الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التدخين مسموح في الحب

سرمد السرمدي

2011 / 10 / 25
الادب والفن


سيكارة حبيبتي؟, ارتكبت أخطاء كثيرة في حياتي التي لم تبدأ بعد, من هذه الأخطاء تلك الغير مبررة, وكأن هنالك أخطاء مبررة !, نعم لحسن الحظ يوجد, ذاك النوع من الأخطاء التي لا يمكن أن نندم بعدها لأنها نتيجة طبيعية لتحالف ظروف غير طبيعية, فنبحث كثيرا فيها أثناء استرجاع الذاكرة لمجريات الخطأ, فنجد أنفسنا براء مما حدث بالفعل, هكذا فقط يبدوا الخطأ صواب, حينما نتخلص من تهمة المشاركة فيه ونخرج منه كالشعرة من العجين, لكن هل نرتاح؟.

كلمات كالدخان, أنا جليد وهي الشمس، أما وجود بلا حب، أو حب بلا وجود، أذوب أم أموت ؟...هكذا تبدأ عملية البحث في الماضي دائما, لماذا حدث هذا وذاك من الحوادث التي تعد أخطاء, البحث عن راحة البال أو عن طمأنينة مزيفة بكوننا فعلنا كل ما كنا نستطيع, ولما نستطيع أن نفعل أكثر نتذكر ونتمنى أن يعود تسلسل الحوادث للحظة التي اتخذنا فيها القرار, فكل القرارات تفصل بين الموت والحياة مادامت الحياة بعدها لن تكون على سابق عهدها, وليتها تتوقف عند هذا الحد, عملية التفكير المضنية, رحلة البحث عن الأنا والأنت ودور كل منا بالتحديد فيما حدث, ليتها فعلا تتوقف عقارب الساعة عند لحظة القرار مع منحنا ولو ثانية للتفكير في نتائج ما قررنا, ومع كل هذا الندم الضمني, نعلن إننا براء مما حدث, لكن هذه البراءة لن تخلصنا أبدا من اتهامنا المستمر لأنفسنا بأننا السبب, وستثقب القلب تلك الحسرات يوما بعد يوم ونبضة بعد نبضة إلى أن يتوقف, حينها فقط لن يفرق شيء معنا.

روح تحترق بالجمر كالتبغ, لعل كل الذي يمر بك أثناء كتاب حياتك رغما عنك هو خارج عن سيطرتك الفعلية التي تحاسب عليها من قبلك قبل وأثناء وبعد النوم بل ولحظات حلم أو كابوس اليقظة, إلا أن الغريب بالفعل هو التجاهل الحاصل من قبلك وقبلنا لهذه الحقيقة التي لن ينفع معها لا الندم ولا الشكوى من الألم, أن ليس هنالك من خطأ واحد في سطور حياتك لن يكتب ما يليه من صفحات بشكل مختلف عما تريد أن يكون عليه الحال, وليس هذا يعني انك تريد كل ما هو سبب في راحتك, والا لماذا تختار العذاب في الحب والشوق والغيرة وغيرها من الحالات التي يمكن لك ولغيرك أن يتجنبها حينا بعد حين إلى أن يتعود على عقلانية النظرة لهذه الدقيقة الخالصة من المشاعر, انا لم افهم لحد الآن كيف يتجرا احدهم ليصف دواء لمرض يسبب من المضاعفات والأعراض الجانبية ما ينافس به المرض بحد ذاته, أن ما تكتبه في سطور حياتك لن يؤثر فقط في حياتك , بل في حياة كل من تمر ويمرون بك, والمهم هنا كيف تحدد ما تريد في الوقت الذي لا تعلم بالضبط ما يريده الآخرون, من قال لك انك ستعلم حتى لو فكرت بالنيابة عنهم, حتى لو كانوا من اقرب المقربين لك, فهل تستطيع أن تفكر بعقل الطفل الذي كنت عليه أنت يوما ما, لو كان ذلك بمقدورك بالفعل لتوقفت حياتك عند ذاك الحد وكنت ميتا يقرأ هذه السطور.

في اخر نفس من سيكاري, أن قلبي يقفز حزنا كلما نظرت في المرآة, كوني امرأة تترك خلفها العالم لأنني عالمها, لا اعلم أن كنت استحق هكذا حب لكني اعلم أن هذا الحب يستحق أن أحب ! , حين أسمع لعقلي أكون مستلقيا أبحر بعيناي مستقبلا سمائي أحاول عد النجوم فيستوقف حسابي نيزك هي الحبيبة, حساب جديد لكل لحظة, دفىء دم جديد يدخل قلبي في كل نبضة, يمرض عقلي, مرض الحب لايعالج إلا بالحب, في اللحظة التي تغيب عني الحبيبة لم اعد على قيد السعادة, فالحياة لحظة مبتسمة, بعد الحبيبة لن اكون أنا بل شيء قريب من اللاشيء, وأجمل ما فيه أن لا تعرف لماذا تحب, وأسوأ ما فيه أن تعرف ولا تجد الوصف, ولماذا هي بالذات, لماذا هي الذات, ذاك القرار, أن تختار إنسانة, لم يختارها القدر, لم تسقط في يدك المفتوحة ليلة مطر, لم تولد وتجدها, بل ستوجدها, ولكي تجدك لا بد أن تجد نفسك, اسمع لقلبك., اطفي السيكارة حبيبتي ؟

:)

الكاتب
سرمد السرمدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07