الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلة المهملات

صالح حبيب

2011 / 10 / 26
تقنية المعلمومات و الكومبيوتر



عندما شرعت بكتابة هذا الموضوع فإنني كنت واثقا كل الثقة بان كل من سيطلع عليه سيظن بانه هو المقصود بالتحديد و أنني كتبت الموضوع من اجله أو بسببه بشكل خاص. ولكن صدقوني ان ما سأتحدث عنه هو حالة عامة تحصل معي كل يوم كما انها تحصل كل ثانية في كل البلدان التي بدأت مجتمعاتها تستخدم الانترنيت و البريد الالكتروني حديثا كما في حالة شعبنا العراقي و أخواتي واخواني العراقيين الذين نشئوا تحت وطأة انظمة قمعية لا تؤمن إلا بالرأي الأحادي و مصادرة أي رأي آخر، للأسف تبنوا و بشكل لا ارادي نفس السياسة البغيضة وهي سياسة مناوأة الرأي الآخر واعتبروها حالة طبيعية و عادية جدا لا بديل لها و راحوا يتبعون نفس النهج و هو التزمت بالرأي و عدم تقبل أي رأي مخالف أو نقيض على قاعدة الناس على دين ملوكها، و لا تعلم تلك الشعوب المسكينة بان هناك مبادئ حضارية جديدة قد بزغت مع فجر التطور الحضاري و اعادة بناء الانسان الجديد وصياغة أفكاره وفقا للفكر الانساني الحر و التقدمي و الذي بدأ بانتشال المجتمع الانساني من هوة الظلام الى عالم النور و المعرفة والتواصل مخلصا اياه من عهود الظلام و الطغيان التي عاشتها معظم شعوب العالم لدهور طويلة أهم شيء فيها و هو احترام الرأي الآخر و حرية التعبير و المعتقد و الأفكار.
ان ما اتحدث عنه يحصل كل يوم وحصل معي كثيرا من قبل قائمة ارسالي اليومي للبريد الالكتروني - كهواية تشبه هواية المراسلة التي كانت سائدة قبل عقدين من الزمان - و البالغ عدد الاسماء فيها اكثر من أربعين اسما من الذكور و الاناث. و يحصل مع كل من اعرفهم ممن يتبادلون الرسائل الالكترونية العامة الحاوية على تبادل المعلومات و الموضوعات العامة والأخبار والصور و المقالات و الطرائف، ويحصل معكم انتم ايضا اذا كنتم من تلك الفئة التي تحب التراسل و التخاطب الالكتروني الاجتماعي اليومي.
ان مسالة طرح الأفكار و الآراء و المواضيع صارت في عصر الانترنيت اسهل و اسرع و اعمق بكثير من اي ممارسة اعلامية أخرى على مر العصور فحرية طرحها اندرجت تحت تصنيفات من الصعوبة احصائها بدءا من الأفكار البناءة العظيمة الى الافكار الهدامة الضحلة و تنوعت حسب المعتقدات و الآراء و صنفت في حقول عدة مثل الفنون و الآداب و العلوم و الفقه و الفلسفة بحيث انك تجد الأفكار الدينية جنبا الى جنب مع الفكر الإلحادي أو الدعوات الى اديان جديدة و انبياء كذابين و علماء مزيفين و فنانين و ادباء و علماء عظام، كما انك تجد المقالات و الصور التي تتحدث عن العفة و الفضيلة و الحب جنبا الى جنب مع المواقع الاباحية التي يعتبرها البعض مخدشه للحياء و الذوق العام في حين يعتبرها آخرون مفيدة و لذيذة و عادية و ممتعة. وكذلك يمكنك وبضغطة زر وانت جالس في بيتك ان تفعل الكثير؛ أن تقرأ ، أن تلهو، ان تشاهد أحدث أو أقدم الافلام او تستمع الى مقطوعة موسيقية او أغنية لمطربك المفضل، بل انك يمكن ان تدير عملك من خلال حاسبتك الشخصية او تتعارف أو تعقد الاجتماعات الوظيفية وجها لوجه او تتواصل مع العالم و تعرف آخر مستجداته و أخباره أو تشتري السلعة التي تريد أو حتى أن تقود ثورة عارمة تعمل على تغيير أنظمة متجبرة كانت تهيمن على دول و شعوب.
هذا كله سيضع مستخدم هذه الوسيلة العظيمة ( الشبكة العنكبوتية) أمام خيارين لا ثالث لهما:
أما ان يكيف نفسه و يتأقلم مع هذا الكم الهائل من التباين في الافكار والمعلومات و الاستخدامات فيعيد صياغة معادلة أفكاره التي تتحكم في مقدار تقبله للرأي و الرأي الآخر بحيث انه يصبح مسيطرا على غضبه و يحدَّ من عدوانيته او شعوره بالـ"أنا" العليا حينما يواجه أفكارا تتناقض تماما مع ما يحمله أو ما يؤمن به و شبَّ عليه و أن يبدأ بالنقاش الهادئ الموضوعي أو على الاقل يبقى متفرجا يقلب بالأفكار و الآراء لمجرد الاطلاع.
و أما ان ... ينصرف.
لكن الذي يحصل و حسب خبرتي منذ أن بدأت بالتعامل مع الانترنيت و البريد الالكتروني منذ اواخر التسعينات وجدت انني كدت افقد الكثير من الاصدقاء الذين احبهم و الذين تربطني بهم علاقات وثيقة وحميمية و الذين يحملون افكارا معينة أو تربية بيتية أو ثقافية معينة مثلما أنا ايضا حملت أفكاري الخاصة التي نشأت عليها، انني كثيرا ما كدت أفقد بعضهم بسبب ايميل لا يتلاءم و أفكارهم او اتجاهاتهم قد يكون سياسيا او وطنيا أو دينيا او تربويا او تحرريا. و طبعا أجد هذا الأمر قد بدأ ينتشر مع انتشار استخدام الانترنيت في تلك الدول، لأن طرح الافكار بحرية لم يكن متاحا في السابق بسبب القمع الذي تمارسه الأنظمة الحاكمة بحيث إن أي طرح لأفكار مناقضة يعتبرونه إهانة أو تجريح للمشاعر دون اعطاء الفرصة لمناقشة الافكار و الآراء والسبب لأن رأي الأكثرية في قطاع معين يجب ان لا يناقش وان كل نقيض له يعتبر محظورا.
ولكن في واقع الأمر ان طرح الرأي و فسح المجال للآراء والافكار الأخرى للتعبير عن نفسها صار اليوم متيسرا للجميع في أي لحظة من عصرنا الراهن عصر المعلوماتية و حتى في الدول ذات الانظمة الغاشمة التي اسقط في يديها إثر التطور التكنلوجي الذي شهده و يشهده العالم فلم يعد بإمكانها السيطرة على التدفق العظيم لمحتويات الانترنيت وفقدوا كل امكانية لهم في حجب هذا المواقع أو ذاك او منع استخدام اي وسيلة من الوسائل المتاحة من الشبكة العالمية و تحت أي ذريعة أو حجة سواء كانت سياسية أو دينية أو اخلاقية و غير ذلك، تسونامي لا يمكن الصمود امامه، ولكن هذا التسونامي ليس مدمرا أو سيئا برمته وانما فائدته اكبر بكثير من مساوئه كما يلمس العالم اجمع.
و على سبيل المثال لا الحصر ؛ تتراوح نسبة تقبل الفتاة أو المرأة العربية أو العراقية (المستخدمة للأنترنيت بشكل منتظم) لمواقع اباحية، نكات قذرة، مواضيع جنسية في مواقع طبية أو علمية أو حتى تبادل الحديث المثير للشهوة الجنسية عبر الماسنجر ما بين الرفض القاطع الشديد اللهجة او الإهمال الكلي لتلك المواضيع و بدون اثارة اي نوع من النقاش نظرا لتميز المرأة العراقية او العربية بقيم تربوية خاصة غرزتها فيها التربية الاجتماعية و الدينية في البلاد العربية والاسلامية و الذي كان من ثماره تلك القيمة الرائعة للمرأة في مجتمعنا ألا وهي الحياء و بين التقبل ولكن بصمت بالنسبة لجزء قليل من المستخدمات للشبكة العنكبوتية.
و هذا ينطبق على المواضيع الفكرية السياسية او الدينية او الاجتماعية العامة بالنسبة لكلا الجنسين، ويكفي ان تطلع على تعليقات القراء على مقال معين في اي موقع الكتروني في مجالات مختلفة كالدين والسياسة و المجتمع لتعرف مقدار التباين بالآراء بين مختلف القراء و المعلقين.
ما اريد الوصول اليه بعد كل هذا هو "ردة الفعل" على طروحات معينة عبر البريد الالكتروني او مواقع الانترنيت اتلقاها كل يوم ، فهناك من يحتج بشدة و هناك من يتقبل و هناك من يناقش و هناك من يزعل و هذا هو الطريف في الموضوع. المصيبة انني عندما أقدم Forward)) رسالة فيها موضوع ما ( لست كاتبه) عبر البريد الالكتروني الى مجموعتي فإنني أحيانا اواجه بردود افعال مختلفة ومتباينة و غريبة في أحيان اخرى، فالبعض يؤيد و يعقب بإيجابية و لكن الغريب ان البعض ينصحني ان أبتعد عن تلك الافكار او المواضيع، و صديق آخر يحذرني من الترويج لها، الآخر يحذرني من أن ارسل له مثل تلك الافكار بعد الآن، و هناك من يكيل لي كلاما قاسيا لمجرد انني ارسلت مقالا لكاتب معين لأنه ليس على وفاق مع افكار ذلك الكاتب، و البعض يلومني بودّ لأنني ارسل له معلومات قديمة او نكتة قديمة أو خبر بايت أحيانا، سيدات و آنسات في مجموعة الارسال يتهمنني بقلة الحشمة لأنني اخطئ بعض الاحيان و ارسل نكتة أو صورة او كاريكاتير يفتقر الى الحشمة – في الحقيقة انه يتم يتبادل هذه المواد بين النساء مثلما يتبادلها الرجال تماما– و المفروض أن ارسلها لعدد محدود و خاص من قائمتي و لكنني و من دون قصد نسيت رفع اسمائهن من حقل العناوين، أصدقاء من طائفة معينة يعتبروني طائفيا أو مناوئا لأنني ارسلت ايميلا ينتقد احد المعممين الذين يضحكون على ذقون البسطاء بقصص غريبة عجيبة تستهزئ بعقلي و عقول الآخرين و تهين ذكائهم و تمعن في تخلف المجتمع ولا يتقبلون ان يتصدى أحد لتلك الافكار الشاذة لمجرد انهم يؤمنون بها و يقدسوها ( يعني علي أن اؤمن بها و أحترمها واقدسها رغم أنفي) و وأصدقاء من طائفة أخرى يتهمونني بأنني لست عراقيا ولا عربيا لأنني أرسلت موضوعا ينتقد أحد دهاقنة الفتاوي المضحكة كالذي يدعو الى رضاعة الكبير او الارض المسطحة او طرحت موضوعا يمجد آل البيت، صديق آخر (يأمرني) نعم يأمرني و بلهجة تشبه لهجة مديري في المدرسة الابتدائية بعدم ارسال ايميلات فيها نظريات محسوبة على الملحدين في المستقبل و كأنني استلم منه راتبا شهريا مقابل الايميلات التي ارسلها له يوميا و صديق آخر قد يكون متدينا او يشعر الحياء الزائد عن اللزوم يرفض إيميلا فيه صور نساء غير محتشمات لأنها بنظره صورا لا أخلاقية و يحذرني من ان ارسل له مثل تلك الايميلات لئلا أخدش حيائه لأنه يعتقد حسب ظني باننا لسنا من نفس المستوى الأخلاقي بسبب ذلك الايميل و هكذا هلم جرا.
وهنا يطلب أصدقائي مني المستحيل، يطلبون مني ان امحص رسائلي التي ابعثها و أحلل شخصية كل صديق و ان لا اخطئ أو انسى حذف صديقة أو صديق لا يتقبلون هذا المستوى من الكلام او المواضيع و أن اقوم ببعض الحسابات الدقيقة قبل الارسال، هذا يناسب زيدا و لكن مهلا فهذا لا يناسب عبيد و هذا يجب ان يذهب الى عمر ولكن مع بعض التعديلات لكي لا يزعل، و لكن زينب سوف تزعل من ذلك السطر في هذا الايميل رغم ان الموضوع مهم نوعا ما بالنسبة لها و ستخجل منه أو لا تتقبله و كأنني قد نصبت مجسا انتقائيا للرسائل حسب الشخصيات و الأهواء في بريدي الالكتروني و على هذا فسأحتاج الى ساعتين او ثلاث لكل أيميل أبعثه بعد تلك الدراسات التي يجب ان اجريها عن الموضوع و علاقته الجدلية بتقبل الموجودين في القائمة من الاصدقاء لمحتوياته.
و المصيبة ان الكل يعلم علم اليقين بان محتويات الرسائل التي ارسلها لهم لا تعدو ان تكون أكثر من ذرة معلوماتية صغيرة في محيط الانترنيت المتلاطم بالأفكار و المواضيع والصور التي تعد بالمليارات و مما يشيب لها الطفل الرضيع و فيها من الافكار الأكثر تطرفا اذا كان ايميلي متطرفا و الاكثر مجونا اذا كان ايميلي ماجنا بملايين المرات و السعرات الحرارية، و ان ما ارسله لهم في ايميلي انما هو من الانترنيت نفسها و موجود تحت اصابعهم و يمكن ان ينطلق امام اعينهم بمجرد كبسة زر و انهم في لحظتها - و أنا واثق مما أقول- سيمعنون النظر اليها رجالا كانوا أم نساء و سيطيلون البحلقة في الصور وبكل تفاصيلها و يقرأون المواضيع بحذافيرها دون ان ينبسوا ببنت شفة أو يناقشوا أحد في الأمر أو يعترضوا لا على كاتب المقال ولا على الموقع ولا على الناشر.
و لكن عندما أنا أرسل لهم الموضوع الذي لست أنا كاتبه او لست انا من قام بإعداده أو وضع مفرداته عندها سوف ينهال علي اللوم والتأنيب و الاحتجاجات و كافة انواع و مستويات الاستنكار و النقاش.
لماذا تغضب علي و تأمرني بعدم النشر؟ فهو منشور اصلا على ملايين الصفحات في الانترنيت ولست اول من ينشره فلماذا تنصب نفسك رقيبا على مالا رقابة عليه؟
لماذا تحتسب رأي الكاتب علي أنا و تأخذني بجريرته؟ فلربما أنني قدمته لك و لأصدقائي لأن لي به رأيا خاصا قد يكون معارضا له و أريد ان استأنس برأيك وآراء الاخرين، أو ربما لكي اثير نقاشا حوله او أنه اعجبني و رغبت ان اطلعك عليه ولم اعرف انك لا تتفق معه، وهذا شانك انت فلماذا تريدني ان اتطابق مع رأيك؟ أنا أرسلت لك هذه الرسالة لأنني أحبك و أحترمك و اهتم بك و أنت دائما في خاطري و ذاكرتي ويهمني رأيك ويهمني أن تقرأ ما اقرأ، فلماذا تحتج علي و تؤنبني؟
ولكن ، هناك الكثير ممن لا يعجبهم محتوى الرسائل التي تأتيهم من الاصدقاء و لكنهم يتناسون دائما مسألة بسيطة جدا – بسبب حبهم للنقد و توجيه اللوم للآخرين من الذين لا يتطابقون مع آرائهم و معتقداتهم لأنهم يعتقدون ان العالم سيؤول الى الخراب بدون رأيهم السديد- ألا و هي انه يتوفر في الكومبيوتر شيء اسمه "سلة المهملات" او " سلة التكرير" هذه السلة النافعة و الرائعة التي تريح الرأس و القلب وقرص الحاسبة الصلب و التي تمسح الاشياء مع مؤثر صوتي لطيف يذكرنا بتكوير الورقة ورميها في سلة المهملات، فالايميل سواء كان قديما أو لا أخلاقيا أو يتعارض مع معتقداتي و لا ارغب بمناقشته مع احد أو الذي فيه ما لا ارغب برؤيته لأنه سوف يخدش حيائي أو ذوقي، يمكن أن اتخلص منه بكل سهولة و بصمت لا يمزقه إلا صوت تكويره و كبسه و رميه في سلة المهملات و بذلك سوف أبقي على صداقتي مع الآخرين و أحفظ ودّي لهم دون ان العب دور الحكيم الناصح و الموجّه العارف بخبايا الأمور والآراء أو الملاك الأبيض البريء أو أن أُعلِّم الآخرين كيف وماذا يكتبون وماذا يجب أن ينشروا و ما لا ينشرون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اخي الكريم صالح
يونس حنون ( 2011 / 10 / 26 - 12:35 )

