الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قربان للوطن ام للشعب ؟!

هيثم محسن الجاسم

2011 / 10 / 25
كتابات ساخرة



ربما يعتبرها البعض هلوسات او سكرات موت يقظة ان يسال الكاتب نفسه بعد عشرات السنين من يستحق ان يكون له قربانا الوطن ام الشعب ؟!
وهذه التساؤلات المحرجة لم تعد كذلك بعدما تكشف لي ان الوطن يسرق ويحرق وينهب ويسلب وكل الموبقات ترتكب بحقه من ابنائه دون حياء او غيرة او ضمير بالرغم من عجز كل الوسائل الوقائية من هيئات نزاهة ومفتشيات ومنظمات دولية لانقاذ الوطن من الفاسدين سياسيين واكاديميين ورجال دولة وبرلمان واعمال وحتى دين .
وبات كل العالم يتفرج على مهزلة العراق الكبرى الديمقراطية التي لامثيل لها ولاشبيه في الكون ولايكون ابدا .
و يسمع عويل نداءات استغاثة السياسيين العراقيين ، يتوسلون شياطين الارض ان يغيثوهم من كيد بعضهم لبعض واعانتهم على نهب ثروات وطنهم بعناوين شتى استثمار او احتكار او شراكة وما الى ذلك من مصطلحات راسمالية لذر الرماد وكأن البلاد خلت من اهلها الاخيار ولم يبق للعراق من يقوده سوى الاشرارلاستباحة حرمته .
تساؤلات ملحة لاسكات العلل التي عرشت على هيكل روحي كالعناكب السامة من افعال المسؤولين والحزبين بحق الوطن الجريح وكأن غياب المحاسبة بات امان لهم من العقوبة دون رادع وخوف من الله الواحد القهار او بقايا قطرة حياء على الوطن كأن مال الشعب ارث سائب يتناهبونه بينهم جورا وطغيانا يعينهم مصاصي دماء الشعوب من احتكاريين وامبرياليين .
وانا لاسالهم حق الشعب الذي فضل السبات على روح الثورة بل الوطن حقه على ابنائه بان يعمروه ويحفظوا كرامته وحرمته ومكانته التاريخية والحضارية .
جاء التساؤل بعد الاحباط التام من علاج الجذام الذي اصاب الدولة ونهش كيانها و لن ينتهي الا بقبر الوطن وضياعه التام .
وهذا الخيار صعب جدا ، صحيح ان الوطن غالي والشعب كذلك لكن هناك تفاوتا كبيرا ومقدسا . وهو ان الوطن ليس عرضا للمساومة وقد منحي شرف ان احمل اسمه في كل مكان ( العراقي ) وشعرت بسمو تلك المرتبة وتميزها . اما ان اكون فداءا للشعب فهذه اشكالية كبيرة والكلام فيها كثير ،
لان الشعب اخذ مني اكثر مما اعطاني بشكل مباشر وغير مباشر ، وهو ياتيني فرادا وليس بشكل جمعي كما نقول عادة الشعب العراقي . وهذه الفردية للشعب العراقي تتحرك بهواجس عدة واكثر ظلامية المحاصصة الحزبية والمحسوبية العشائرية والانانية المقيتة وصور كثيرة للفردية التي جردتني من حقي بالتخصص الدراسي وتسنم منصب الرجل المناسب في المكان المناسب اومنحتني معاشا وارضا وحرية وضمانا صحيا وامنا .
هذه الفردية العراقية دكتاتورية متسلطة وطاغوتية وقانون متعسف ومناصب سيادية ورؤساء كتل حزبية ورؤساء كتل برمانية وكرزما متعددة عشائرية ومافيوية ودينية .

هنا يتوقف الاقدام والتضحية الغالية امام خيار صعب فيها للوطن السبق على الشعب .
لذلك يقع كثير من المثقفين باشكالية الوطن والشعب ومن يستحق ان نضحي له ونبذل اقصى غاية البذل .
من تجربتي الذاتي التي استغرقت اكثر من اربعين عاما كان الوطن فوق كل شىء بعد الله أي كان شعاري المقدس الله – الوطن – الشعب . أي ان الشعب ضمن الثالوث المقدس .
لكن اخذ الشعب اكثر مما اعطى وكان السبب في الخراب والاحباط الذي لحق بي والشعور بالخسارات المتلاحقة التي منيت بها
وهو الشعب نفسه من صنع الفشل لاجيال واجيال .
وهو من حفر المقابر لؤاد شهداء الوطن .
وهو من صفق للعملاء
وهو من باع الابناء الشرفاء .
وهو من يشيد السجون والمعتقلات للاحرار .
وهوهووهو
اما الوطن فهو يستحق ان اقدم له قربانا بسخاء لانه منحنا كل شىء جميل الماء والهواء والشرف وحسن السمعة والاصل والثبات والقوة والكرامة الابدية .
وبعد ماذا قدم الشعب ؟ الحرائق والخراب والعار التي التصق باسمه كالجرب كالعدوان والطغيان والفساد والانحطاط والتخلف دون حياء او غيرة .
من الشعب اكثر منه العدو . وتحول ابناء الوطن الشواذ الى عالة وعبء ثقيل على كاهله حتى بتنا نسمع عبارة - الوطن نباع - تتردد هنا وهناك ، ومن باع ومن اشترى؟! ؟!
نظرة تاملية للوطن الجريح المثخن بالطعنات واشدها ايلاما ضربات الغدر من ابنائه حيث تثلم حدوده بقسوة وعنوة ، ويحرق كل يوم بمشاعل الارهاب التي تحملها يد من باع الوطن . وتنهب ثرواته وخزائنه ومصادر قوته التي ادخرها للاجيال بعيدا عن عيون لصوص الشعب .
ونصل الى فحوى السؤال : من يستحق ان نكون قربانا له الوطن ام الشعب ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب