الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلقة المفرغة

أحمد بسمار

2011 / 10 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


الـحـلـقـة الـمـفرغــة

لاحظت لدى قراءاتي المختلفة في هذا الموقع وغيره, أن العديد من القراء والكتاب والمعلقين, قد تلذذوا بصادية غريبة غير محدودة مناظر سحل وقتل معمر القذافي ومن ثم التمثيل بجثته, حتى أن البعض يؤكد أن أعمالا جنسية وحشية مورست معه وهو نصف ميت.........................
مما يدفعني للتساؤل, قبل السؤال السياسي والتاريخي الهام عن ضرورة محاكمة قانونية له, وأن نترك المجال لمعرفة علاقاته مع الدول الغربية التي استقبلته كالفرعون, قبل سنة من قتله.
سؤالي يبقى تحليلي وباتولوجي عن الأشخاص (الثوار) الذين نفذوا عمليات السحل والقتل والتمثيل بالجثة. هل سيشارك هؤلاء بإدارة الحكم والأمن والجيش والإدارات المحلية في ليبيا (المحررة)؟ وهل يمكنهم أو سيسمح لهم من الوجهة الإنسانية الطبيعية ممارسة أية وظيفة تتعلق بالبشر الآخرين والمواطنين الطبيعيين العاديين. مثلما أطرح نفس السؤال عن ممارسي التحقيق والتعذيب من زبانية معمر القذافي.. هل سيتابعون البقاء في وظائفهم كما جــرى مع مختلف الحكومات العربية المتغيرة عبر الزمن والتي كانت تحافظ على محترفي التحقيق والتعذيب في وظائفهم. كما كان يبقى الحلاق حلاقا والخياط خياطا.. وهلم جــر......
لأن وظيفة محقق تعني دائما ممارس تعذيب, في كافة الأنظمة العربية أو الإسلامية مهما تلونت وتغيرت. وصارت مهنة مميزة, تؤمن لصاحبها الاحترام, الاحترام الناتج من الرعب. فكلمة مخابرات أو أمن تعني لأي مواطن بسيط عادي صورا جهنمية شيطانية وبلاء لا خلاص منه, والطريق المسدود الذي لا عودة منه.

لا يمكن أن نتحرر من هذه الصورة نهائيا وإلى الأبد, إذا لا نبني على دعائم متينة دولة القانون الديمقراطي, التي تبنى على اختيار المواطن لمسؤوليه.. من الحارس الليلي حتى رئيس الجمهورية. الدولة الديمقراطية. وهذا يبنى لبنة لبنة وثقافة من الألف حتى الياء. دولة المسؤولية والمشاركة.
كيف ستكون دولة ليبيا المستقبلة.. إذ بدأت بالقتل والسحل..
وكيف نطالب في سوريا بالحرية والديمقراطية.. مع ممارسات القتل والتقطيع ورمي الجثث في الأنهر, مهللين بصراخ الله أكبر.. نعم الله أكبر!.. نشاركه في جرائمنا وعمليات السبي والاغتصاب.. الله أكبر.. ألله أكبرّ!!!...

هل نريد فعلا دولة ديمقراطية, قائمة على مبادئ وحقوق وواجبات إنسانية.. أم نريدها دولة الله أكبر.. حتى نفعل ما نشاء باسمه دون حسيب أو رقيب؟ أو ما كان جميع حكمنا الذين يئسنا من حكمهم يحكمون باسم نفس الإله. ولم نستفد منهم سوى زيادة التعاسة والفقر والظلم والعتمة واليأس؟؟؟... لماذا لا نغير... لماذا لا نغير الأنظمة ونحكم أنفسنا بأنفسنا.
أما رأيتم في تونس وفي ليبيا.. عودة إلى الشريعة.. عودة إلى نفس المرجع ألذي ساد وحكم به من انقلبوا وثاروا عليهم.. لم يتغير أي شيء سوى أنهم تـمـتـرســوا أكثر وأكثر في السيطرة باسم المرجع القديم.. الله والشريعة المنسوبة إليه.
أما أننا خلقنا أغبياء كآبائنا وأجدادنا الذين أطاعوا الله وأولي الأمر منهم, وناموا على عبودياتهم وغيبياتهم سنينا مريرة طويلة.. أو نغير حياتنا ونبنيها بأيدينا, بفكرنا وتحليلنا, دولة مدنية علمانية, على أسس وديمومة متينة من الحريات الإنسانية, كما تمارس لدى بقية البشر المتحضر.. أو لنمضغ مزيدا من القات, مهللين صارخين الله أكبر.. ألله أكبر.. يعيش.. يعيش حكامنا الجدد..وتنتهي كالعادة دورة الحلقة المفرغة.
ونعود إلى أكواخنا المعتمة, لنعيش كما كنا.. ًصلاة ونكاح وأكل ونوم...
وليعيش.. يعيش السلطان...
دون أن نتساءل ـ فعلا ـ هل نـسـتحـق حياة أفضل!!!........................
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الحزينة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وجهان لعملة واحدة
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 28 - 21:46 )
شكرا لك أخي أحمد على هذه الفرصة وأتبنى تماما هواجسك الإنسانية. ما أراه هنا أنه لا يجب أن نضع أنفسنا بين خيارين: إما قبول الاستبداد أو قبول الإخوان واستبدادهم الديني بل حتى التحالف مهم. يجب رفضهما معا لأنهما وجهان لعملة واحدة. ويجب أن نشدد أيضا على أن الاستبداد في بلداننا هو المتسبب في هذا الانحطاط العقلي والتعليمي والتربوي والاقتصادي وفي جميع الميادين بعد أن أقام أنظمة قمعية بدأت بشعارات التصدي للاستعمار والإمبريالية والتحرر الوطني والتنمية وانتهت بنهب الثروات والإثراء الفاحش لللمقربين وعطلت كل جهود التنوير وسمحت لرجال الدين بالإشراف على تكوين الناس في المساجد ووضعت مناهج دراسية متخلفة عجزت عن تكوين الأجيال تكوينا حديثا يؤهلهم للمشاركة في التغيير نحو الأفضل. هو اليوم صراع بين الوحوش. يجب تأييد الشعوب على رفض الاستبداد مع التحذير من لصوص الثورات.
تحياتي


2 - مشكلتكَ عويصة يا صديقي !
رعد الحافظ ( 2011 / 10 / 28 - 22:20 )
مشكلتكَ يا عزيزي الفولتيري أنّك تناقض فولتيريتكَ مع سبق الإصرار والترصد
ولا ترضى حتى بمراجعة نفسك ولو ل 7 ثواني حسب النصيحة العلمية قبل إتخاذ ايّ قرار مهما كان مستعجلاً ( ما دام ليس موت أو حياة )
*****
لماذا تختلط الأوراق عندكم ؟
لماذا لاتنظرون بهدوء للصورة الكاملة ؟
الخطوة الأولى والسؤال الأهم / هل نرضى ببقاء طغاتنا ؟
الجواب / كلا طبعاً , بل نعمل مع الشعوب لإزالتهم من طريقنا
إنتهى
*******
الخطوة الثانية / من سيحكم بدلهم ؟
الإسلاميّون ؟ سنتصدى لهم جميعاً
سيحكمون رغم أنوفنا , نظراً لقاعدتهم الشعبية ( المُعمى عليها من المشايخ ) ؟
حسناً هذهِ هي الديمقراطيّة مثل كلّ شيء لها وجهان , وهذا وجهها الثاني الذي سيوصل هؤلاء البغاة للحكم
سيحكمون ويفشلون أكثر من سابقيهم الطغاة وسوف يُجتثون من مجتمعاتنا هذه المرّة الى الابد , كما اُجتثَ البعث في العراق وقريباً في سوريا
و لاتنسى فكرة العفيف الأخضر / قدرنا أن نجرّب حكمهم في اللحم الحيّ
وتذّكر مقولة هيغل / لا ولادة عظيمة , دون ألم
فماذا أفعل أكثر من هذا لاُقنعك ؟ هذا شأنكَ يا عزيزي
*****
تحياتي لكَ


3 - التشبيح على أصوله
علي السوري ( 2011 / 10 / 29 - 03:13 )
أتت تطلب من ثوار ليبيا، وجلهم فتية صغار، أن يراعوا حقوق الانسان مع وحش مثل القذافي؟؟ اين كان صوتك، حينما دأب القذافي على اعدام معارضيه بدون اي محاكمة؛ بل جلسات في ملعب كرة القدم منقولة على البث المباشر مع حكم سريع بدون وجود محام ثم شنق أمام اعين الجمهور والمشاهدين؟
ثم هل تريد من الليبيين، وغداً من السوريين أيضاً، ان يكونوا أكثر تمدناً من الطليان؛ وهم الأمة التي أسست لحضارة أوربا من خلال اللاتينية وعصر النهضة؟ فثوار ايطاليا، المقاومون للفاشية، حينما قبضوا على موسوليني وعشيقته كلارا، فإنهم لم يقدموهما للمحكمة بل نفذوا فيهما حكم الاعدام ميدانياً. ثم سحلوا الجثتين، بين البصاق والركل وربما اشياء اخرى جنسية، ثم علقوهما بالمقلوب لمدة 3 أيام
عقبال عند حبيبكم بشار وآله وصحبه أجمعين آمين
تحياتي


4 - شـــكــر
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 10 / 29 - 08:57 )
أشكر السيد عبد القادر أنيس على رزانته وحكمته وآرائه…
الصديق رعد الحافظ على فوراته الغاضبة التي تعيدني من وقت لأخر إلى عالم الواقع…
أما السيد علي السوري.. فإني لم أجد بعد نقطة مشتركة للتفاهم بيننا… هو يحب الدم والعنف والقتل وقـص الرقاب…وأنا أميل إلى السلم والسلام والتسامح والتفاهم بين البشر… وخاصة بين أبناء الشعب الواحد…
ولكل من الثلاثة كل تحياتي المهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


5 - الصديق العزيز احمد بسمار
مرثا فرنسيس ( 2011 / 10 / 29 - 15:23 )
سلام لك ونعمة أخي
مقالك وهواجسك غاية في الصدق والتركيز، اتفق معك تماما، ولا اعرف ماهو مقياس هؤلاء المحسوبين على البشر ، هل اصبح القتل والتمثيل بالجثث بطولة؟ هل سحل ودهس الانسان عبادة؟ كيف يطمئن اي مواطن عادي على مستقبل وطنه بعد ان اصبح صوت العنف وغياب القانون هو الأعلى؟
أصبحت الغايات الشريرة تبرر الوسائل الأشر بكل أسف
من يشيعون انهم خلصوا البشرية من طغاة هو انفسهم اكثر طغيانا وظلما وكذبا، ولن يقيم الانسانية ثانية الا دولة القانون، والأمانة في تنفيذه على الكبير والصغير وليس حبسه في ادراج واقامة الحدود كما يحلو لكل منهم!
كنت اتمنى ان يسلم القذافي وكل ظالم للقانون رغم ان القانون لم يعد هو الحكم على جرائم الرؤساء، ومازال لهم اذرع تطيل الوقت وتخفي الأدلة وناتي بالشهود الزور.
لا تحزن يا أخي فمازال هناك قبس من الأمل والرجاء
محبتي وتقديري لشخصك


6 - رد إلى : مرثا فرنسيس
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 10 / 29 - 22:24 )
يا صديقتي الطيبة
أشكرك على مؤازرتك ودعمك وتشجيعك. ولكن كل هذا لا يغير مع مزيد الحزن والأسى, مرارة واقعنا وسواد أفكارنا واختياراتنا التي ترجح التعصب والغيبيات الدينية, على العدالة الإنسانية وتآخي الإنسان مع الإنسان. لا نسمع ولا نرى سوى القتل والسحل والتكفير, واللحى والجلباب والزبيبة, تفجر الفكر وتحرقه, وتمنع الإبداع والجمال. وتخنق كل حقيقة...
وبعد كل هذا يا صديقتي الطيبة.. كيف تريدينني أن آمل وأحلم وأتمنى غدا أفضل...
وحتى نلتقي.. لك مني كل المودة.. وأطيب تحية مسائية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الحزينة.

اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يُصدر أوامرَ إجلاءٍ من رفح ويقصف شمال القطا


.. قصف متبادل بين مليشيات موالية لإيران وقوات سوريا الديمقراطية




.. إسرائيل و-حزب الله- يستعدان للحرب| #الظهيرة


.. فلسطين وعضوية أممية كاملة!.. ماذا يعني ذلك؟| #الظهيرة




.. بعد الهجوم الروسي.. المئات يفرّون من القتال في منطقة خاركيف|