الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القيح والخواء وفلسفة الشر

حاتم سالم عبدالله

2011 / 10 / 25
الادب والفن


للشقاء ألف صنعة , ظاهرها الحب والمال وبجوفها حقل يعج بالقيح وبالخواء. وفي الخواء والفراغ قد تظهر صعنة أخرى للشر مليئة بفراغ آخر وقيح. ان القيح هو مجموعة من النتائج الحتمية بينما الفراغ هي الفرصة السانحة لايذاء البشرية بصنعة أخرى للشر.

هذا الحب الذي يبدأ بتفاحة حمراء تتدلى من غصن ما , وشاءت الصدفة ان تلتقي يدين تتعاركان في ود على قطف الثمرة , لم يكن الأمر في بدايته أكثر من شغف بالنظر إلى جمالها حتى يبدأ الاثنان باشتهاءها فيجهزان عليها وتقذف التفاحة كل ما لديها من قيح الزمن.

ان الشقاء كامن , كامن في الرغبات الانسانية كما هي الرغبة في الاجهاز على الثمرة , وكامن في الاشياء كما هو الحال مع التفاحة ما ان نوغل في اكتشافها من الداخل حتى نعرف انها تملك ألف سبب قادر على تشكيل لعنة أرضية !

ان " الثمرة " كمسمى يمكن أن يكون جزءا من الأمل الذي أودعه الرب في الحياة , قد نتفاءل بهذه الأسماء لكي نعيش قدرا أكبر من السنوات , لكن هذه الأسماء لا تنهي الحروب بالعادة , فماذا تعني الكلمات ان استمرينا بفعل النقيض.

فلسفة القيح والخواء هي ذاتها تتحدث عن مسألة النقيض ودور هذا التناقض في توليد طاقات الشر في العالم. كم هو جلي الاختلاف بين القيح والخواء , كالاختلاف بين الشئ واللاشئ , الملموس واللاملموس. الحقائق الصريحة وبين الأكاذيب التي تشبه العدم , تناقض بديع , جعل عالمنا لا يخلو من صُناع السيوف والبنادق منذ القدم وحتى الآن.

لربما كان ضروريا وجود الشر بقدر ما للخير من وجود لأنها مسألة اتزان كما يبدو , في حين ان تساؤلا ما قد ينطلي علي عمّا اذا كان الخالق قادرا على تغيير المقاييس المتعارف عليها , كإيجاد عالم متزن بنسبة أقل من الشر تقل كثيرا عن النسبة الواقعية للخير. ان الأمر مربك كثيرا عند الحديث عن المقاييس الكونية , فهل الأصل في المسألة الاتزان التي يمكن السيطرة عليها عبر مقاييس ونسب محددة لا تتغير أم ان الاصل في التفاصيل الدقيقة كمقدار الخير والشر والتي يمكن ظبطها على أي نسبة وبـ ( كن فيكن ) يتحقق الاتزان !

شائكة جدا هذه المسألة فحتى مسألة القيح التي تمثل رمزيا نتائج الأفعال يمكن أن تتسبب في خلق عداوات وأحقاد حتى في عدم وجود الخواء الذي يمثل رمزيا الفرصة المواتية لعمل أفعال شريرة. الأمر وما فيه والذي يزيد المسألة تعقيدا يتضح حينما نتعمق أكثر في تحليل هذه الفلسفة. فنقول ان النتائج قادرة على توليد سلسلة من النتائج , بينما الفرص هي القدرة على توليد النتيجة من غير نتيجة مسبقة , هي مبادرة لايجاد سلسلة أخرى من الشر في هذا العالم!

والحق يقال قد يصعب كثيرا تغيير مقاييس كونية لكنني أؤمن بأن شيئا ما سيقلل الشر من العالم , اذا توقفنا عن الأعمال التطوعية في مجال الأحقاد والحروب , لا زلت أتمنى أن يحدث ذلك حقا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