الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(مات القذافي = عاشت ليبيا)

خالد إبراهيم المحجوبي

2011 / 10 / 26
العولمة وتطورات العالم المعاصر




عادة ما يمر الطغاة والظلمة والمجرمون بعد هلاكهم، بمزبلة التاريخ حيث يمكثون فيها مؤقتاً، قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية، وهي الوصولهم إلى جهنم. والآن حان وقت القذافي ليدخل مزبلة التاريخ، لكني على ثقة في أنها لن تقبله؛ ليس تكريماً له، بل تنـزيهاً لها، أن يدخلها مخلوق مثله .
لقد مات القذافي، على أيادي ثوار شباب، شابت رؤوسهم قبل أن يكبروا من هول حياة حكمها القذافي، الذي لم يتورع عن قتل شعبه، وانتهاك أعراضهم، وانتهاب أموالهم، وطمس آمالهم، وتعميق آلامهم؛ لأجل ديمومة ملكه، وترسيخ سلطانه هو وأبنائه من بعده، الذين كانوا في ليبيا عائلة مالكة، فصاروا الآن مجرد عائلة هالكة.
لم يضع القذافي في حساباته تحذير النبي عليه السلام حين قال: ((إن الله عز وجل يملي للظالم. فإذا أخذه لم يفلته...)) (متفق عليه)
لم يصدر عن القذافي أي شيء يدل إلى أنه كان يصدّق أنه سيموت، أو أنه سيخسر، لقد اختلطت -عنده- صفات الألوهية، بصفاته، وكل أحواله وأقواله تشي بأنه كان يعيش عالماً مفارقاً لعالم الواقع. ولعلنا نجد لهذا ما يفسره؛ حين نعلم أنه منذ عشرات السنين، لم يسمع كلمة(لا)، ولم يرَ أحداً استطاع أن يصل إليه بمكروه مؤثر، وأنه كان يفعل كل ما يمليه عليه صديقه المقرب(إبليس)، دون أن يحاسب، ويجترح كل البوائق دون أن يعاقب. لقد كان يعيش عالماً مفتوحاً لا حدود له، بسلطات مطلقة لا تُخُوم لها.
لم يشهد الليبيون احتفالاتِ فرح حقيقي صادق، كالتي حدثت حين سمعوا بموت (كائدهم) القذافي، فمن كل بقعة خرج الناس فرحين، مبتهجين، على نحو لم تشهده ليبيا من قبل.
إن موته سيفتح لليبيا وشعبها أبواب الحياة الكريمة، ونوافذ الحرية الغالية، وسيمهد لها سُبل اللحوق بركب العالم الذي ظللنا نرقبه من بعيد، ونحن في قفص واسع، أغلقه القذافي، واحتجزنا فيه لعقود طويلة.
لم يحصل من قبل-في أي بلاد- أن الناس صاروا يتبادلون المباركات، والتهاني، شفهياً، وبالرسائل؛ بمجرد تحققهم من موت حاكمهم.لكن هذا حصل في ليبيا، وشعر به كل الليبيين، ولا أستثني إلا قلة من أيتام القذافي المساكين، وعبيده المخدوعين، الذين لا تزال أمامهم فرصة للدخول إلى ليبيا الجديدة، وإن رفضوا مشاركة الليبيين الأحرار، فلهم مطلق الحرية في أن يلحقوا بالقذافي، فعنوانه الجديد معلوم عند الجميع.
لقد ملأ القذافي أسماع العالم بصراخه، وشتائمه، وبذاءته، وتهديداته، واستعراض قوته، وجبروته؛ إلى أن خذله الله تعالى، وكشفه مختبئاً مرتعداً في إحدى مواسير المجاري. وهنا أشير إلى قصيدة كتبتُها، ونشرتها منذ نحو شهر قلت في آخرها عن العقيد القذافي:
وصار عقيدنا رجلاً طريداً ** يطارد في الأزقة و الحواري
وقد يأتيه وقت ذات يوم ** يؤوب به إلى قعر المجاري
كذاك الله يفعل ما يشاء ** بمثل معمر وبكل ضاري.
لقد قدر الله أن يكون آخر ملجأ له في قعر أنبوب للمجاري، أخرجه الثوار منه، كما يخرج الجرذ تماماً.

وبعدما أضحى مجرد جثة خامدة، جامدة، هامدة، استمر مسلسل الهوان الذي صبه الله عليه، حيث صارت جثة مهينة، تعرض على الناس، في مكان قذر، وبكيفية مهينة. وسيستمر مسلسل الهوان مع القذافي ، في دفنه، حيث اقترح بعضهم، ردمه خفية في قبر مجهول المكان، واقترح آخرون إلقاء جيفته في البحر. وعلى كل حال فنحن لا نرضى التمثيل بجثته؛ لأنها الآن مجرد جثة، قد فارقتها الروح الشريرة.
وفيما يتعلق بجيفة القذافي أتمنى عدم رميها في البحر؛ حفاظاً على الثروة السمكية، ومراعاة لمشاعر الكائنات البحرية، التي من حقها أن تعيش آمنة، في بحر نظيف غير ملوث.
إن ما حدث في ليبيا، ومع حاكمها، فيه الكثير من العبر، لمن طغى وتجبر، ونسي أن الله أكبر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التلفيق
عمر حسين ( 2011 / 10 / 26 - 13:48 )
هذ اوهامكم التي نسجتوها كااكاذيب الجزيرة والعربية .لان الرجل اطلق عبالاة الجرذان على ادوات الامبريالية من اصحاب اللحى راح خيالكم يسعى جاهدا للهروب من هول الفضيحة وشناعة التهمة مدعين ان القذافي كان في ماسورة مياه في حين شاهد العالم اين كان القذافي ومن اعترض موكبه ومن اتصل ليرسل اصحاب اللحى الى مكان الحادث حيث كان القذافي جالسا ثم نهض رافع راسه شامخا ليقول خيركم دون خوف وهذا مانقله احد المسلحين عفويا قبل ان يتم اعادة الرواية الف مرة وحشوها بالتلفيق لاحقا وبالامكان الاطلاع على صحيفة التلغرف البريطانية لعدد الامس لمعرفة تفاصيل القصة كاملة .ان كذب المجلس الانتقالي الذي لايستطيع ات يدير محلة صغيرة في ليبيا مستمر واخرها ان الاشخاص الذين تم اعدامهم في سرت انما اعدمهم القذافي وهم من المعاديين له واذ كان كذلك لما تركتمونهم تنهش بجثثهم الكلاب بدلا من دفنهم.كفى تلفيق يكفي ان القذافي لم يفرط بسيادة الوطن ووحد ليبيا وحررها من ثلاثة قواعد اجنبية وامم النفط لكن ماذا فعلتم انتم

اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد