الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما مستقبل الثورات العربيه؟

ادم عربي
كاتب وباحث

2011 / 10 / 27
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


ما حدث في القرون الوسطى ثارت المجتمعات الغربيه ضد الحكام والملوك والمتعاونين معهم من رجال الدين للبقاء على عروش الححكم والملك ، مستغلين نفوذهم المادي والمعنوي ، هذا الشيئ خلق ثورات غيرت تاريخ المجتمع الاوروبي بل والعالمي ايضا.
ولعل اهم ما في ذلك واقوى تاثيرا الثوره الفرنسيه ، التي اسست الى الليبراليه والراسماليه .
ومع تطور حركة التاريخ وفي بداية القرن الماضي ومع دخول الاستعمار الاوروبي العالم العربي وافريقيا ، نتج عن ذلك حركات تحرريه قاومت الاستعمار وسعت الى التخلص من الاجنبي ونفوذه ، واصطفت حولها الجماهير ، معتبرين هذه الحركات ارادة وطنيه وتحرريه تبحث عن عن التغيير السياسي المسمى الاستقلال ، اي ادارة البلاد من قبل ابناءها .
بعد معارك طاحنه وعنيفه بين اصحاب الارض والمستعمر الابيض ، حققت هذة الشعوب انتصارات عظيمه ، ادت الى خروج المستعمر من بلادهم ، وظهرت تبعا لذلك دول قوميه ذات شعارات وطنيه لامعه وعدت شعوبها بالتخلص من التخلف والتبعيه والفقر والحهل .
لكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن ، فبعد ان حصلت هذه الشعوب على استقلالها الذي بذلت من اجله الغالي والنفيس والتي تغنت من اجله ، لم تجد خلاصها ، بل دخلت مرحلة اسوا يمكن ان نصفها بالتاكل الذاتي ، الحاكم الوطني ليس اعدل من الحاكم الاجنبي ، ونظام الحكم وامكانية الدوله اصبحت بيد عصابة خاصه ذات شكل ولون وطني ، لكن حقيقتها برجوازيه ارستقراطيه استعلائيه تحتقر الجماهير وتعتبرهم عبيد .
هذه المره ثارت الشعوب على الحكام ولكن لبس من اجل تحرير البلد ، بل من اجل تطهير البلد والدوله من العصابات ، لذلك كان قادة الثورات مجموعه من العسكر رفعت شعارات قويه لامعه وبراقه مضمونها "نحن نريد إصلاح الحكم" إصلاح يعد تغيير المنظومة السياسية وفق نظرية سياسية معينة كانت في الغالب الشوعية التي بأصلها تمثل ثورة على الرأسمالية الفردوية.
مرت الايام والسنين وبقي العسكر هم العسكر ، وغيروا القوانين والدساتير من اجل ضمان بقائهم ، واصطنعوا اعيادا ليس لها مثيل ، وسموها بمسميات مختله ، الحديث عن المامره والرجعيه هو عنوان خطابهم السياسي ، قاموا بالغاء مؤسسات ادوله من برلمان وتنظيمات مدنيه واجتماعيه ، واستولوا على كل مصادر المال ، واصبح الخوف هو سيكولوجية الشعوب تجاه دولها وحكامهم، مما جعل من السكوت طوق النجاة .
من هنا وصلت الشعوب العربية والأفريقية إلى مرحلة ركود و جمود، فهي أمام حالة سياسية ميئوس منها، مشكلتها الاساسيه أنها تعاني أزمة حضارية اكبر من حالة سياسية بحيث انها لا تعاني استبداد سياسي فقط ، لان هناك شعوب في العالم تعاني استبداد مقنن ومبرمج لكن يمكن القول انها ناهضة ولها قيمة في العالم.
إن الشعوب ا والعربية والفريقيه تعاني مرض العدمية، فهي محرومة من الحكم ومحرومة من الثروة بل محرومة من الكرامة إذ أن الحكام يفعلون ما يريدون وكيفما يشاؤؤون على الشخص الذي يريدونه دون خوف من الحساب، والميزة الأساسية لهذه المرحلة كونها مرحلة تاريخية ذهبية تلاقحت فيها أفكار الاستعمار القديم وفلسفة الحكام الاستبداديين الأمر الذي أعطى شرعية لهذه الكيانات الاستبدادية التي بتسخيرها امكانيات الأمة للقوى الدولية المهيمنة على العالم استطاعت حصول رضاه الذي يمنع من المنظمات الدولية تطبيق القانون الدولي الذي رغم أنه يبقى في عالم الأخلاقيات إلا أنه يملك نظريات تحرم الاستبداد والاستعمار والاستعباد بكل مسمياته.
العالم العربي الاستبداد يختلف عن الأفريقي بمعناه العرقي ذلك أن الاستبداد العربي له جذور عميقة مرتبطة بالقوى الخارجية على أسس اقتصادية أو سياسية فقط في حين الاستبداد الأفريقي جذوره الداخلية أعمق من جذوره الخارجية فهو قومي أو قبلي قد يكون له علاقات خارجية إلا أنها مبنية بأسس ثقافية تنشأ نوعا من الاحترام المتبادل بين الشعوب الأفريقية والمستعمر الأوروبي.
النظام العربي السياسي بشقيه الملكي والجمهوري يستمدان قوتهم من الثروة الاقتصادية التي أنشأت علاقات صداقة دولية، ما يعني أن الثروة الطبيعية هي مصدر الشقاء في العالم العربي الذي اعتبر بعض المحليين قيام نظام ديموقراطي فيه نوعا من المستحيلات، في حين النظام الأفريقي يستمد قوته من التواصل الثقافي والديني في كثير من الأحيان.
في أفريقيا حدثت ثورات تسعى إلى التخلص من الاستبداد نجحت بعضها وفشلت أخرى في تحقيق مقاصدها الكبرى إلا نجحت في تخفيف حدة الاستبداد.
في هذه الايام ثارت الشعوب العربية منادية بضرورة تغيير نظام الحكم تحت شعارات متتاليه بدات بـ(الشعب يريد إصلاح النظام، ثم الشعب يريد إسقاط النظام، ثم الشعب يريد محاكمة الرئيس، ثم الشعب يريد الحرية بكل التكاليف)، استطاعت بعض هذه الثورات ان تجني ثمار أولية حيث أحدثت تغييرا في النظام ولا تزال بعضها تحاول تحقيق أهدافها، والسؤال الذي يطرح نفسه ما مصير هذه الثورات؟ مصير الثورات ضد الاستعمار؟ أم مصير الثورات التطهيرية من الأنظمة العربية الوارثة على تركة الاستعمار؟ أم ستكون مثل الثورات الأروبية القديمة التي ساعدت الشعوب الأوربية بناء دولة المؤسسات؟
مقتل القذافي، ومقتل شرعية الأسد وصالح، يفتحان أمامنا تحديات كبيرة مقتضاها "هل ستستطيع الشعوب العربية بناء دولة المؤسسات؟ هل ستستطيع التوفيق بين التكوين الاجتماعي القبلي والتكوين العصري المعياري المؤسساتي للدولة الحديثة؟ هل يمكن أن تتعايش الأفكار المختلفة في المجتمع العربي دون التحاكم إلى القوة؟ هل ستؤدي الثورة العربية إلى ظهور دول عربية مسئولة ذات وزن دولي محترم؟
هذه التحديات ينبغي أن تكون محل دراسة واهتمام لدى المثقفين العرب! وإلا فإن النتيجة الحتمية هي الفشل الذي كان مصير الثورات العربية والأفريقية القديمة.

هوامش
somaliatoday.net/port/2009-04-24-18.../2327---21------.htm








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأميركيون العرب -غاضبون من بايدن ولا يطيقون ترامب- | الأخبا


.. اسرائيل تغتال مجدداً قيادياً في حزب الله، والحزب يتوعد | الأ




.. روسيا ترفع رؤوسها النووية والناتو يرفع المليارات.. | #ملف_ال


.. تباين مواقف الأطراف المعنية بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة




.. القصف التركي شمالي العراق يعطل انتعاش السياحة الداخلية الموس