الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة الي بروفيسور تيسير محمد احمد علي

عادل عبد العاطى

2004 / 12 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


رسالة مفتوحة الي بروفيسور تيسير محمد احمد:
اين تقرير لجنة مقتل الشهيد العميد سليمان ميلاد ؟
البروفيسور تيسير محمد احمد علي :

تحية طيبة ..

تعلم يا حضرة البروفيسور حجم الود الذي كنته اكنه لشخصك؛ تقديري لقدراتك الاكاديمية وما قدمته من مساهمات وطنية في السابق؛ واحترامي لك عندما عملنا بمؤسسة سياسية واحدة؛ حتي 1-9-2003؛ حين افترق بي السبيل بتنظيمكم الذي لم يعد عامرا.

كنت افضل لوكان ذلك الود مستمرا؛ وذلك الاحترام قائما؛ لان الانسان يخسر جزءا من نفسه؛ عندما يخسر احترامه لبعض الرموز التي كان يقدرها؛ وعندما شعرت بان الشقة قد تباعدت بيني وبين التنظيم الذي كنت انت واحدا من قادته الرئيسين؛ فقد تركت لكم الجمل بما حمل؛ وذهبت الي طريق آخر.

ولكن سير الاحداث في تنظيم التحالف من بعد؛ والصراع المرير الذي تم فيه؛ والذي ما كان ليعنيني لو لم يصل الي حد اعتقال ومطاردة الاشراف من المناضلين؛ قد اجبرني ان ارجع للاهتمام بامر تنظيمكم؛ وقد كنت احاول طول الوقت ان اتحدث عنك باحترام؛ بل دافعت عنك مرات عديدة؛ تجاه تهجمات اعتبرتها في حينها متخرصة.

للاسف فقد بلغ السيل الزبي؛ اذ قرأت يوم امس افادة من مكتب المجموعة التي تقودها باسمرا؛ والتي تنتحل اسم التحالف الوطني السوداني / قوات التحالف السودانية؛ تعترفون فيه بعد طول مراوغة وتشكيك وتجريح؛ انكم تعتقلون بعضا من رفاقكم السابقين؛ دون ان توضحوا من هم هؤلاء الرفاق ولا عددهم ولا اماكن اعتقالهم.

انه لمن سخرية الاقدار ان يعتقل تنظيم يقوده بروفيسور واستاذ جامعي ؛ الناس علي اسس ضعيفة كالتي ذكرت؛ بناء علي وشايات مجهول كاتبيها؛ وتنفذ الاعتقال لجنة ليس لها شرعية من لوائح التحالف الذي تنتحلون اسمه؛ ولا يذكر اسماء عضويتها؛ كما لا تذكر التهم الموجهة؛ الخ الخ من اوجه الضعف والقصور في ذلك البيان الهزيل.

ان هذا البيان يمكن ان يصدر عن وزارة الداخلية او المخابرات في اي بلد دكتاتوري؛ يحكمه حاكم مستبد مغرور ومتبطر؛ يستكثر ان يأتي باسماء من اعتقلهم وعددهم ومكان اعتقالهم؛ ولكن ليس من تنظيم يدعي العمل في السياسة؛ او يدعي معارضة نظام ما؛ ويتبجح اعضاؤه وقادته باسم حقوق الانسان.

ان تنظيما يعتقل الناس بالتعاون مع مخابرات وجيش دولة اجنبية؛ لمجرد انهم لم يخضعوا له؛ وكان لهم موقف آخر في الصراع بحزبهم؛ انمما هو تنظيم مأفون ؛ قد جلب العار لنفسه ولرئيسه ولكل قادته واعضائه؛ ومما يؤسفنا ان يكون هذا التنظيم تنظيمك يا حضرة البروفيسور؛ وان تكون انت في قيادته.

اننا قد مددنا حبال الصبر طويلا يا حضرة البروفيسور؛ علي ما يتم لرفاق لنا كنا معهم في تنظيم واحد حتي وقت قريب؛آملين ان ترجعوا للعقل؛ ولكن للصبر حدود؛ فهل تظن ان حضرتك عندما تنقلب سجانا يسجن الناس؛ سيكون لك حصانة تمنع الناس من نقدك والمس بك؛ ام تعتقد ان ادارتك لمعاركك بايادي غيرك؛ ستحميك من المسؤولية التاريخية والجنائية والانسانية والسياسية؛ عن هذا السقوط العظيم ؟؟

ايها البروفيسور الكبير؛ لقد حانت ساعة الحساب؛ واول ما نسألك عنه؛ هو اين تقرير لجنة التحقيق في مقتل الشهيد سليمان ميلاد؛ والتي كنت انت علي راسها؛ ولماذا لم تصيغ هذه اللجنة تقريرا الي اليوم؛ بعد مرور اربع سنوات علي مقتله؛ لينشر علي اعضاءالتنظيم وعلي الراي العام المحلي والعالمي؛ وعلي اسرة القتيل؛ في شان تلك القضية الغامضة؟

ايها البروفيسور الكبير؛ لماذا كنت تدعي في الندوات والتنويرات انه ليست هناك انتهاكات لحقوق الانسان في قوات التحالف؛ ولماذا كنت تبرر وتنكر في العلن؛ ما كنت تعرفه بحكم موقعك التنظيمي؛ ثم تاتي اليوم لتستغل هذه المعرفة في ممارسة رخيصة؛ ضد رئيسك السابق ؟؟

ايها البروفيسور الكبير لماذا حضرت من كندا لتستخدم كمخلب قط؛ ضد رفيقك وصديقك لعشرات السنين؛ عبدالعزيز دفع الله؛ لتبعده وتحتل مكانه رئيسا للدائرة السياسية؛ وتهاجمه علي صفحات الجرائد وتقول عنه ما لم يقل مالك في الخمر؛ واليوم تردد نفس اعتراضاته التي كان يقولها عن سير الامور في التحالف؛ دون ان تعتذر له حتي؛ او تقر له بثاقب النظر اذا كنت تؤمن حقا بما تقول؟

ايها البروفيسور ما هو دورك كقيادي في التحالف؛ عن الانهيار الذي تم له؛ وعن مختلف الممارسات الخاطئة والجرائم التي كانت تتم به؛ وانت منذ سنوات عضوا في اعلي قيادة تنفيذية فيه؛ وكنت لسنوات اخري الرجل الثاني فيه؛ ومكان ثقة رئيسه وساعده الايمن؟

ايها البروفيسور الكبير من هم المواطنون السودانيون الذين يعتقلهم تنظيمك لاكثر من اربعة اشهر؛ حسب اعترافكم؛ ؛ كم عددهم؛ ما هي اسماؤهم ؛ واين يتم اعتقالهم؛ واين ما يزيد علي المائة مقاتل من قوات التحالف التي كانت ؛ والذين هم مفقودون؛ لا يعلم ان كانوا احياءا ام اموات ؟

ايها البروفيسور الكبير كيف ترضي ان تعتقل ناسا لمجرد انهم رفضوا قيادتك؛ وكان لهم راي غير رأيك؛ ولانهم اختاروا اختيارا غير اختيارك؛ ولماذا تعتقل وتطارد آخرون لان هذا كان طلب المخابرات الارترية ؟

ايها البروفيسور الكبير؛ كيف ترضي ان تبيع الناس في سوق النخاسة السياسية؛ وتسلم اعضاء سابقين معك؛ اسري للحركة الشعبية؛ وانت الذي لم تاسرهم في حرب؛ ولم يكونوا هم في جيش العدو؛ حتي تعاملهم كاسري او كفيئ او كشيئ؛ وتبيعهم وتتاجر بهم من اجل منصب زائل؛ او قربانا للوحدة الاندماجية التي لن تتم ؛ مهما حلمت بها ؟

ايها البروفيسور يا من كنت تتصل بالمنظمات العالمية لحقوق الانسان؛ منافحا عن سجناء الراي والضمير؛ ومحتجا علي سياسات الدكتاتوريين؛ كيف تحس اليوم والدعاوي تجهز ضدك لنفس المنظمات؛ جراء اعتقالك للناس مثلك مثل اي دكتاتور صغير متبطر؛ يرفض حتي ان يعلن اسماء معتقليه ؟

يا ايها البروفيسور هل انت راض بما انت فيه الآن؟؟

وعليك السلام الي حين ..


عادل عبدالعاطي
13-12-2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. وتوقف دخول


.. بعد قتله جنديين.. حزب الله يستهدف مجدداً ضباطاً إسرائيليين ب




.. هل سيطرة إسرائيل على معبر رفح مقدمة للسيطرة على المدينة بكام


.. شقاق متزايد في علاقة الحليفين.. غضب إسرائيلي من -الفخ الأمير




.. ترامب يتهم بايدن بتزوير المحاكمة لأهداف سياسية