الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الربيع العربي-، ماذا عن خريفه ؟!!

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2011 / 10 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


لا شك ان الثورات العربية احدثت تغييراً، وان لم يكن جذريا لحد الآن، في المنطقة، وامتد تأثيرها الى العالم كذلك. هذا التأثير سيبقى و ستبدأ تحولات في المنطقة نشهدها باستمرار، احدى هذه التحولات هي ما أظهرته نتائج الانتخابات الاخيرة في تونس بحصول حزب النهضة الاسلامي على غالبية مقاعد المجلس التأسيسي الذي سيتولى لاحقا صياغة دستور جديد للبلاد.
شرارة الثورات العربية انطلقت من تونس لتكسر حاجز الخوف وتطيح بإحدى اعتى الدكتاتوريات في المنطقة وتفتح آفاق التغيير والتحول الثوري، كانت القوى الظلامية آنذاك بعيدة عن ساحات الوغى وحتى سقوط الدكتاتور فبدأت طبولهم تدق ساعية الى جني ثمار ثورة لم يكونوا يحلموا بها حيث ان هذه الثورة برهنت على فشل الموديل الاسلامي للاستيلاء على السلطة عن طريق الارهاب. ان الريح الاسلامية الصفراء التي تهب من تونس هذه الأيام لم تكن شيئا غير متوقع، فقد حاولت قوى الثورة المضادة المتمثلة بالبرجوازية التونسية بكل أطيافها وتلاوينها، ومنذ اندلاع الثورة، ان تلتف عليها وتعيد البلاد الى سابق عهده مع تغيير في الوجوه والمناصب لا غير، فجاء ما يسمونه الاسلام الليبرالي الذي تهلهل له اجهزة الاعلام الامريكية والغربية، عاد هذا الموديل بمباركة هؤلاء الاسياد، هادفين من وراء ذلك ايجاد حكومة على غرار النموذج التركي، وها هي بوادر هذه السياسة تظهر في كل البلدان التي شملها " الربيع العربي" فالاخوان المسلمون في مصر يلوحون منذ الآن بسيف الشريعة الاسلامية بوجه التمدن والتحضر بمساندة المجلس العسكري الحاكم، وها هي سوريا تقمع شعبها وتنكل بهم عن طريق آلة القتل المتجولة التي تسمى الشبيحة تحت غطاء منع وصول الاسلاميين الى السلطة ودرء خطرهم، وفي ليبيا يلوح رئيس مجسلها الانتقالي في يوم التحرير بالغاء اية قوانين تخالف الشريعة الاسلامية وفي اليمن حيث تحاول قوى الثورة المضادة كي تسير بالثورة باتجاه حرب عسكرية بين عائلة الاحمر والحكومة واضفاء الغطاء القبلي على الثورة وفق سياسة رسمتها السعودية ودول الخليج لدرء خطر انتقال الثورة اليها، كل هذا يجري في اليمن بمباركة وصمت امريكي وغربي.
ان هذه الثورات اندلعت ضد الظلم والطغيان بمشاركة واسعة من الجماهير المحرومة من العمال والكادحين بغية تحقيق مجتمع تسود فيه الحرية وتحترم فيه كرامة الانسان وتراعي فيه حقوقه في توفير حياة حرة كريمة، الا ان قوى الثورة المضادة تحاول الالتفاف على هذه الاهداف الثورية تحت غطاء الثورة نفسها.
ان الطبقة العاملة والقوى الثورية اليسارية، والعلمانية بشكل عام، مدعوة الآن وفي كل هذه الدول أن تدرك بأنها أمام مهام تأريخية ونضالية في هذه المرحلة الحساسة، عليها درك المخاطر التي تحيط بانجازاتها. عليها ان ترفع شعار مفاده ان الثورة ما زالت مستمرة حتى تحقيق كامل أهدافها، عليها ان تنتهزالحالة الثورية التي تسود أجواء هذه المجتمعات قبل ان تتنفس القوى الرجعية الصعداء، قبل ان تبني قوى الثورة المضادة ركائز حكمها وتبدأ من جديد حقبة مظلمة أخرى ربما تمتد لعقود وهو ما يجب التنبه اليه الآن وقبل فوات الأوان، حيث ان القوى البرجوازية المحلية والعالمية، إن تحقق لها هذا الهدف، تكون قد نجحت في احلال "الخريف العربي". اذا كان الربيع العربي قد بدأ من تونس فمن مساويء الصدف ان يبدأ خريفه منه بعد ربيعه وهو ما يجب ان يُحال دونه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر