل ، فإن لنا عتاباً على وزارة الثقافة التي لم نجد في برامجها حتى اليوم مايوحي لنا بأن هناك املاً قريباً في رعاية الغناء العراقي الأصيل وحمايته من الضوضاء ..
فهذه الوزارة ينبغي لها أن تلتفت الى مهام ربما غابت عن أجنداتها وخططها السنوية ، ومن أهمها تلك البرامج التي تحمي الذائقة الفنية العامة ، إذ يتوجب عليها استذكار مبدعي الطرب العراقي الراقي وأن تنسق مع القنوات الفضائية لبث أغانيهم كي تذكر الشباب بهم وبنتاجهم فتعيد تشكيل ذائقتهم التي تشوهت بسبب الطارئين على الغناء لاسيما الذين توهموا أنهم أصبحوا كباراً ، فضلاً عن أهمية أن تسعى وزراة الثقافة الى تأسيس فرق غنائية تستفيد من الإرث الغنائي الكبير الذي يضمه العراق .
إن الهجوم يكون أحياناً خير وسيلة للدفاع ، وعليه فإن الدفاع عن قيم الغناء الأصيل يأتي من خلال هجوم مكثف على أغاني التفخيخ الخالية من أي غناء !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وداعا يازمن الطرب الجميل
عديلة شاهين شاهين ( 2011 / 11 / 10 - 13:19 )

انك لن تسمع الصم الدعاء يا اسماء فبعد ان انتهينا من موجة اغاني الفكهنه كالبرتقاله و التفاحه و العنب انتقلنا الى ما هو اسوأ ،فالمطرب الذي يسمح لنفسه تقليد صوت القطه ربما في المستقبل يقلد صوت حيوان اخر (ان انكر الاصوات لصوت الحمير )، انها حمى الاغاني الهابطه اصابت المغنيين و اصبحت وصفه سحريه لنجاح اي البوم ، انها سخافات تستهين بالاخلاق و القيم , و زيادة عدد المستمعين لهذه الاغاني و بصوره خاصه من شريحة الشباب ينذر بهبوط الذوق العام ويصرف الشباب عن الاهتمام بأمور و مجالات اخرى ذات قيمه ....انها موسيقى اماتت الوتر وخدشت الاذواق ...وداعا يا زمن الطرب الجميل .


2 - نعم الذوق العام هابط
أسماء محمد مصطفى ( 2011 / 11 / 19 - 10:36 )
.شكرا عديلة لحضورك وتعليقك واشارتك الى هبوط الذوق العام لدى الشباب ..
الذوق هابط فعلا حتى انني استغرب حين اجد ما الذي يجذب الشاب الى هذا النوع من الاغاني .شابة صغيرة او شابا وهما ينصتان باهتمام الى اغان ليس فيها اي لغة للحب .. مجرد ضجيج وعنف واسفاف . لاطعم لالون لارائحة سوى كل ماهو كريه

اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف