الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على فلنكات السكه الحديد -1-

محمد مراجع العزومى

2011 / 10 / 28
الادب والفن



أثناء سيره عائداً من مدرسته الثانويه ، فوق فلنكات السكه الحديد الغير مكتمله ، حاملاً على كتفه الأيسر شنطته المدرسيه ، رابطاً فوق رأسه قميصه الأزرق المدرسى ، كى يقيه من حرارة الشمس ، علي يساره ذلك الطريق الأسفلتى الذى لا يتسع لمرور أكثر من سيارتين ، يفصل بينه و بين قضبان السكه الحديد شجر ـ الأثل ـ ذى الأوراق الحرشفيه دائمة الخضره ، و على يساره تلك المبانى القديمه المبنيه بالطوب الأحمر و التى تغير لونها إلى الأبيض بفعل رطوبة الجو ، يفصل بينها و بين السكه الحديد مياه الأبار الطافحه ، و مخلفات مصانع النسيج من قصاقيص أقمشة لا تصلح لأى إستخدام فتكومت حتى أصبحت كالتلال يتصارع فوقها الأطفال . كل ذلك كان يُثير فى نفسه حنين غريب إلى الماضى ، خاصتاً كلما مر بتلك المنطقة ، التى عاش فيها أيام صباه ، فتذكر أصدقائه و مغامراته معهم لأجل الحصول على ـ كوز صبر ـ من نبتة الصبار الفقوعى الصحراويه ، حلوة المذاق ، غير مُبالين بذلك الشوك الناعم الذى ملئ أيديهم ، لينطلقوا فى النهاية عائدين إلى بيوتهم يحمل كل طفل منهم ـ لوح صبر ـ الغنى بالعصاره و التى تستخدمها نساء قريته كدهان للشعر ، إلى والدته كنوع من الرشوه للتتغاضى عن ذهابه إلى المكان الذى تنبت فيه أشجار الصبر الذى طالما نهرته عنه .أثناء سيره مر على منزل الحاج فتحى الرجل البخيل ، الذى كان فيما مضى مليئ بأشجار الفاكهة ، و كان من بخله يترك الفاكهة تتساقط من على الشجرة لتتعفن على الأرض دون أن يبيعها أو يعطف منها على جيرانه ، فكان يجتمع كل فترة هو و أصدقائه ، يقفزوا برشاقة من على سور منزل الحج فتحى ، ليجمعوا الفاكهة خصوصاً التفاح ، ليتقاسموها بينهم فيما بعد ، حتى علم هذا الرجل البخيل ، فتربص لهم ، و قبض على أحدهم و أذاقه من العذاب أنواع نكالاً له على ما فعله بفاكهته ، و نكالاً للحاج فتحى أعتزم هو و إصدقائه على الإنتقام ، فدخلوا إلى جنينة منزله ، و حتى يُثيروا غيظه و حنقه و غضبه ، كانوا يأكلوا ثمار التفاح و هى على الشجرة دون قطفها ، تاركين للحج فتحى بقاياها مُعلقة ، و الذى بدوره حين رأى منظر فاكهته أخذ فى الولولة كإمرأه ضاع أبنها فى السوق .رأى مصنعاً للكلور ، تصدر منه رائحة كريهة ، و إبتسم إبتسامه بها من الشفقه ما تجعل قلبه يتحول من موضعه ، فالأرض التى بُنى عليها مصنع الكلور كانت فيما مضى ، أرضاً تنبت فيها ـ الخُبيزه ـ التى طالما أرسلته والدته كى يجمعها لها ، لتصنع من منقوعها ترياق لأخيه الصغير المُصاب بالسعال . تذكر طلمبة رفع المياه اليدويه ، التى كانت ملاذهم الأول و الأخير عندما تشتد عليهم حرارة الشمس ، فيرفعوا بها المياه ، ليمرحوا بها ، ليجلس كل مُنهم بعد ذلك فى الشمس حتى تجف ملابسهم ، ليعود كل منهم إلى منزله سعيداً .أثناء سيره على فلنكات السكة الحديد تذكر ، أنه فات منزله ورائه ، مُتتبعاً ذكرياته التى أخذته إلى زمن كان لكل شئ فيه طعم ، حتى الحزن ، فولى ظهره لها و عاد إلى منزله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ندى رياض : صورنا 400 ساعةفى فيلم رفعت عينى للسما والمونتاج ك


.. القبض على الفنان عباس أبو الحسن بعد اصطدام سيارته بسيدتين في




.. تأييد حكم حبس المتسبب في مصرع الفنان أشرف عبد الغفور 3 سنوات


.. عاجل .. إخلاء سبيل الفنان عباس أبو الحسن بكفالة 10 آلاف جنيه




.. أول ظهور للفنان عباس أبو الحسن بـ-العكاز- بعد حـــ ادث اصـــ