الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوجه الآخر للديمقراطية الليبية

زياد اللهاليه

2011 / 10 / 27
الارهاب, الحرب والسلام



حينما انطلقت شرارة الربيع العربي وانتشرت كالهشيم في النار في العديد من الدول العربية أثلج هذا الواقع العربي الجديد الصدور وأعاد إلى الأمة العربية الثقة والاعتزاز بالنفس وبالكرامة المسلوبة وعزز ثقة الشعوب بقدرتها على التغيير وصناعة المستقبل وأثبتت الثورة التونسية والمصرية النموذج الديمقراطي الحقيقي والأمثل للتغيير وكانت محطة الهام لشعوب العالم وان التغيير لا يمكن أن يأتي بوصفة من الخارج أو من على ظهر دبابة وعلى الشعوب أن تعارض التدخل الأجنبي في التحول الديمقراطي للشعوب لأنه تحول وتطور ذاتي نابع من التطور الثقافي والاجتماعي للمجتمع والتحول الديمقراطي هو تحول وأمر داخلي بحت والتدخل الخارجي الأجنبي لا يمكن أن يأتي إلا وفق مصالح وأجندات اقتصادية وسياسية وعلى الشعوب أن تدفع ثمن تلك الفاتورة من ثوابتها الوطنية والقومية ومن ثرواتها الاقتصادية ووفق شروط الداعم أو من باب حمل ورد الجميل

اعتقد أن ما يطلق عليها الديمقراطية الليبية الحديثة بنيت على حمام من الدم وعلى جثث الآلاف من القتلى والجرحى والأشلاء المتناثرة وعلى الدمار الهائل الذي طال الحجر والبشر لقد فاجأت الثورة الليبية الجميع في عسكرتها وتحولها من ثورة ديمقراطية سلمية إلى حملها السلاح ولجوئها إلى الخارج في عملية التحول واعتقد ان النظام الدكتاتوري لمعمر ألقذافي قد سعي إلى إخراج الثورة عن مسارها الديمقراطي والأخلاقي من اليوم الأول وكان أجدر بالثورة وقيادتها أن لا تسمح باستدراجها نحو الهاوية

اعتقد أن ما حصل للطاغية ألقذافي ونجله من قتل وتمثيل بالجثث وإعدام المئات من أنصاره ليس من أخلاقيات وأبجديات الثورات الديمقراطية البيضاء ولا من أخلاقيات الإسلام وليس من الربيع العربي بشئ لقد كانت صور مقززة بكل المعايير ومن اصدر أوامر قتل ألقذافي أي كان سواء الناتو ام القيادة السياسية للثورة كان أجدر بها أن تعتقله وتقدمة إلى محاكمة عادلة تستطيع من خلالها أن تفتح العديد من ملفات اختفاء المعارضين السياسيين والمليارات من الدولارات الموجودة في الخرج والتي انتهي ملفها بمقتل القذافي وملف النفط والثروات المهدورة والأموال التي صرفت على إثارة النزاعات والانقلابات الخارجية وغيرها من الملفات التي أراد من اصدر إعدام القذافي ان ينهي ويخفي تلك الملفات إلى الأبد وتحديدا أن قيادة الثورة الليبية هم من رموز النظام السابق فرئيس المجلس الانتقالي عبد الجليل ، ومحمود جبريل ،وعبد الرحمان شلقم صاحب فكرة تفكيك وتسليم البرنامج النووي الليبي للولايات المتحدة مرفق بأسماء العلماء الذين عملوا فيه وصاحب فكرة تعويض ضحايا طائرة لو كربي وصاحب فكرة الانفتاح على الشركات الغربية وأيضا عبد الفتاح يونس احد أركان النظام السابق وغيرهم من الذين تغيروا بتغير المرحلة.
نحن ندرك جيدا قوة البطش والتنكيل الذي مارسه نظام القذافي من قتل وتدمير وانتهاك للحرمات ونهب للثروات , وجر البلاد الى حرب أنهكت البلاد واستنزفت المقدرات وتجاوز كل الخطوط الحمر بحق شعبه وهذا ليس مبرر للتعامل بالمثل ومن وقفوا إلى جانب القذافي هم في النهاية أبناء ليبيا ولا يوجد قانون او ديانة في العالم تكفر هؤلاء وتخرجهم من الملة ويحرموا من الدفن في مقابر المسلمين وان يدفنوا في الصحراء وفق فتوى مفتي ليبيا الصادق الغرياني

إن هذا التحول لا يبشر بمستقبل أفضل لليبيا وان العصبية القبلية وسياسة الثأر والانتقام وعدم التسامح في ضل غياب الدولة والقانون هي من افقد الثورة الليبية بريقها وافقدها نشوة الانتصار فالاحتفال بالانتصار والتحرير كان أفضل بكثير لو بقي معمر القذافي حيا ليشهد على الديمقراطية الحقيقية لأحفاد عمر المختار وليشهد العالم المحاكمة العادلة لطغاة القرن الواحد والعشرين ولكن الثورة أبت إلا أن تلطخ ذاتها ومستقبلها السياسي بحمام دم سيبقى ملاصق لها ويلاحق قياداتها مدى التاريخ وما طلب رئيس المجلس الانتقالي عبد الجليل من الناتو بقاء قواتهم حتى العام القادم الا دليل على الوجه الغير سوي للمرحلة المقبلة

على الليبيين تشكيل لجنة وطنية لتحقيق في الانتهاكات التي حصلت من كل الأطراف المعارضين والمؤيدين وتقديمهم إلى محاكم عادلة لينالوا جزاء ما اقترفوه بحق أبناء شعبهم ومحاسبة من اقترف تلك الجرائم

أن التحول من نظام شمولي ديكتاتوري بوليس قمعي إلى نظام ديمقراطي كامل يحتاج إلى فترة زمنية مرتبطة مدتها الزمنية بالمستوى الثقافي والاجتماعي والاقتصادي للبلد وهي تختلف من بلد إلى آخر فالتحول الديمقراطي بحاجة إلى عملية تربوية ثقافية والى مؤسسات تربوية قادرة على أن تؤسس لمرحلة جديدة واعتقد أن أمام الشعب الليبي وقيادته السياسية العديد من الملفات التي بحاجة إلى حلول عاجلة وعلى رأسها ملف الجرحى وعلاجهم وملف حمام الدم الذي سال وتسويته وملف والمفقودين وجمع السلاح وإعادة الأعمار وملف تقسيم الكعكة الليبية بين شركات النفط متعددة الجنسيات وتشكيل الحكومة المؤقتة ............ الخ من الملفات

والبديل عن التصالح والتحول التدريجي للديمقراطية السقوط المبكر في أتون حرب أهلية وقبلية اثنيه تؤدي إلى تقسيم ليبيا إلى كنتونات او صومال جديد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الثورة الفرنسية
مهدي المغربي ( 2011 / 10 / 27 - 19:03 )
اوسأ من هذا حصل فعله ثوار الفرنسيون في الثورة الفرنسية . و انت تعرف كيف انتهى الامر بملك فرنسا انذاك . قطع راسه في المقصلة . لكننا لا نسمع لا منك و لا من غيرك اي انتقاذ او تقليل من قيمة الثورة الفرنسية . كيف تحكم على ثورة الشعب الليبي التي شارك فيها ملايين الشعب الليبي من خلال افعال 15 او عشرين شخص ؟؟
نحن لا ننتظر منك او من غيرك شهادات وطنية او ثورية . و لا تنتظر منا ان نرفع اعلام فلسطين و نحرق اعلام امريكا و اسرائيل لكي نكسب تاييدك انت و بقية العرب . ماذا ستنفعوننا انتم و فلسطينكم و عروبتكم ؟ من الذي سمع صراخنا و استنجادنا و هب بطائراته و بتكنلوجيته المتقدمة لحمايتنا من الجيش العرمرم الذي جهزه القذافي ؟ لم نرى اي عربي او فلسطيني يهب بحماس و عزم لمساعدة الشعب الليبي اكثر الشعوب عروبة و مقاومة و حبا للقضية الفلسطينية . لكن الان كفرنا بقضيتكم و بعروبتنا . عاشت امريكا و فرنسا التي حمت نساءنا من مرتزقة القذافي . عاش برنارد ليفي الذي طوال فترة الثورة و هو يذهب و يعود بين فرنسا و مصراتة و بنغازي و كان اكثر المتحمسين لتسليح الثوار


2 - رد على الاخ مهدي
ashraf lahaleh ( 2011 / 11 / 8 - 10:43 )
يا اخ مهدي انت تعرف ان كل ثوره لها اخلاقياتها .وحتى لو كان القذافي سفاح يجب انا يخضع لمحاكمه وحتى ان لم يخضع وقتل يجب ان يقتل بطريقه حضارية تقدمية لا ان يتم التشويه في جثته وانت رأيت الافعال المقززة والتي لا يمكن لثائر ان يقوم بها ..ثم تأتي وتحيي رأس الامبريالية والظلم والاستبدا (امريكيا) وتعتقد انهم حمو نسائكم من (مرتزقة القذافي) ولكن هم يحمون مصالحهم وحقول النفط اريد ان اضيف معلومة لك ان الناتو يريد من (الثوار) ملايين الدولارات ثمن اسلحة وبطبيعة الحال لن يستطيعوا تسديد هذا المبلغ الخيالي وبالتالي يكون هناك مبرر (لامريكيا) في دخول ليبيا والسيطرة على حقول النفط ومقدرات الشعب بعد ان تعيش في هذه الحقبه تأتي وتقول وتصيح عاشت امريكيا وتكفر بعروبتك وامميتك العربيه ..::واخيرا لفلسطين رجال وثوار تحميها عاشت فلسطين عاشت الثورة الفلسطينية عاشت الاممية العربية. والخزي والعار للامبريالية الامريكيةوعملائهاالتي تسلب حق الشعوب في العيش في سلام


3 - رد على الاخ مهدي
ashraf lahaleh ( 2011 / 11 / 8 - 10:50 )
يا اخ مهدي انت تعرف ان كل ثوره لها اخلاقياتها .وحتى لو كان القذافي سفاح يجب انا يخضع لمحاكمه وحتى ان لم يخضع وقتل يجب ان يقتل بطريقه حضارية تقدمية لا ان يتم التشويه في جثته وانت رأيت الافعال المقززة والتي لا يمكن لثائر ان يقوم بها ..ثم تأتي وتحيي رأس الامبريالية والظلم والاستبدا (امريكيا) وتعتقد انهم حمو نسائكم من (مرتزقة القذافي) ولكن هم يحمون مصالحهم وحقول النفط اريد ان اضيف معلومة لك ان الناتو يريد من (الثوار) ملايين الدولارات ثمن اسلحة وبطبيعة الحال لن يستطيعوا تسديد هذا المبلغ الخيالي وبالتالي يكون هناك مبرر (لامريكيا) في دخول ليبيا والسيطرة على حقول النفط ومقدرات الشعب بعد ان تعيش في هذه الحقبه تأتي وتقول وتصيح عاشت امريكيا وتكفر بعروبتك وامميتك العربيه ..::واخيرا لفلسطين رجال وثوار تحميها عاشت فلسطين عاشت الثورة الفلسطينية عاشت الاممية العربية. والخزي والعار للامبريالية الامريكيةوعملائهاالتي تسلب حق الشعوب في العيش في سلام

اخر الافلام

.. خيم اعتصامات الطلبة تتوسع في بريطانيا | #نيوز_بلس


.. أعداد كبيرة تتظاهر في ساحة الجمهورية بباريس تضامنا مع فلسطين




.. حركة حماس: لن نقبل وجود أي قوات للاحتلال في معبر رفح


.. كيف عززت الحروب الحالية أهمية الدفاعات الباليستية؟




.. مفاوضات للهدنة بغزة مع تحشد عسكري إسرائيلي برفح