الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لهذا....لن تكون هناك مصالحة فلسطينية:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 10 / 27
القضية الفلسطينية


حتى اللحظة تعامل المجتمع الفلسطيني سياسيا مع جانبا واحدا من جوانب الطوق الصهيوني على قطاع غزة وهو جانب الحصار, مهملا بقصد سياسي او بغير قصد, قراءة الجانب الاخر لهذا الطوق وهو حماية عملية الانشقاق وتوفير شروط اطالة عمرها, وهو الامر الذي تدرك فائدته تماما حركة حماس وتتساوق مع المتطلبات الصهيونية السياسية للابقاء عليه,
ان حركة حماس تقدم للصهيونية الكثير من البديل السياسي مقابل الابقاء على استقلاليتها السياسية عن م ت ف والسلطة, وفي اللحظة التي تمارس بها العمالة المكشوفة للصهيونية وامريكا فانها بمنهجية اعلامية مدروسة تشن حربا تشويه الشفافية الوطنية والاخلاقية للسلطة و م ت ف, مدعية انها ترفض ممارسة المقاومة المسلحة لخيانتها وانها تصر على المفاوضات لاستعدادها لتقديم التنازلات عن ثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية, ولكن...
لو اننا فعلا قرأنا منهجية حركة حماس السياسية لوجدنا ان كثرة تقاطع مواقفها السياسية مع المواقف السياسية الصهيونية والامريكية يثبت ان كثرة هذه التقاطعات تجاوزت مقولة الصدف وتعدتها الى مقولة التنسيق والتساوق المتناغم, وان التشدق بتمسكها بمطلب تحرير كامل التراب الفلسطيني من النهر الى البحر وبواسطة الكفاح المسلح لا يعدو ان يكون ديماغوجيا اعلامية, حيث قبلت دولة فلسطينية على حدود عام 1967م, وقيدت عمل الكفاح المسلح, الامر الذي يكشف عدم جدية قناعة حماس بالمسالتين.
وحتى لو افترضنا حسن نية حماس بمطلب المقاومة المسلحة, معتبرينه يدخل في اطار غباء المناورة السياسية, فان الناتج الموضوعي لهذا المطلب انما يعني حصر المناورة الفلسطينية في اطار اختلال موازين القوى العسكرية لصالح الكيان الصهيوني, دون اسناد من الخارج اولا ودون ممارسة مقاومة مسلحة ذات خصوصيات فلسطينية واضحة,
لقد جربت الثورة الفلسطينية العمل المسلح فوقعت بين فكي عداء الكيان الصهيوني ودول الطوق, في لحظة كانت القوى الاسلامية تستنكف عن ممارسته, وتنعت شهدائه بالجيف, وتحاول تفعيل الصراعات الدينية بمقولة جيش مريم من اجل شق الوحدة الفلسطينية الفصائلية الهشة, ونذكر جميعا انه جرى انهاك الثورة الفلسطينية في الاردن ولبنان تمهيدا للاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982م وان دول الطوق جمعا لعبت ادوارها بكفاءة, في التامر على العمل المسلح الفلسطيني, وان شعبنا دفع ثمن ممارسته الكفاح المسلح مذابح ومجازر, الامر الذي اجبر قيادة الثورة على الاتجاه لمجال العمل السياسي في الاطر الاقليمية والدولية, واضطرها للدخول في مسار اتفاقيات اوسلو.
لقد اخرج اهلنا قسرا من ديارهم عام 1948م يحملون مفاتيح بيوتهم واوراق ملكيات اراضيهم وبيوتهم, في وقت كان دعاة الاسلام يتفرجون على انتكابنا, وجل ما فعلوه هو الانضواء تحت وزارات اديان الدول التي اقتسمت فلسطين, ائمة لمساجد ومطوعين لصالح اولي الامر, ولم يفطنوا للكفاح المسلح الا في العام 1987/ بتاخير مقداره عشرون عاما عن مبادرة القوى الوطنية والديموقراطية الفلسطينية, وهو لان يعاتبون مسار العمل الوطني المسلح ومسار التفاوض, ظانين كما هي مقولات جهلهم سابقا ان المسلم يسوق عشرة يهود بسوط,
ولو حاكمنا عملهم المسلح لوجدنا ان نتيجته الموضوعية كانت الصاق تهمة الارهاب عالميا بالنضال الفلسطيني وتشويه صورته ف المنظور العالمي, وخدمة الصورة الحضارية الصهيونية عالميا. وهم لا يدعون الفصائل الوطنية والديموقراطية الفلسطينية الى العمل المسلح الا من اجل اعادة تشويه صورة النضال الفلسطيني بعد ان تفوقت الصورة الحضارية الفلسطينية عالميا على الصورة الحضارية الصهيونية بفعل ولوج الطرف الفلسطيني مسار التفاوض,
ان امام النضال الفلسطيني من اجل التحرر الان مجالا وحيدا هو تثبيت الحقوق الوطنية الفلسطينية في سجل الشرعية الدولية, في صورة الاعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967م, حتى لو لم ينتهي ذلك مباشرة الى اقامة الدولة وانسحاب الاحتلال الصهيوني من الضفة الغربية, اما العودة لممارسة الكفاح المسلح فلن ينتهي بنا الا الى تسريع الاستيطان ورفع وتيرة اداته العسكرية الى مستوى تهجير شعبنا من الضفة اولا ومن غزة تاليا,
ان حالة الانشقاق والحصار تقدمان للهجوم الصهيوني على الضفة الغربية التغطية السياسية اللازمة التي يحتاجها الكيان الصهيوني, ومن الواضح ان حركة حماس تدرك ذلك تماما غير انها تسير في مساره طمعا في تامين بقاء امارة اسلامية لها في غزة. ودون ان تدرك ان غزة تقطع الطريق الصهيوني لاستعادة سيناء, وان السكوت الصهيوني عنها هو سكوت مرحلي,
لذلك نقول _لن_ تكون هناك مصالحة, فحركة حماس ولعدم رغبتها في الصلاة تتحجج بان كل سلوك وموقف للسلطة و م ت ف انما ينقض وضوئها, وفي ظل هذا التبرير نراها تستجيب لكل مطلب صهيوني واميركي يضغط على السلطة من اجل تقديم التنازلات, وحتى صفقة تحرير الاسرى لم تكن ابدا خارج هذا السياق التامري, لذلك كانت الصفقة من اجل رفع وزن الموقف السياسي الحمساوي ضد وزن الموقف السياسي للسلطة و م ت ف وحركة فتح,
ان الاصرار على مقولة المقاومة الفلسطينية المسلحة والمشلولة في الواقع, ورفض مسار التدويل والتشكيك به يرفع مستوى التنسيق السياسي بين حركة حماس والصهيونية الى اعلى الدرجات, والذي لن يفشله سوى اصرار قيادة م ت ف والسلطة على الاستمرار في مسار التدويل, خاصة ان مسار التدويل الفلسطيني يعرقل المشاريع الامريكية في المنطقة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صدقت
عبد الغني سلامه ( 2011 / 10 / 27 - 07:41 )
أخي خالد
صدقت في كل كلمة كتبتها، وقد عبرت بحرفية راقية عن دوافع سلوك حماس تجاه م.ت.ف واسباب تعطيلها للمصالحة بحجج وذرائع واهية وتمسكها بالإمارة الغزاوية
حتى لو أدى ذلك إلى قتل المشروع الوطني التحرري
تحياتي لك وتقبل مودتي


2 - الاخ عبد الغتي سلامة
خالد عبد القادر احمد ( 2011 / 10 / 27 - 09:15 )
تحيتي واحترامي
اتشرف بمروركم الكريم على هذا المقال, وبتوافق ارائنا, المشكلة اخي العزيز ان الناس تحاكم نتائج اعمال القوى الوطنية والديموقراطية في مقابل محاكمة نوايا القوى المتدينة في العمل ولا ادري لماذا؟
تحاتي واحترامي


3 - الاخ عبد الغتي سلامة
خالد عبد القادر احمد ( 2011 / 10 / 27 - 09:16 )
تحيتي واحترامي
اتشرف بمروركم الكريم على هذا المقال, وبتوافق ارائنا, المشكلة اخي العزيز ان الناس تحاكم نتائج اعمال القوى الوطنية والديموقراطية في مقابل محاكمة نوايا القوى المتدينة في العمل ولا ادري لماذا؟
تحاتي واحترامي

اخر الافلام

.. البقاع شرق لبنان: منطقة استراتيجية بالنسبة لحزب الله


.. بعد مقتل حسن نصر الله.. هل كسرت إسرائيل حزب الله؟




.. تباين| مواقف هاريس وترمب من العمل في ماكدونالدز


.. عواصف وفيضانات غمرت مناطق متعددة في ولاية فلوريدا جراء ضرب إ




.. أمين عام المجلس الإسلامي العربي يتهم إيران بتسليم إحداثيات -