الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأوى اللجوء

عدنان الأسمر

2011 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


مأوي اللجوء
تواجد في وقت واحد ,أكثر من ستين ألف لاجئ في مخيم البقعة ,وجميعهم بحاجه لاستلام الخيم في نفس اللحظة, لحماية أسرهم من ظروف الطقس الشتوي المتقلب وإلا حين استلام الخيام افترش الناس الأرض وحجزوا مكان الخيمة المنتظرة من خلال وضع أمتعتهم وحقائبهم حول مكان جلوسهم وبعض الأسر وضعت قطع خيش فوق رؤوسهم لتحميهم من حرارة الشمس , إلا أنهم تسلموا الخيام تباعا , وهي متعددة الألوان, والإحجام ,فمنها من هي بثلاثة أعمدة أو عمود واحد أو هندية أو مستطيله تنتصب على مواسير الألمنيوم ,ومأوى الخيام يفرض عقوبات متنوعة على ساكنيها
حسب الفصول ,علما انه في الأيام الأولى ,اقترح ممثلوا الحكومة الالمانيه ,بناء مساكن اسمنتيه دائمة للاجئين إلا أن ممثلي فصائل المقاومة رفضوا ذلك ,باعتبار العودة قريبه أو تكاد ,ورفعوا شعار احرقوا الخيام ومزقوا كروت التموين .وبعد فترة بنى الناس طوب حول الخيمة من الداخل بارتفاع طوبتين, وتم صب الارضيه بالاسمنت .وفي كثير من الأحيان كان يتوه ساكني الخيم, فيدخل البعض إلي خيمة غيره ,مما يثير الفزع في نفوسهم ,ويبعث الخجل في نفسه, فيخرج مسرعا يبحث عن خيمته, يبدو انه عندما تتشابه الخيام يتوه الرجال ,وعندما تتشابك أحبال الخيام تضيع معالم الطريق, فيتعرقل الناس ويسقطون .أما منظر الخيام, فكان يتصف بالجمال في ليالي الصيف المقمرة حيث تبدو وكأنها كتل ملونه تنتشر فوق سطحا مضئ ,وفي الليالي الحالكات ,تبدو الخيام وكأنها حفريات في هضبة من ظلام. أما ضوء المصباح داخل الخيمة ليلا فكأنه فتحة ضوء في جدارا شديد السواد, وكان قماش بعض الخيام شفافا لدرجه تمكن المارة من رؤية من بداخلها وذات مرة راقب الأولاد الصغار شابا ليلية عرسه في احد الخيم الشفافة ولاحظوا أن ذلك العريس يضع رجله وهو واقف على جسد تلك العروس المسكينة الممدة أرضا طوال الليل ,ولن يعرف احد لماذا يفعل ذلك ؟ إلا انه كان يخرج لطردهم عند سماع أصوات ضحكهم ويشتمهم قائلا أولاد حرام ,لأنهم أولاد طلقات وإباءهم لا يسمون وحالات تصنت الأولاد أو مراقبتهم لما يجري بداخل الخيام كانت تتكرر كثير.وبعد مرور سنتين استبدل مأوى الخيام بأنواع متعددة من البركيات مساحتها 3,5 ×4 م مبنية من الزينكو ,الاسبست ,الألمنيوم المضلع ,الكرتون المضلع المقوى وهذا مكن الناس من لف مساحة البركية بجدار من الزينكو والخيش لستر أسرهم وهذه البركيات مستودعا لاختباء الحشرات والقوراض وهي مصدرا حراري صيفا ومصدر تبريد شتاءا .ومنذ عام 1973 سمح ببناء مأوى من الطوب الأسمنتي وسقفه من الزينكو وهذه البيوت فرضت معاناة جديدة فسقفها كان دائما ساحة لمصارعة القطط كما كانت دائمة الدلف في فصل الشتاء مما يفرض على الناس قلب ألواح الزينكو قبل حلول فصل الشتاء ووضع عليها كميات من الطوب وتغطيتها بمشمع من البلاستيك لمنع دلف ماء المطر على ساكني تلك البيوت وفي هذه المرحلة تم إنشاء المساجد والأبنية الأخرى من ألواح الزينكو وبناء المدارس من ألواح الاسبست المضلع . ومنذ عام 1980 سمح بإنشاء بيوت من الاسمنت وبهذا يكون قد تخلص اللاجئون من عصر الخيام والبركيات إلا أن عصر اللجوء لم ينتهي بعد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد