الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة قصيرة من أخدود دمشقي

نقولا الزهر

2004 / 12 / 14
الادب والفن


قصيدة صغيرة من أخدودٍ دمشقي
(قصة قصيرة جداً)
في منتصفِ ليلٍ خريفي، صفقوا الباب الحديديَ بعنف، ثم أغمضوا عينيه المستديرتين الصغيرتين بعنفٍ أشدّْ........
ألقى (وائل) بجثته المحمولةِ من غابةِ الخيزران، على مصطبةٍ كانت ترقدُ بين جدارِ وطنٍ للموتى ووطنٍ للجرذانْ.........
استيقظتْ شفتاه الباردتانِ على نصفِ ابتسامة، حين وقعت عيناه الجائعتانِ لدقيقة نوم واحدة، على قصيدةٍ مكتوبةٍ بقطعةِ نقدٍ صغيرةٍ على الجدار....
يقولُ فيها{ طه أيوب فرج }:
(أربعُ مائةََ ليلةْ...
ومثلها نهاراتٌ مترعةٌ بالليلْ.......
في هذه الزنزانة...
وما أزالُ
عندَ خيوطِ الفجرِ ، حين يصعدُ الشيخُ إلى المئذنةْ...
أكتبُ على جدارِها
رقمَ اليومِِِ الآخَر.......).
ثم راحتْ مسامعُ (وائل) تتبعثرُ بين قصائدِ الشيخ الصوفية... وتفاسير أحلامِ الليلةِ الماضية في الزنزانات المجاورة... و شبقِ قضبانِ الثيران المجدولة، وخراطيمِ المياه، وأطرِ العرباتِ المستهلكة والسجائر المتوهجة في الطابق الأرضي.......
ثم راحت عيونُ وائل الجائعةُ المنهكة، تنطفئ على حذاءٍ ملفوفٍ ببطانيةٍ ممزقة، تتأرجحُ بين أصداء الأصوات المتواصلة من العالمِ السفلي... والصمتِ العميق الآتي من أقدم مقبرةٍ في المدينة.....
نقولا الزهر
دمشق-7-10-1980








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها


.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف




.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب