الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعذيب بنيران صديقة

مجدي مهني أمين

2011 / 10 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


لما أمريكا ضربت ليبيا ، أو بالتحديد قصر العزيزية مقر إقامة القذافي، خرج مبارك للناس وقال "لازم أمريكا تفهم نفسية الشعوب"، عبارة كدة تبان فيها حاجة أو حكمة أو نصيحة لحد أو امتصاص لغضب، فيها كل حاجة ، وفي نفس الوقت ما فيهاش حاجة، ولم يتكلم أحد، الناس كانت واخدة مبارك على بعضه شروة ، مش ها تدقق في كل ما يقول، لا أعلم ما الذي أعاد لذهني هذه العبارة ، المرة دي هذه العبارة تختص بالأمن والشرطة العسكرية التي قامت منذ قيام الثورة بالاعتداء على المواطنين، اعتداء سافر واضح، ضرب إهانة هتك عرض، ناس بيدخلوا حجرات وهات ياضرب، وخلع ملابس ، وضرب، وتصوير للناس في أوضاع مخجلة، لم تكن آخرها تصوير الفتيات المتظاهرات.
لشد ما آلمني وآلم كل الناس ، صور المواطنين اللي حجزوهم في موقعة ماسبيرو، شاهدت صور الشوارع الخلفية لماسبيرو، أحدها كان لشاب ملقى على الأرض، الشاب ركّز يحمي رأسه من هول ضرب الشرطة العسكرية ، من كثرة الضرب سقطت إيده عن حماية رأسه. المشهد الأكثر قسوة كان لصف من المواطنين ، واقفين في حجرة وحواليهم رجال الشرطة العسكرية ، وهات ياضرب ، وعلى الوجه وآخر يضرب على مؤخرة الرأس ، والمواطنون بلا حراك، يتلقون الصفعات في وجوم صمت.
ما هذا؟ أليست هذه بالتحديد هي نفس الممارسات التي فجرت ثورة يناير؟ حين خرج الناس ثأرا لكرامتهم من الأمن؛ فكيف يتسلم الجيش هذه المهمة؟ الجيش الذي يفخر أنه حمي الثورة، كيف يقوم بهذا السيل الجارف من التعذيب؟ كيف يمارس قتلا جماعيا بمستوى ما قامت به الشرطة أثناء الثورة؟
و خرج مع بداية الثورة أحد أعضاء المجلس العسكري يعتذر عن انتهاك المتظاهرات ، بعبارته المشهورة "رصيدنا لديكم يسمح"، والناس لم تتكلم ، لم ترد أن تحرج الرجل وتقول له الرصيد لا يسمح بالإهانة، ولا الاعتداء على العرض، لا يسمح لسبب واحد وهو أن الثورة قامت ضد الأمن من أجل هذه الانتهاكات تحديدا ، لم تقم من أجل التوريث رغم أنه كان بغيضا، ولكن قامت بالتحديد من أجل الكرامة ، وجرف الثوار في طريق ثورتهم؛ جرفوا الأمن والوريث والرئيس والبطانة ، وأودعوهم جميعا قيد المحاكمة.
يعني شعب خرج وتمرد على الخوف، كيف نعامله بنفس الطريقة؟ ما معنى هذا؟ وهنا تأتي عبارة مبارك التلقائية الجامعة "لازم المجلس يفهم نفسية الشعوب"، فلا تعامل الشعوب في حمي ثورتها بهذه الطريقة. على كافة الأجهزة أن تأخذ مسافتها كاملة من هذه الممارسات ، مسافة كاملة تتزايد مع الأيام نحو علاقة جديدة جادة مع الناس، الشعوب ليست ملكية خاصة لأحد ، لا يملك الحاكم على الناس، كما كان في العصور الأولي، حق الحياة أو حق الكرامة ، لا يملك من أمر الناس ما يخول إليه الاعتداء عليهم ، أو إهانتهم ، أو تخويفهم، أو تكميمهم، لا يملك أصلا هذه الحقوق، فكيف يكون الحال وهم في فورة ثورة ، نعم يامبارك"على المجلس أن يفهم نفسية الشعوب " بعد أن خرجت عن الطوق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون