الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بشار الأسد و القرد الصغير

علي الأمين السويد

2011 / 10 / 25
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


يحكى أن بعض الباحثين قاموا بتجربة علمية لدراسة سلوك الحيوانات الفطري عند الشعور بالخطر المحدق. و تتلخص التجربة بأنهم وضعوا قردة مع وليدها في حوض زجاجي فارغ عميق، و جعلوا الماء يتدفق رويداً، رويداً داخل الحوض، وصار الماء يرتفع و أزمة القردة تزداد عمقاً، و للتذكير فقط، فأزمة القردة مضاعفة بسبب و جود ابنها الغالي معها.
وصل الماء إلى صدر القردة فدفعها خوفها لوضع وليدها على رقبتها، ولكن الماء لم يتوقف أبدا بل استمر في الصعود حتى صار يلامس فمه، فوقفت القردة على رؤوس أصابع قدميها و رفعت وليدها عالياً فوق الماء، غير أن هذا الماء العنيد لم يتوقف فغطى انفها بينما وليدها مازال معلقاً فوق الماء آمناً بين يديها.
غير أن استمرار تدفق الماء جلب معه ساعة الحقيقة، و حانت لحظة لا يمكن أن تُكذَّب نتائجها الفطرية التي تتكشف باتخاذ القردة قرارها المصيري بالحياة مهما كلف الأمر، فكان قرارها النهائي هو أنها أنزلت وليدها و داست عليه بقدميها ووقفت على رأسه باعتباره أصلب جزء من جسمه.
وفي الحالة السورية نرى بوضوح أن الشعب السوري يشبه وضعه وضع هذه القردة المسكينة، بينما ابن القردة يشبه ما يسمى بالجيش السوري ظلماً و عدواناً بقيادة الطغمة الحاكمة برئاسة بشار الأسد. و سبب المقاربة أن بعض السوريين مازالوا يعتقدون أن الماء لن يغرقهم، و أن "الوطن – بشار" لن يقتلهم بالرغم من المنغصات الإجرامية للجيش الأسدي، و ربما يحاول البعض استمالة أو استعطاف الجيش بالصراخ الفارغ من مضمونه الآن بـــ" الجيش و الشعب يد واحدة" و الحقيقة أن الجيش يقتل الشعب بيد واحدة إلى هذه اللحظة.
فالوضع السوري يتلخص بأن الشعب ما زال يحلم باستيقاظ بعض أفراد عصابات الأسد المسماة "جيش الأسد" من نوبة التنويم المغناطيسي الأسدي ليحميه، لا ليبيده لقاء طلبه الحرية، بينما وفي الجانب المقابل ننبلور إرادة حياة النظام بتنفيذ القتل و التنكيل و إتباع سياسة "اقتل واقتل حتى تقتل الجميع و تجلس على جثثهم منتصراً." فالقرد هنا لا يبكي مثل ابن القردة المكلومة، بل وبالرغم من أنه محمول على أكف الراحات وتتم معاملته على أساس انه الابن المدلل و رمز المستقبل وما إلى هنالك من خزعبلات مندسة من قبل النظام السوري المجرم، فهو يغرس خناجره ورصاصه المتفجر في صدر من يحمله.
لقد استفاد النظام الغاصب للسلطة في سورية من عدم فهم بعض الشعب لحقيقة حب الوطن ، فصار قرده العاق - جيشه المجرم يقتل الشعب بدم بارد متناسياً أن لصبر الشعب حدوداً، و أن الماء ما إن يصل إلى منافذ الحياة لديه، فسيقوم هذا الشعب الخانع باختصار الوطن بحياته الشخصية و سيدوس على رأس النظام و جيشه مهما كلف الثمن حتى ولو استجلب العالم كله لأرض الوطن ليعينه عليه.
فما بال بشار الأسد يعتقد انه في مأمن من مصير القذافي و تشاوتشيسكو؟ هل يعتقد انه أغلى على الشعب السوري من القرد على أمه؟ ساء ما يحكم هو و زمرته الإرهابية. إن على بشار الأسد أن يضع في رأسه انه هو وجيشه المجرم و مفردة "وطن" ذات المعنى الحزبي البعثي السخيف يمكن أن يكونوا محرمات يبتعد عنها الشعب الذي قرر أن يضع يده في يد إبليس ليخلص من الشيطان الرجيم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عـودة إلـى الـقـردة
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 10 / 25 - 17:12 )
يا سيد علي الأمين السويد
ألا يمكنك أن تكون معارضا ديمقراطيا ومهذبا في نفس الوقت. أم أن المعارضة, بالضرورة والطبيعة والممارسة, أصبحت اليوم قتلا وسحلا وبذاءة ملونة مزركشة بصراخ الله أكبر!!!...
أن ترتدي طقما وربطة عنق بماركة غالية, لا يغير من الطبيعة البدائية...عـد إلى مقالك عن القردة وانظر بمرآة حقيقية...........
ولك حسب الأصول تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة


2 - كلام المفلسين
عصام الطرن ( 2011 / 10 / 25 - 21:22 )
راهنتم على انشقاق الجيش وفشلتم , وراهنتم على تخريب الاقتصاد وانهيار الليرة وفشلتم , وتراهنون على التدخل الأجنبي لقلب النظام وتسليمكم السلطة وستفشلون , ولم يبق لديكم إلا ضرب الأمثال السخيفة والكلام الذي لاطائل منه


3 - إلى المهذبين القتلة
علي الأمين السويد ( 2011 / 10 / 25 - 23:30 )
إن كنت مهذبا و تقتل شعبك فإنك مجرم والمجرم يوضع في السجن وبشار الأسد و شبيحته أمثال الذين يتصدون للمواضيع التي تكشف عن إجرام بشار هنا و هناك مشاركون في القتل و الارهاب بكل أنواعه.


4 - شهيد الحرية تشاوتشسكو
يوسف أبو ندى ( 2011 / 10 / 26 - 06:28 )
أخي علي، لا تعتب على بسمار فهو مسمار في نظام عصابة الأسد لكن ما أود أن أنبه إليه هوالإدعاء المتداول بأن تشاوتشسكو قتله وزوجته الشعب الروماني. الحقيقة التي لا أشك فيها أبداً هي أن المخابرات السوفياتية والفرنسية هي التي جندت عصاباتها لاغتيال تشاوتشسكو حين كانت جيوش العمال تزحف باتجاه بوخارست لإنقاذه ـ عد إلى الأخبار في تلك المرحلة لتتحقق مما أقول.
في المحاكمة المسخرة صرخت السيدة زوجة الرئيس الشيوعية حقاً رداً على اتهاماتهم، صرخت بالدمى القضاة بالقول .. عليكم أن تخجلوا من أنفسكم فابنتي تسكن في شقة شعبية صغيرة في تميشوارا
لو كان تشاوتشسكو عدو الشعب لجرت محاكته وفق الأصول ولما حوكم وأعدم خلال نصف ساعة ولما أعدمت زوجته معه وهي لم تشغل وظيفة رسمية
هذا عمل الجبناء اللصوص، عمل المخابرات السوفياتية والفرنسية وهو ما سمح لميتيران بالتصريح قبل أيام ـ سينتهي تشاوتشسكو في الأسبوع القادم !!
عليك يا أخ علي أن تستسمح من روح شهيد الطبقة العاملة تشاوتشسكو وزوجته


5 - رد للمعلق أبـو الـنـدى
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 10 / 26 - 07:50 )
يا سيد أبو الندى
من أين تعرفني حتى تحكم أنني مسمار في عصابة.
تنصب نفسك شرطيا وقاضي تحقيق وجلاد, كعادة كل فاشي يدعى بالديمقراطية.
أدعوك لمقابلة ونقاش مفتوح أينما تريد, وسوف نرى من هو مسمار في عصابة, أو مسمار في مخ أمثالك من أنصاف الثوار.
مع تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة


6 - هنالك فرق ..
ماجد جمال الدين ( 2011 / 10 / 26 - 09:54 )

قصة القرد مفزعة والإنسان الطبيعي يتألم بأسى من سماعه هكذا تجارب وحشية قاسية .. أما عن المجرم بشار وشبيحته وأزلامه من السفاحين ومن يبرر أفعالهم .. فلا أعتقد أن هنالك إنسان شريف سيأسف ويحزن لهم فعلا .


7 - بسمار
monsef ( 2011 / 10 / 26 - 11:13 )
التمدن والرقي لكم ياشيبحة النظام وازلامه


8 - رد بسيط للسيد منصف
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 10 / 26 - 13:12 )
يا سيد منصف
بالله عليك أهذه هي الديمقراطية والحرية الني تطالب بها؟؟؟.......
ألا تستطيع أن تناقش بكل تهذيب وأدب واحترام أصول النقاش.
أم أن تربيتك ومبادؤك لا تسمح لك بهذا..قليل من الحكمة والتعقل والأدب في النقاش, لا يقتل أحدا, سوى أعداء الحكمة والتعقل والأدب. آمـل أن تقبل هذه الكلمات.. على الأقل أن تفهمها!!!...
ولك تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة

اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في