الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعادة تشكيل النوايا الخيرة

حافظ آل بشارة

2011 / 10 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


هناك أخبار حول خطة الحكومة بعد انسحاب الجيش الامريكي نهاية السنة ، الخطة تتحدث عن بناء القوات المسلحة بطريقة متوازنة دستوريا ، ومنع المليشيات ومكافحة الارهاب . هذه امور لا يختلف اثنان على اهميتها ولكن مطلوب ايضا ان تكون لدى الحكومة واطرافها رؤية في كيفية حسم ملفات أخرى أكثر خطورة ، من ناحية تشكيل القوات المسلحة اتبعت الحكومة اسس دستورية وتوازنات معقدة ولم تظهر قوات مسلحة وطنية بالمستوى المطلوب لحد الآن ، وما زال الارهاب قادرا على الضرب في الزمان والمكان المختارين بلا عوائق ، ومهما كثر المدح للقوات المسلحة فان الاختبار الحقيقي هو في قدرتها على كشف الجريمة ومنعها واحلال الامن الحقيقي وهذا غير متحقق الا بقدر ضئيل ، لا يوجد نقص في التوازن والتوافق في تشكيل القوات الحالية ولكن هذه النتيجة كما يراها الجميع ، لماذا لا تبحث الحكومة عن قواعد جديدة لبناء الجيش وتترك نغمة التوازن والتوافق التي لم تثمر شيئا ؟ ولكن يبدو ان الملف الأخطر الذي لا يذكره أحد هو انعدام التكامل بين الأمن والقضاء في البلد ، فلم تنفذ احكام المحكومين الكبار والصغار والاسباب مجهولة ، بل هناك هروب متكرر لمحكومين ، وهناك اطراف مشاركة في الحكومة لا تحترم الدولة ولا القضاء ولا القوات المسلحة فتطالب باطلاق جميع السجناء دون قيد او شرط وهذا مطلب مضحك مبك ، هذه القضية كيف تعالج ؟ ثم ظهرت في العراق تسمية المناطق المتنازع عليها كيف تكون هكذا والبلد بلد واحد كما يقال ؟ هل الخلاف بين حدود المحافظات في بلد واحد يتحول الى معضلة بهذا المستوى ؟ ثم العراق هو البلد الوحيد الذي يعلن أحد ساسته الرسميين تشجيعه لأقليم ما بأن ينفصل عن البلد ويؤسس دولة مستقلة قبل فوات الأوان ! القضية تمثل تحديا لصدقية الوحدة الجغرافية والسياسية للعراق ، الذين يتكلمون بهذه اللغة كيف سيشتركون في برنامج اعادة بناء المنظومة الامنية ؟ وهناك من لا يعترف بالدستور وهو مشترك في الحكومة فلا يمكن اذن اتخاذ الدستور مرجعية لحل الاختلاف ، ومع ان الحكومة تتحدث بلغة التوازن والتوافق ما زالت هناك احزاب تروج بأنها مظلومة وحصتها قليلة وتبدو غير متحمسة لأي برنامج اصلاحي تتولاه الحكومة ، طرف آخر يرى انه صاحب الحق التأريخي في سلطة العراق ولا يسمح لأحد ان يحتل مكانه وهو محتفظ بهذه القناعات قبل الاحتلال وبعده لا فرق ، طرف يريد الغاء المسائلة والعدالة بلا قيد او شرط وهو نفسه يرعى بشكل شبه علني عملية اعادة تنظيم حزب البعث المحظور دستوريا ، لذا تبدو العملية السياسية كلها بحاجة الى مخطط لقلب النموذج الحالي على البطانة ، واعادة النظر في جميع العناصر وليس فقط القوات المسلحة ولا يحتاج ذلك سوى اعادة تشكيل النوايا لتكون كلها خيرة وكلها لاجل مكسب جماعي يخص العراق وليس طرفا من الاطراف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: أين الضغط من أجل وقف الحرب ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مؤثرة موضة تعرض الجانب الغريب لأكبر حدث للأزياء في دبي




.. علي بن تميم يوضح لشبكتنا الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن


.. بوتين يعزز أسطوله النووي.. أم الغواصات وطوربيد_القيامة في ال




.. حمّى الاحتجاجات الطلابية هل أنزلت أميركا عن عرش الحريات والد