الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الربيع العربي خطوة للأمام . كيلو متر للخلف

جاسم محمد كاظم

2011 / 10 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


يبدوا إن المتفائلين بالربيع العربي قد أصابت رؤوسهم مطرقة الذهول وكسرت أقلامهم كارثة الخيبة لان صورة المستقبل القادم كشفت بسرعة عن لونها المشئوم المصبوغ بالسوداوية .
وظهر جليا الخلل بطرفي معادلة الطموح والواقع وأنهما غير متساويين أبدا بعد صعود التيارات الإسلامية إلى كرسي السلطان ومنصة القرار وأصبحت القوى التنويرية التي حلمت كثيرا بالتقدم خطوات إلى الإمام من أسوار الحرية في حيرة من أمرها تضرب أخماس بأسداس بعد إن خان الواقع وصم أذنيه عن خطابها الجديد وإن كان خطابها القديم الحالم بالتغيير له ما يبرره و يسمعه لأنة يضرب مساميره ذات النصل الفولاذي في جسد الديكتاتورية وتعزف أصابعه على نوطه حقوق الإنسان ورأي الشعب في تقرير مصيره .
وهاهو الشعب يقول كلمته التي ظلت حبيسة أنفاسه وعظام قفصه الصدري ويأتي بالماضي البعيد الغابر ليتسيد منصة الحاضر .
والربيع العربي لا يختلف في درجة حرارته ومعدلات رطوبته النسبية من ماء الخليج في الشرق إلى مياه الأطلسي في الغرب لان العقلية والتفكير تبقى شي واحد ماضي غابر يلملم أذياله ليشكل نفسه مثل دخان المارد السحري الخارج من قمقم الساحر ليزاحم نسمات الحرية القادمة من بلاد الثلوج البعيدة .
ويأتي الخطاب الجديد للأحزاب البدائية التي لا تؤمن أبدا بمخيالها الاستبدادي المعادي للإنسان منغوليا في شكله منافقا في كلماته بادعائه الساذج أنة يملك رؤية جديدة للحياة والإنسان تختلف عما كان يفكر الأسلاف الغابرين .
وتطرح على الساحة نماذج محدثة للسياسة والحكم بطريقة خلط الأفكار وطحنها والخروج بعجينة جديدة تبدأ أبواقه المبثوثة بين البسطاء بالتبشير لها مثلما يفعل مبشروا الديانات بين البدائيين .
المتفائلين بالتغيير سوف يصيبهم القهر ويزاحم نفوسهم الهم وتبيض شعورهم من الحسرة مثلما أصابتنا سهامه من قبلهم بسبع سنوات حين صدقنا المنادين بالماضي وعدالته .
لكن التاريخ يجب إن يسير ليحقق جدله الهائل وان كان التاريخ العربي جثة محنطة في متاحف العاديات لم يتناقض فيه الزمن ليقطف الحالمين بالحرية أزهاره الحقيقية بدل الأشواك الحادة وتنمو في عقلة المغلق أفكارا حديثة تسير بالتوافق مع جدل المادة الذي لا ينقطع ويصبح الإنسان العربي بالتالي نسخة من إنسان كرومانيون المفكر المغير للطبيعة والتاريخ الباحث والعارف لنفسه بنفسه في نهاية المطاف مثل ما صنع إنسان الشمال نفسه وتاريخه .
الربيع العربي لم يحقق ذاته بذاته وذهبت معه دماء "" البو عزيزي " وجسده المحترق سدا في ساحات تونس وربما لن يفرح عازفو الكمان كثيرا وهم يضربون الأوتار وينشدون بمرح لفترة مابعد القذافي لان رياح القادمين تجاه مقود السلطة لاتختلف عن أخواتها في تونس إن لم تكن اشد منها غلظة لتكسر أخشاب الكمان على رؤوسهم إن لم تلف أوتاره البلاستكية على أعناقهم وتعلقهم على الأعمدة كما فعل أنقلابيوا تشيلي " ببالو نيرودا " .
جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - محابس وترب
فراس فاضل --السويد ( 2011 / 10 / 27 - 09:47 )
قلتها سابقا وساقولها الان --سياتى يوما ويندم الليبين على القذافى والتونسيين على زين العابدين والمصريين على مبارك كما الان العراقيين نادمين على الملعون صدام حسين--نار الدكتاتور ارحم من ورود السلفيين التكفيرين الهمج---انظر ماذا حل بالعراق --بلد النفط --اعلى رقم بالفساد فى العالم واكثر رقم بالاميه واكثر عدد بالعمائم والملالى والمحابس ولا وجود للقليل من الكهرباء والامان والماء النظيف --المهم يعيش الله وزياره الحسين والموت للكفار ---لك تحياتى استاذ جاسم


2 - انا اسف جدا
ايار العراقي ( 2011 / 10 / 27 - 10:10 )
انا اسف جدا سيدي الكاتب وسيدي المعلق قبلي اعتذر لان الشعوب المغلوبة على امرها والحائرة بين لقمة الخبز وظلم الحكام لم تستطع ان تخلق لكم ستالينا او لينينا او خروتشوفا او حتى فهدا يرضي امزجتكم ويشبع فضولكم المعرفي ويرسم لكم طريق الغد المفروش بالورود والرياحين ولكن بدون اية اشواك
المناضل الحقيقي هو من يتعلمل مع الحياة كما هي اخذا بنظر الاعتبار صعوبة مهمته في تغيير الامور واضعا الفشل امام اعينه في كل لحظة اما الفنتازيون فهم اللذين بربدون من الحياة ان تكون كما يتخيلونها ربيع وجو بديع وابطال من ورق وانتصارات من وهم وانتظار مخلصين لن ياتوا على الاطلاق
الترحم على المجرمين قد ياتي في اية لحظة ليس معنى هذا انه انتصار للدكتاتورية ولمنه طبيعة الصراع ياسيد الكاتب هل سمعت يوما بطبيعة الصراع؟


3 - نقول فقط انظروا إلى العراق
عراقي مظلوم ( 2011 / 10 / 27 - 12:19 )
للمنادين برياح الحرية نقول فقط انظروا إلى العراق حيث ذهبت كل انجازات ومنجزات الشعب التي حصل عليها من أنياب الدكتاتورية بعدما حطمتها الخصخصة . وأصبح الماسكين لمقود السلطة من اثري الناس .
ربما لاتصدقون إن رواتب الرئاسات الثلاث الواحدة منها لاتقل عن 100 مليون دينار عراقي . وراتب الوزير 75 مليون دينار . وما ياخذة البرلماني يزيد على ال40 مليون دينار . واصبح هؤلاء الناس من اثرى البشر . وحاليا يملك هؤلاء المصانع واجازات الاستيراد والتصدير . وتراخيص الجامعات الاجنبية . ويمسكون بما يزيد على ال80 من مجموع الاقتصاد العراقي وتبلغ رواتبهم لسنة واحدة مايفوق كل الديون العراقية في الخارج . ولاجل هذه الغاية سخرت السلطة الجديدة الديمقراطية في طابعها كل الاسلحة لحماية نفسها بدئا بالقضاء المرتشي والفاسد إلى السلطة التنفيذية باقذر مؤسستين في العراق الشرطة والجيش . بقي اعلى يتقاضاة موظف عراقي لايزيد على المليون دينار .

اخر الافلام

.. دمار في -مجمع سيد الشهداء- بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنان


.. انفجارات تهز بيروت مع تصاعد الغارات الإسرائيلية على الضاحية




.. عسكريا.. ماذا تحقق إسرائيل من قصف ضاحية بيروت الجنوبية؟


.. الدويري: إسرائيل تحاول فصل البقاع عن الليطاني لإجبار حزب الل




.. نيران وكرات لهب تتصاعد في السماء بعد غارات عنيفة استهدفت الض