ماذكرته بمقالتك الجميلة كان بالنسبة الي قبل سنوات حالة يومية
الانسان العربي لايتقبل الراي المعارض بسهولة خاصة مايمس التابووات الدينية ،واذا ارسلت مقالة لغرض الاطلاع الى شخص يرفض مابها سيعتبرها عدوانا عليه حتى لو لم تكن انت الذي كتبتها
لذا اضطررت مؤخرا الى ان انتقي بعناية من ارسل اليهم المواضيع كي لايساء الفهم
وان اكتب ملاحظة تبين راي الخاص في الايميلات التي تتناول القضايا المثيرة للجدل والزعل
ولان ذلك ياخذ كثيرا من الوقت الذي لا امتلكه فقد قل ما ابعثه الى الاخرين بشكل كبير
شعندي بدوخة الراس هاذي
اطيب تمنياتي
يونس


2 - لكي لا يحرق غاليلو من جديد
نهاد عبد الستار رشيد ( 2011 / 10 / 26 - 17:45 )
الأستاذ العزيز صالح

الآراء التي تطرحها هنا نابعة من تفكيرك وقناعتك وتحليلاتك للأوضاع الراهنة ، ولكن هناك الكثير من الناس تم غسل ادمغتهم منذ الصغر على افكار تعود الى الماضي السحيق ، ورثوها عن آبائهم واجدادهم كما يرثون العقارات . وترافقهم عمليات غسل الأدمغة طوال حياتهم ، بل وحتى في مماتهم عند دفنهم يتم تلقينهم ايضا . فتحول الكثير من الناس الى مجرد بشر آلي لا يتعدى دوره في الحياة سوى تنفيذ ما يطلبه منه الأموات فقط . فعندما يواجه تعقيدات الحياة الراهنة لا يستطيع حل مشكلاتها الا من خلال الكاسيت الذي تم تلقينه اياه منذ الصغر .
اما المتحررون من اغلال الماضي السحيق والذين نفضوا عن كاهلهم غبار الماضي ، وراحوا يؤسسون للحاضرمباديء وقوانين تتلاءم مع ما يتطلبه الحاضر والمستقبل ، فقد رفضوا ان يكون حاضرنا نسخة مطابقة للماضي السحبق ، ورفضوا كل ما يتعارض مع العلم وانتصروا في ايطاليا على الجهلة المتخلفين الذين احرقوا العالم الجليل ( غاليلو غاليلي ) لأنه قال بان الأرض تدور حول الشمس ، واعادوا اعتبار هذا العالم الجليل .
فينبغي الأعتماد على العلم والتكنولوجيا في بناء الحاضر لا على الأفكار المتخلفة


3 - استاذي الكريم الدكتور يونس
صالح حبيب ( 2011 / 10 / 27 - 00:29 )
شكرا لأهتمامكم بالموضوع و أنا متاكد بان كل فرد يحاول ان يسهم في نشر الوعي الحضاري فلا بد ان يعاني نفس هموم العصر التي تقع على كاهل المثقف الذي يقف دائما مع الكلمة الحرة
لك كل التقدير


4 - الاستاذ نهاد عبد الستار
صالح حبيب ( 2011 / 10 / 27 - 01:04 )
شكرا يا استاذي العزيز لمرورك الكريم على مقالي و أنا بالتأكيد اؤيد ما جاء بردكم تماما
فهذا هو حال مجتمعاتنا التي عاشت قرونا من العزلة و الانحطاط الثقافي و الفكري و عملية نفض غبار الماضي عن العقول والافكار بالتأكيد تتطلب مجهودا استثنائيا و تضحيات كبيرة و اصرار كما ضحى من قبل العلماء و الفلاسفة أصحاب الكلمة الحرة و كما كان غاليلو يصر على مبادئه في اعلاء كلمة العلم من اجل خير البشرية فرغم تعسف محاكم التفتيش و رغم سطوة قوى الظلام ظل هذا العالم مثلا يحتذى في الاصرار لأصحاب المبادئ الراسخة مثله مثل كوبرنيكوس الذي احرق حيا في سبيل الكلمة الحقة
سنبقى دائما نعلو بأصواتنا لكي نكمل ما بدأه غاليلو و كوبرنيكوس و نقول بملئ حناجرنا و أقلامنا بكل معاني هتاف غاليلو من داخل زنزانته
و مع ذلك فالأرض تدور


5 - تحياتي أستاذ صالح أيها المثقف العزيز
ليندا كبرييل ( 2011 / 10 / 27 - 04:36 )
تصلني إيميلات رائعة عن طريق صديق يزينها اسمك الكريم ، فكتبت له مرة شكرا لصالح حبيب، ونبهني أن معظمها يأتي من حضرتك، وأشهد أني لا أقرأ إلا المفيد عن طريقك
كما تصلني ميلات من آخرين فاضحة .. ماذا يمنع أن أكبسها في سلة المهملات وخلاص ، وأنا للحق أطلع عليها، والأمر بيدي لا بيد من أرسلها
أنا التي ستقرر قراءتها أم لا، ولا يمكن أبدا أن نقيد الناس بخياراتنا
هذا أكثر ما يضحكني عندما يطالَب المرسِل بتحديد نوعية كذا من المواد
ما هذا الهراء ؟
الأمر بيد القارئ بالذات، أمامك مكتبة اختر(أنت )منها ما تشاء واحذف( أنت) ما تريد
ويا للسخافة عندما تحتدم المناقشات والمهاترات( والمؤامرات)ورمي الناس عبر البريد الالكتروني بسبب رأي ما، هذا دليل على أن الرغبة في تملك الآخر وتوجيهه على كيفه والسيطرة على قناعاته وآرائه شديدة
فقد تربينا في أجواء مضغوطة لا تعرف الحرية والتعامل الراقي
أما الأبشع فعندما تصل العلاقة إلى مرحلة من التقارب النفسي فيسمح الإنسان لنفسه ببعض التجاوزات في اللفظ فيفهمها الآخر على أنها موجهة ضده
أعتقد أن التواصل الالكتروني سيهذب الطباع ويجعلنا أكثر مرونة تجاه الآخر وشكرا لصالح حبيب


6 - الأخت العزيزة ليندا
صالح حبيب ( 2011 / 10 / 27 - 06:19 )
اشكرك يا سيدتي العزيزة على الثناء الجميل الذي أكرمتني به، و لكن الذي اسعدني أكثر هو رأيك في ما ابعثه من ايميلات الى الاعزاء من الصديقات والاصدقاء و التي هي في واقع الأمر منهم و إليهم و ان كل ما افعله هو الانتقاء و اعادة الارسال و أحيانا اضافة ما يثيره الموضوع من شجون كالنقد او التصحيح او الاحتجاج او التأييد أو الاضافة و أحيانا اجد بعض المعلومات المفيدة او الظريفة التي تستحق ان ارسلها للجميع فلا أتردد في اعدادها بإيميل جديد. تقييمك لما أرسل منحني شحنة قوية من الاطمئنان على انني اسير في الطريق الصحيح واشكرك على ذلك. و رأيك يا سيدتي العزيزة في ان التواصل الالكتروني هو نوع من تهذيب الطباع فهذا هو عين الصواب بالفعل فهو تمرين رائع لتقبل الرأي الآخر و هو ما اعنيه تماما و اعتقد ان اي مثقف أو متعلم تخلص من العقد التي كانت تسيطر على عقله كنظرية المؤامرة و عقدة الشعور بالكمال و مصادرة آراء الآخرين و تسفيه أفكارهم وعقائدهم سيكون بعدها قد تخطى الحاجز الذي يفصل بين الهمجية و الحضارة الذي نسعى جميعا الى تخطيه و تركه بعيدا خلفنا وعندها فقط سنكون جديرين بإنسانيتنا و مكانتنا و محبتنا لهذا الكوكب


7 - الشجرة المثمرة
نهاد احسان ابراهيم ( 2011 / 10 / 31 - 10:17 )
أخي العزيز
ان مسألة تبادل المعلومات و ارسالها الى بقية الاهل و الاصدقاء كل حسب انتمائه و تربيته هي من الصعوبات التي يواجهها كل مستخدم للانترنت و قد حصل لي مرة واحدة فقط بان ارسلت رسالة تتكلم عن رأي ديني و لكن ليس فيه ذم فتفاجأت بأجابة احد زملائي بالسب و الشتم فما كان علي الا ان امحو اسمه من قائمتي و لم اراسله من سنوات بعدما تبينت بانه لا يتقبل الرأي الاخر بروح صادقة و امينة
لقد تم وضع سلة المهملات في كل حساب لكي نرمي الرسائل التي لا تعجبنا او التي ليست من اهتماماتنا و بما ان شخصا ما يرسل لي مختلف المواضيع الفكاهية و العلمية و الجنسية و الشعرية و الطبية و العراقية و الدينية فان هذا يدل بان ذلك الشخص هدفه زيادة المعرفة و العلم و تبادل المعلومات فعلي ان اتقبل كل ما يصلني منه دون ان اشك بنواياه
ما علينا الا نرسل الرسائل و المواضيع التي لا تهمنا الى سلة المهملات و ليس الصديق او المرسل
تذكر بأن الشجرة المثمرة هي التي يرميها الناس بالحجارة و طريق الصواب ممتليء بالحجارة و العراقيل و العلس
استمر في بعث رسائلك اللطيفة و وفقكم الله


8 - emails I Liked
فاطمه ( 2011 / 11 / 7 - 17:57 )
أخي العزيز صالح
اولا اود ان اشكرك على مجموع الايميلات التي استلمها منك / وسبق ان تناقشت معك في هذا الموضوع ، حيث انني استفاد من الكثير منها ، وفيما يتعلق بالتكرار - أو البايت - أعتقد ان القاريء يقرر واذا كان سبق ان عرض الموضوع عليه ، فمن الافضل ان يمسح - ديليت وهو هاديء وصامت ! ولا داع للتعليق ، أستاذي: تحديدا في ايامنا هذه ، نحتاج ان نطلع على كل شيء مهما كان ، مخجلا أو مهذباً ، وننتفع -هل تعلم أنه بدل سلة المهملات التي أشرت اليها كنت قد عملت فولدر خاص اسميته(الايملات التي أفضلها) وكنت قد جمعت فيه كل الايميلات التي جائتني منك، والتي اريدها ان تبقى دائما موجوده
نحن لا نستطيع ان نغير افكار البشر
ولانستطيع ان نسيطر على السنتهم
ولكننا نعرف اهدافنا
ونتمنى مقاسمة النتائج مع المستفيدين
لا أتمنى ان اي رد تحصل عليه من الممكن ان يغير توجهاتك
ومنبع الكلمة مرآة صاحبها
وانتهي بهذه العباره التي احبها ضمن الأيميلات
سلام ومحبة


9 - الأخ نهاد احسان
صالح حبيب ( 2011 / 11 / 13 - 20:01 )
شكرا اخي العزيز نهاد على ردك اللطيف و أؤكد لك فعلا أن مسألة معارضة الافكار بالطرق السمجة سيبقى رغم كل محاولاتنا للحد منها او لتهذيبها لأن الطبيعة البشرية ما زالت سرا لم يسبر اغواره احد بشكل كامل فلا تتوقع ان يرضى عنك أحد
و هذا يذكرني بمقولة للمثل الاميركي بيل كوسبي اذ قال مرة
قد لا اعرف مفتاح النجاح ولكنني اعرف ان مفتاح الفشل هو محاولة ارضاء الجميع


10 - الأخت العزيزة فاطمة
صالح حبيب ( 2011 / 11 / 13 - 20:26 )
اختي العزيزة فاطمة
شكرا على اهتمامك بما ارسل من ايميلات الى كل الاصدقاء و ان احتفاظك بالايميلات الظريفة والمفيدة هو عين الصواب و هذا ما افعله أنا ايضا مع ايميلات الجميع التي اجد فيها فائدة و خفة دم و معلومات مفيدة بعد ان اوزعها للجميع فنحن نتعلم من بعض و نتبادل الافكار و المعلومات و الخبار و الطرائف و هذا هو المجتمع الناجح و هكذا يكون افراده فنحن تلاميذ بعضنا البعض و في النهاية نحن كلنا تلاميذ صغار في مدرسة الحياة
ان كل الأنبياء و الفلاسفة و الدعاة و المبشرين و الكتاب و غيرهم من صناع الافكار الذين ظهروا عبر تأريخ البشرية انما جاءوا لتغيير افكار البشر و اعادة صياغة طريقتهم في التفكير واسلوبهم في الحياة نحو الاحسن و طبعا اثبتت لنا وقائع التأريخ ان جهودهم لم تنجح بشكل مطلق وسوف لن تنجح دائما الى ان تنقرض الحياة على وجه الارض لأن الفكر البشري خاضع للتغيير و التطور و الابتكار و الشك و التمرد و لكن كل ما علينا فعله هو ان ننبه العقول بإتجاه الصح ما دمنا نؤمن بأنه لا يصح إلا الصحيح
و سلام ومحبة


11 - تحلى بالصبر
اسماء ( 2011 / 11 / 13 - 20:50 )
استاذنا العزيز
بداية اود ان اعبر لك عن امتناني لك لما تقدمه لنا من متعه وتشويق وكل مفيد. ان مقالتك هذه فيها مرارة والم يحز في نفسك مما تتلقاه من قراءك واصدقاءك كانك تشعر بان تقدم وتعطي للاخرين لا حمدا ولا شكورا او بمعنى اخر تزرع الفرحه والنكته والمتعه في نفس القاريء وتحصد اللوم والعتاب والانتقاد والتانيب. حبنا لقلمك واحترامنا لك واهتمامنا بما تقدمه لنا من افكار واخبار وطرائف قد تعطينا الحق للتعليق عليها ولا اخفيك فمنها قد لا تروق لنا وهي قليلة جدا ومنها العكس ولكن لا تسميه على انه احتجاج او استنكار او انتقاد كما ذكرتها من مسميات فنحن نعلم جيدا بانك لست كاتبه او من قام باعداده او وضع مفردات ومثل ميكولون اهلنا خلف الله عليك تتذكرنا ودزلنا فكل ما ياتينا منك هو ممتع ومشوق ومنشط للعقول وان تتخللها القليل منها والتي هي بعيده عنا فلا باس نتركها ولا نقراها وليس بمشكله اللي نريده نقراه واللي منريده نعوفه ولتزعل منا وشكرا


12 - الأخت العزيزة أسماء
صالح حبيب ( 2011 / 11 / 13 - 21:18 )
أختي العزيزة أسماء
فكرة المقال كما تلاحظين هي ليست انني ممتعض لأنني لا احصل على الشكر والتلطيف مقابل ما ارسله من ايميلات بل العكس فكما ذكرت في المقال انني لا اقدم إلا ما يرسله الآخرون و البعض القليل فقط هو من اعدادي و لكن ما يحصل في الردود على الايميلات هو ما يحصل مع الجميع والذي هو عادة يطلبون من المرسل ان يكون انتقائيا في الارسال حسب ذوق المتلقي
سلة المهملات يا اختي العزيزة تشبه الريموت كونترول في جهاز التلفزيون فان لم تعجبني المادة المعروضة فلماذا أتصل بالقناة و أطلب منها ان لا تعرض تلك المادة بعد ذلك لأنني لا احبها ؟
أغير القناة وينتهى الأمر
شكرا لمرورك الكريم

اخر الافلام

.. صباح العربية | بديل لبعض الجراحات.. حقائق قد تغير نظرتك عن ا


.. الرئيس السيسي: 95% من مصر صحراء فاضية




.. ترقبوا حلقة جديدة من #عشرين_30 تحت عنوان -السرطان- غدًا الاث


.. تلوث المياه وندرتها ينذر بكارثة صحية في قطاع غزة




.. دراسة : دخان المولدات الكهربائية يضاعف الإصابات بالسرطان في