الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خط رجعة

عبدالناصرجبارالناصري

2011 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


خط رجعة

يقال أن الأمثال تضرب ولاتقاس ولكن كلما مر الزمن يثبت بأن للأمثال دور واضح في بناء هيكلية الأنسان ونمو شخصيته فمن لايؤمن بالأمثال اليوم قد يأتي اليوم الذي يضطر فيه الى الأيمان بالأمثال وألا تكون هذه الأمثال مضروبة علية ويكون هذا الأنسان من النادمين لعدم أيمانه بالأمثال وعدم ألتزامه بها

يستوقفني دائماً حديث آباءنا وهم يناقشون قضية العراق وقضية صدام حسين فعندما يتناقشون بهذا الموضوع يستذكرون هذا المثل الشعبي كدليل لأدانة صدام حسين وكأن هذا المثل بمثابة وثيقة أدانة فهم يقولون أن صدام حسين لم يترك له " خط رجعة " وهم يختصرون في هذا المثل الكثير من الكلمات التي عندما تجمع تصبح كتابا يتألف من مئات الصفحات

وبالفعل أن صام حسين لم يترك له خط رجعة لأنه لم يفكر في يوم من الأيام أن يكون مصيره الأعدام أو أن يلقى عليه القبض ولم يكن يتصور أن هنالك من يقف بوجهه ليحاكمه على ماأقترفه من جرم بحق الشعب العراقي ولذلك سارع صدام حسين الى الأختباء في حفرته الشهيرة لأنه أستذكر بأن ليس لديه خط رجعة لكي يقف معه الشعب العراقي ويحميه من ماهو عليه

وهذه هي مشكلة الطغاة جميعاً لأنهم يرون في أنفسهم كل شيء ولذلك لم يكتفي الطغاة بتسلطهم على شعوبهم فقط بل نرى ان الطغاة يطمحون الى قيادة الأمم وقيادة العالم فصدام حسين لم يكفيه ماعمله بالعراقيين بل كان يطمح الى أن يكون زعيم الأمة العربية الأوحد ولذلك نراه يدافع عن عروبة فلسطين ويطلق الخطابات الرنانة في قضية فلسطين ورأينا كيف حاول صدام حسين أن يمحي الكويت من الوجود ويمحي الخليج بأكمله لكي يصبح قائدا عليه ولذلك كان طموحة بقيادة الأمة جعل منه رجل حروب فاشلة لأن القيادة لاتنصب بالقوة بل يفترض بأن يكون القائد شرعيا وشرعية القائد تكمن في أختيار شعبه له

وها هو معمر القذافي يلاقي نفس مصير صدام حسين لأنه هو الآخر لم يترك له خط رجعة لكي تنقذه من مأزقه الذي تعرض أليه , فلو كان معر القذافي وصدام حسين لديهم خط رجعة لما تعرضوا الى ماتعرضوا اليه ولو كان طموحهم بالحد المقبول لما كان مصيرهم هكذا

فطموح صدام حسين في قيادة الأمة العربية وكان هذا الطموح على حساب قتل الشعب العراقي وتجويعه أدى به الى المشنقة ولكن معمر القذافي لم يعي ماتعرض له زميله بل ذهب القذافي الى أبعد من ذلك فالقذافي كان يطمح الى قيادة الأمة العربية والأفريقية وبالتأكيد على حساب الشعب الليبي

مشكلة الأنسان تكمن في نسيان مستقبله فهؤلاء الطغاة لم يكن في حساباتهم شيء أسمه مستقبل بل كانوا يتصورون رغم أنتهاكاتهم الخطيرة بأن التأريخ سوف يخلدهم وسوف ينصفهم فبأس هذا التأريخ الذي يخلد القتلة والطغاة , فكم نحن كضحايا سعداء بهذه اللحظات التأريخية التي تجعلنا نرى من قتلونا وعذبونا بهذه المناظر
أنها لحظات لقانون العدالة الألهية أنها لحظات أتت لكي تنصف الضحايا وتنصف هذه الشعوب التي أبتليت بمثل هؤلاء الجبناء الذين عبروا عن جبنهم وهم على كراسي الحكم عن طريق قتلهم لشعوبهم لأن من يقتل شعبه فهو جبان وعبروا عن جبنهم وهم خاج كراسيهم لأنهم أختفوا بحفر

ولذلك نوجه خطابنا هذا الى حكامنا الجدد وننصحهم بأن تكون لديهم خط رجعة لصالح شعوبهم لأن الحكم الأول والأخير يعود الى الشعب ونحن نمر في مرحلة الربيع العربي والذي يكون ربيع د ائم ولم ينتهي وسوف يمتد الى عقود من الزمن لأن العرب يبدوا بأن لديهم أنفاس طويلة جدا فمثلما صبر العرب على الطغاة والدكتاتورية لمدة عقو د من الزمن فهذه المرة سوف تكون لديهم عقود من الزمن في الربيع العربي وأعتقد أن كل من يريد أن يجتث هذا الربيع أو يصوره على أنه خريف عربي فهو واهم أولا وأحد الذين لاتكون لديهم خط رجعة ثانيا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرانس كافكا: عبقري يتملكه الشك الذاتي


.. الرئيس الإسرائيلي يؤكد دعمه لحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق




.. مراسلتنا: رشقة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة | #را


.. منظمة أوبك بلس تعقد اجتماعا مقررا في العاصمة السعودية الرياض




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقعات بمناقشة مجلس الحرب إيجاد بديل