الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصلاة الاخيرة

ثامر إبراهيم الجهماني

2011 / 10 / 25
الادب والفن


وقف أعلى التل ، جاب بناظريه المدى المترامي خلف الصمت .
وعندما ارتدى ثوب العصافير المزركشة ، أحس في فضاءات قلبه فسحة من حنين .
ملامح وجه،أم وهج أفق؟.عبق الروح صار الصهيل وهذا وقت للمطر،إن انتحب صاحبنا صار العويل لغة للبشر.ملئ صدره الهواء الندي،ووجهه مثقل بالشحوب موسوماً بجروح عميقة،وتأكد وقتها بأن أول نظرة هي الدقيقة الحرجة والفاصلة بين نشوة الحياة ويقظتها.
في البعيد تراءت البيوت فاغرة أفواهها حزينة والأشجار تهدلت.
أدرك وقتها معنى الحياة وهو يتساءل"لماذا تبقى هذه الأرواح حبيسة الأجساد الفانية؟.ولا تجرؤ على الخروج والانطلاق إلى البعيد إلى اللامكان،إلا حين تغوص الأجساد في سبات الصيرورة اليومي".
أرسل إشراقته الأخيرة على هذا المدى وافترعن
ابتسامة خجولة..ما يشبه وجه القراصنة إن قضى نحبه أحد رجالهم،لكن تداعى الإصرار لديه لكشف الكنز الدفين في عباب البحر أو جزيرة مهجورة لم تزل بكر.!!.في الصباح كان الجسد الفاني قد اقتضى قطار الوداع وخلف التل زقزقت العصافير الملائكية تملأ الأذان طرباً وعجينة.كان الجسد مسجى ولم تزل الابتسامة لم تفارق محياه.
في الأفق راح صدى صوته يتراءى للعيون العسلية نغماً باهت الألوان...و رق الحمام في البعيد لم يزل بعيداً.
وتهاوت المنازل حطاماً فوق رؤوس قاطنيها.
ولم تزل الأشجار تزداد تهدلاً إلى أن التصقت بالأرض راكعة حزينة من نشوة العبادة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اطبق الحزن
Syrian Blood ( 2011 / 10 / 25 - 12:00 )
اطبق الحزن .. عندما ..ارى هذا الوصف في هذه اللحظة البشرية المكرورة ولكن ليست المعتادة ..عندما اراه في لحظة رحيل وجه مالك ابو العيون أو اشرف المصري أو تيسير الكراد ..لن تستطيع النفس أن تعاد لحظة الرحيل ..

اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل