الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأزق الحضارة الغربية

عبدالله الدمياطى

2011 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


إن الحضارة لا تنتعش إلا فى ظل تمسك الذين حولها بالأخلاق العالية والقيم النبيلة المستمدة من الدين والنابعة منه وهى ليست مبادئ نظرية لكن القيم الدينية هى سلوك عملى فى واقع الحياة لأنه بهذا يكون توجيه الفرد إلى تنمية قيمه والارتقاء بخصائص الإنسانية حتى نتمكن من قيام المجتمع القوى السليم والإيمان ليس بالتمنى ولكن ما وقر فى القلب وصدقه العمل
إن نظرة واحدة إلى سكان كوكب الأرض فى هذا العصر الذى صعد فيه الإنسان إلى القمر ووصل فى رقيه المادى واكتشافاته العلمية ما فاق كل عصر حيث أصبحت الأرض كقرية صغيرة وقد طويت المسافات وزالت الحجب ونقلت الأحداث التى تقع فى أقصى مكان إلى كل الدنيا لحظة ومع كل هذا التقدم فقد خيم على العالم كله جو من القلق والخوف والاضطراب وزادت الأمراض النفسية والعصبية والجسدية ازديادًا مزعجًا رغم ما تعيش فيه البشرية من ترف مادى ورفاهية زائدة ، لقد وقف علماء الدين والاجتماع والطب النفسي وغيرهم من علماء الإصلاح الاجتماعي تجاه إزاء هذه الظاهرة منزعجين لأنهم كانوا يفكرون فى أول الأمر أن هذا الخوف والقلق والاضطراب ناشىء عن ترادف الحروب خاصة الحربين العالميتين ثم ظنوا أن هذه الحالات ناشئة من وجود الاستعمار حيث إنه يشكل أكبر بواعث الخوف والقلق عند الشعوب التى جثم على صدرها ونهب ثرواتها وقد تبدد هذا الرأى حيث تبين أن الخوف والقلق كما هو عند الشعوب المستعمرة هو كذلك عند الشعوب غير المستعمرة فالقلق والاضطراب والخوف فى كل مكان وكما هو فى بلاد الغرب هو كذلك فى بلاد الشرق وفى شعوب العالم أجمع والحضارة الغربية رغم تقدمها الهائل لم تستطع أن تدخل الأمن على نفوس أبنائها لأن هذه الحضارة قامت على أساس مادى عندما تخلى الغرب عن الروحانية النابعة من هدى الأنبياء ووحى الله إليهم لأن مهمة الأنبياء أن يعملوا على تحقيق العدل ونشر السلام وتوجيه الناس إلى التعاون على البر والتقوى مع الحب الخالص والرحمة بالعباد والغرض من ذلك بث الأمن والطمأنينة فى نفوس الناس إن الغرب تخلى عن الدين وقيمه بسبب الصراع الذى نشأ بين الكنيسة والعلم وانتهى الصراع بعد أن قُتِل العلماء بسبب آرائهم فى العلم وسُجِن الكثير منهم ، وتقدمت النهضة العلمية فى الغرب وهى مطبوعة بعدائها للدين لقد فقدت الحضارة الغربية أهم المقومات لبقاء الحضارة وهو الإيمان بالله والتمسك بالقيم الأخلاقية والرحمة بعباد الله أينما وجدوا مع نشر الأمن والسلام
لقد بدأ الغرب يستيقظ من حلم بعد أن تعرفت أن ما كانت تنادى به الكنيسة خطأ لأن الدين والعلم لا ينفصلان لأن القلق والخوف يتزايد بنسب عالية جداً فى الدول التى يرتقع فيها مستوى المعيشة بل ويزداد حوادث الانتحار فى البلاد التى تعد من أرقى البلاد فى المستوى المعيشي ويعللون ذلك بأنهم ينتحرون مللاً من الحياة المليئة بالرغد والرفاهية فقد سئموا حياتهم لأنهم لا يعرفون لأنفسهم هدفاً ولا لحياتهم معنى وعندما أدركوا إفلاس حضارتهم أخذوا يتجهون إلى الشرق ويدرسون الديانات ووسائلها وغاياتها وغرضهم من هذه الدراسة أن يعيدوا إلى الإنسان هناك إنسانيته لكي يشعر بأنه يسخر المادة وليس هو المسخر لها يشعر بكرامته ويكون عنده أمل فى غد مشرق ويجد فيه كل شخص الأمن النفسى ليخفف عنه أعباء الحياة ويبعد عن نفسه اليأس بعد أن أدركوا إفلاس حضارتهم التى بنيت على المادة وابتعدت عن الدين والقيم الأخلاقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح تزامنا مع تواصل المفاوضا


.. -ندعي يجينا صاروخ عشان نرتاح-.. شاهد معاناة سكان رفح وسط هرو




.. غالانت: مستعدون لتقديم تنازلات من أجل استعادة الرهائن ولكن إ


.. الرئيس الإيراني: المفاوضات هي الحل في الملف النووي لكننا سنل




.. إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكدان مواصلة العمل بات