الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مايكل نبيل سند , ليس معتوهاً !!

محمود الزهيري

2011 / 10 / 26
حقوق الانسان


لم يكن ـ مايكل نبيل سند ـ مصاب بأي عارض من عوارض الأهلية , فلم يكن سفيهاً أو معتوهاً , أو مجنوناً , وحينما صدرت أقواله من بينات عقله الواعي , حادت هذه الأقوال عن مسار الغفلة , لأن العقل الفردي لـ مايكل نبيل سند , كان حاضراً علي الدوام ولم يتخاصم مع إرادة القول الناتجة عن تحمل إرادة الفعل بمردوداته العقلية .

مايكل نبيل سند المسيحي القبطي , بمصريته المفرطة حد البذخ الوطني , هو ذاته بعقله المفرط حد البذخ العقلي , الذي لم تتحمل بذخه عقول هربت من الواقع بحقيقته المؤلمة وسكنت كهوف الصمت بإرادتها المنفردة مستلسمة لشروط السلامة والأمن الفردي بدعاوي أقل مايقال عنها أنها ردة عقلية , تركت آثارها السلبية علي المجتمع المصري في مناخ ثورة أراد لها الطغاة الجدد أن تحدث لها ردة ثورية لتصطدم مع العقل المصري , الهارب بطبيعته إلي مستوي متدني دعي للإستقرار والأمن المفقودين طوال فترات طويلة من تاريخ المصريين , باسباب راجعها إلي الدولة المركزية صانعة الإستبداد المحتمي بالأذرع الدينية والأذرع الأمنية , والعسكرية منها , بإعتبارهم أدوات خشنة في مظهرها السياسي , وناعمة في مضمونها الإجتماعي المحول للمجتمع إلي مايشبه جبلاية قرود , همها الوحيد هو البحث عن الفول السوداني , وأصابع الموز , والتحرك بغوغائية منتظمة داخل إطار مجتمع تحول بإرادة الطغيان وأذرعه الإجرامية , إلي مشابه حقيقي لجبلاية القرود بحدود الأسر الإجتماعي والسياسي .

لم يقبل ـ مايكل نبيل سند ـ أن يكون قرداً في هذه الجبلاية , سواء في مستويات القردة العليا , أو السفلي , أو الإنسان البدائي الأول , أو ماتم التعارف عليه بإنسان الغابة , ولكن إحتمي ـ مايكل نبيل سند ـ بقيم الشرف العقلي والكرامة الإنسانية , ليعلن عن رأيه الحر بصراحة أزعجت المجلس العسكري , وأزعجت معه التيارات الدينية والقومية والجميع وقفوا منه علي مساحات تكاد تكون متساوية في الرفض والعداء ..
مايكل نبيل سند , شاب نابه مثقف , تري في ملامحه الوداعة , ولكنها تخبيء التحدي , والذي يظهر في كلماته بوعي عرضه للمخاطر , وعرض أسرته لنوبات متكررة من الحزن والأسي الفظيع لما آل إليه مصيرـ مايكل نبيل سند ـ .
رفض ـ مايكل نبيل ـ المحاكمة العسكرية , ورفض حضور جلسة المحاكمة , وكذلك فعل محامي ـ مايكل نبيل سند ـ , وبالرغم من عدم الحضور , حضر محام لم يوكله ـ مايكل نبيل سند ـ , وانتدبته المحكمة العسكرية , وطلب عرضه علي مستشفي الأمراض النفسية , للكشف علي قواه النفسية , في جريمة يعاقب من أجلها , وهي ليست بالجريمة وإنما من قبيل النقد السياسي , وكان الجدير به أن تتم مناقشته الممارسات التي تمت في ميادين الثوار, لا أن يؤخذ بجريمة نقده المجلس العسكري , وتوجيه سهام نقده لتصحيح مسار الثورة المصرية , والبحث في مدي صحة الإنتقادات والوقوف علي مدي صحتها , والتحقيق فيها , وهذا مالم يتم , والذي تم هو محاكمته عسكرياً للعيب في الذات العسكرية المتوهمة , التي أراد المجلس العسكري أن تكون فوق النقض , وحتي فوق النقد , بإعتبار مايمارسه المجلس العسكري من ممارسات سياسية تقبل مشاركة المواطنين المصريين , بإعتبارهم هم أصحاب التفويض الحقيقي شكلاً ورسماً وموضوعاً, وواقعاً محتوماً ناتج عن نضالاتهم الثورية في تسليم قيادة الوطن المصري , والمواطنين المصريين للمجلس العسكري لينوب عنهم قي تحمل المسؤلية تجاه الوطن والمواطنين المصريين , إلا أن المجلس العسكري , وكأنه يريد تفعيل تفويض المخلوع اللص السفاح القاتل ـ مبارك ـ وكأنه لايرتضي بتفويض الثوار الذين منهم ـ مايكل نبيل سند ـ , المسيحي المصري , النابه عقلياً ..

ـ مايكل نبيل سند ـ , بعرضه علي مستشفي الأمراض النفسية , يمثل الإستمرار في الردة العقلية ومحاربة أصحاب الرأي والفكر في مصر , وكأن عرض ـ مايكل نبيل سند ـ علي مستشفي الأمراض النفسية بمثابة عرض لغالبية المصريين علي تلك المستشفي النفسية , وهم ليسوا بالعته أو السفه أو الغفلة أو الجنون , والحقيقي أن من يريدهم كذلك هم سدنة الطغيان والفساد والإستبداد المتحول إلي صور وأشكال مقيتة مجرمة تعمل ضد مصر وتطارد كرامة المصريين العقلية .

ومن صور الكرامة العقلية التي تظهر كرامة المصريين عقلياً , تبدو الصورة العقلية الكاملة الكرامة للدكتورة ـ بسمة عبد العزيز ـ مدير الإعلام والتثقيف بالأمانة العامة للصحة النفسية ، وتمسكها بالبيان الذي أصدرته ، لرفض إحالة ـ مايكل نبيل سند ـ إلى مستشفى الصحة النفسية بالعباسية ، رغم إحالتها للتحقيق وتبرؤ وزارة الصحة من البيان الذي أصدرته بشموخ وعزة وكرامة .

وقالت في عزة نفس وشموخ عقلي " ما دفعني لإصدار هذا البيان هو الميراث السيئ في تاريخنا لإستخدام المرض النفسي والعقلي كوسيلة للإغتيال المعنوي لبعض الشخصيات، وهو ما حدث لإسماعيل المهداوي ، الكاتب الماركسي والمعارض لنظام عبد الناصر، والذي تم إدخاله مستشفى العباسية لمدة 17 عاما ، وكذا الشاعر نجيب سرور، وقد فزعت من احتمالية أن يكون الأمر نفسه يتكرر مع مايكل .. لقد كنت أدافع بهذا البيان عن سمعة الطب النفسي وعن سمعتنا كأطباء".
ومن أروع الكلمات التي وردت ببيان الرائعة الدكتورة ـ بسمة عبد العزيز ـ , والتي سيسجلها التاريخ بحروف من نور أن : إحالة النشطاء السياسيين وأصحاب الرأي إلى المستشفيات النفسية بدعوى تقييم قواهم العقلية هو أمر خطير وغير مقبول ، يعيد إلى الأذهان الحقبات المظلمة من تاريخ الإنسانية ، حين كان يتم الزج بالمخالفين للنظام السياسي والمجتمعي السائد في المستشفيات النفسية بغرض عزلهم عن المجتمع ووصمهم فيما بعد بضعف الإدراك والبصيرة وبالتالي تشويه آرائهم وتسفيهها حتى بعد ثبوت سلامتهم. .
ـ مايكل نبيل سند ـ ليس مجنوناً , أو معتوهاً أو سفيهاً , ولم يكن غافلاً عما صدر منه بمدونته علي الإنترنيت , فغالبيتنا خشي أن يصرح بما صرح به مايكل نبيل سند , ولكن الشرف العقلي والكرامة العقلية كان لهما السبق لديه , بينما جبنا نحن , وخشينا علي أنفسنا من المحاكمات والحبس المتيقن , فكان هو أسبق منا في الشرف والكرامة العقلية .. لأنه ليس معتوهاً , والعته والسفه والجنون , والغفلة تعرف طريقها إلي أصحابها المتخاصمون مع الشرف والكرامة الإنسانية , والرافضون للغة العقل , والساجدون علي عتبات الوصايات السياسية والدينية علي حد سواء ..

تحية لـ مايكل نبيل سند , تحية الكرامة والشرف العقلي , مع أمل بأن يتم الإفراج عنه في أقرب وقت ممكن , فالأمم التي تخشي النقد , لاتقوي علي مجابهة الحياة !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية لكما ولكل الشرفاء
عدلي جندي ( 2011 / 10 / 26 - 09:23 )
وتحية أيضا للكاتب المصري الأصيل


2 - إبن رع ..
ماجد جمال الدين ( 2011 / 10 / 26 - 10:19 )
حين كنت أحاور مايكل نبيل سند قبل سنوات قليلة كنت أعتقد أنه في ألأربعينات من عمره لما يتمتع به من ثقافة وهدوء وذكاء حاد .. ولم أكن اتصور انه شاب في مقتبل العشرينات .. المفارقة أن الأغبياء والعاجزين ذهنيا نتيجة شيخوختهم الدماغية وقصور في الضمير وألأخلاق هم من يحاكمون إبن رع ويتهكمون على عقله .
الثورة المصرية في تراجيديتها كشفت للعيان ألكثير من هذه المفارقات .. إمتداد هذه الثورة من أجل الحرية لمايكل وأمثاله سيفضح أكثر وأكثر هذا ألواقع ألأليم ليمهد لتغيير حقيقي على أرض الفراعنة وفي وعي الشعب المصري .


3 - تحية إلى : محمود الزهيري
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 10 / 26 - 11:00 )
كل التحية والاحترام والفخر لصراحتك الشجاعة بالدفاع عن الحقيقية الحقيقية والكرامة الإنسانية والحريات العامة, ضد القوى التي ترغب خنق الكلمة الــحــرة.. لأنها تملك البارودة أو قوة الفتوى.
ولك مني كل المودة والتأييد.. وأطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


4 - تحية وتقدير واحترام
يوسف فهمى ( 2011 / 10 / 26 - 12:11 )
تحية وتقدير واحترام لـ مايكل نبيل سند - - الذى أقوله له أن السند سيأتى من فوق قريبا .. من الله
وتحية تقدير واحترام للكاتب الكبير الأستاذ محمود الزهيرى - صاحب القلم الحُر
وتحية لمَن هم أمثال مايكل نبيل سند
والقانون الثانى لنيوتن يقول : لكل فعل رد فعل مساو ٍ له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه
أما القانون السماوى فهو : لكل فعل ظلم رد فعل مضاعف عنه فى المقدار ومضاد له بسرعة فى الاتجاه
فليخشَ كل ظالم قانون السماء


5 - نستطيع ان نختلف مع مايكل بالاراء لكن
بشارة خليل قـ ( 2011 / 10 / 26 - 15:11 )
ان يتم حبسه والان ايضا تدميره معنويا وربما ايضا تصفيته جسديا هو ما يثير العجب والقرف
ان يحدث هذا في 2011! في مصر التي وقعت على ميثاق حقوق الانسان (فيما يتفق والشريعة الاسلامية-ربما بمفهومهم مايكل ليس انسان كما ظهر هذا في مناسبات عدة مع المسيحيين مواطنيهم)في احداث امبابة والمقطم ومسبيرو بعد العمرانية والقديسين ومن قبلها مئات الاعتداءات من الكشح في مطلع السبعينيات والى يومنا هذا
ان يحدث هذا بعد ثورة 25 يناير التي من اول مطالبها العدل والحرية والكرامة الانسانية!!
ان يحدث هذا بعنصرية فاضحة وتمييز على اساس ديني واضح من مؤسسات دولة تدعي النزاهة والحيادية
لكن مايكل خلد اسمه ونضاله من اجل حرية الرأي رغما عن اعداء الانسانية وسيذكر التاريخ اضطهاد الدولة المصرية له كمثال للهمجية والقمع والاستبداد
هي هذه العقلية الاسلامية التي تحتقر الانسان هي السبب في المهانة وذل استبدال اسرائيلي واحد بالف من ابناء حضارة البربرية والعنف
من يتابع قضية مايكل يعلم انه يتعرض للعنف باشكاله يوميا بل بلغت سادية آسريه ان يخلطوا له طعام امه بطعام السجن القذر قبل بدئه الاضراب عن الطعام
تحية خالصة للاستاذ الزهيري


6 - مايكل.قلبى معك
حسنى عرفى ( 2011 / 10 / 27 - 14:55 )
تحياتى للكاتب محمود الزهيرى المقال جميل والتعليقات كلها تتعاطف مع مايكل ولكن عندى سؤال,,الم تفطنوا ان كل الثورات العربيه فى ربيعها المزعوم قد سرقت فى وضح النهار وامام كل العالم من الاسلامين ان كانوا سلفيين او اخوان مسلمين وحتى من الجهاديين!!؟؟ انا اتوقع ان القادم اسوأ بكثير عن كل ما مضى,وان نتائج الانتخابات التونسيه الاخيره ماهى الا تعبير عن رده حضاريه كبرى خاصة انها تونس النور والحريه فماذا تتوقع ان يحدث فى مصر؟وهىمصر محمد حسان والحوينى وأل الزمر القتله,مصر المصابه الان بهستريا الاسلام؟وماذا عن ليبيا واليمن وسوريا؟؟ان السنوات القليله القادمه سوف تكون سيئه جدا للأقباط والعلمانيين وكل ما هو متنور.اتمنى ان أكون مخطأفى كل ما قلت وتوقعت..1

اخر الافلام

.. أهالي الأسرى: عناد نتنياهو الوحيد من يقف بيننا وبين أحبابنا


.. أطفال يتظاهرون في أيرلندا تضامنا مع أطفال غزة وتنديدا بمجازر




.. شبكات | اعتقال وزيرة بتهمة ممارسة -السحر الأسود- ضد رئيس الم


.. الجزيرة ترصد معاناة النازحين من حي الشجاعة جراء العملية العس




.. طبيبة سودانية في مصر تقدم المساعدة الطبية والنفسية للاجئين م