الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حركة حماس تطرح شكلا خاصا للتوريث في فلسطين:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 10 / 29
القضية الفلسطينية


حيبدوا ان طيبي القلب من شعبنا لا يرون ان الاعلام احد مجالات الصراع الفلسطيني الصهيوني, الرئيسية, وان الصحافة المكتوبة والمرئية والالكترونية ادواتها, فللاسف لايزال شعبنا يرى البندقية مؤشرا ودليلا على العلاقات, في حين يرى عدونا الصهيوني ان استخدام البندقية هو الحل الاخير في حسم الصراع,
ان الجوهر والعمق الحقيقي لخلل توازن القوى لصالح العدو وضدنا في الصراع, انما يتمحور حول تباين مجتمعية السلوك الحضاري سياسيا واقتصاديا وثقافيا لصالحه, حيث يفشل تخلف حضاريتنا عن منع اختراق ادواته لمقاومتنا, وتتيح له تحديد اشكال واتجاهات واهداف مسلكيتنا ومواقفنا لصالحه. وبهذا الصدد لا شك ان عدونا استطاع ان يجعل من اعلامه احد اهم ادوات اختراقنا. في لحظة نظن نحن ان ادوت الاعلام الصهيوني هي ادوات ديموقرطية محايدة غير منحازة في صراعنا معه. لذلك ترانا نتلقف ما ننقيأه ادواته الاعلامية من حملات تشكيك على اختلافاتنا الفصائلية اولا, وثانيا على ضعف قدرة السلطة و م ت ف على تامين استقلالنا وسيادتنا وبالتالي امننا وسلمنا. ولفشل اعلامنا وافتقاده القدرة على مواجهة كفاءة الاعلام الصهيوني, فادوات اعلامنا تكاد تقليديا ان تكون _ امبليفاير_ مضخم صوت_ تستكمل مهمة الاعلام الصهيوني في مجتمعنا, والمؤسف انها لم تلتقط بعد التغير الاستراتيجي الهجومي الذي اخذت مساره منهجية النضال الفلسطيني, فلا زال دون ابداع او مبادرة ترتقي لهذا المستوى, يعود السبب في ذلك الى تقنيتها غير المسلحة بمظلة ثقافية وطنية استقلالية سيادية.
فمثلا لقد مررت وسائل اعلامنا خبر قبول ترشيح المناضل الفلسطيني ايلان هاليفي, اليهودي الديانة, للمجلس الثوري لحركة فتح, وقبول المجلس الثوري هذا الترشيح وضمه لعضوية المجلس, باعتباره خبرا عاديا, دون ان يكون هناك حالة احتفاء اعلامية خاصة بالخبر وصاحيه, كان يجب اصلا ان يكون تم الاعداد لها مسبقا, وذلك لاهميتها الثقافية السياسية والتي تتمحور حول ما تتضمنه من ارتقاء حضاري يبلور حالة وطنية تتجاوز الخلاف الديني وتتمسك بالوطني الديموقراطي, وهو امر كان سيفيد في هزيمة الروح الانشقاقي الذي يتكيء الى التمايز الديني. وكان سيمثل نموذجا وقدوة مسلكية حسنة لباقي اهلنا من الفلسطينيين اليهود, ويخفف من حدة العداء الاسلامي المسيحي لهم.ورغم ذلك نقول انه لا يزال بامكان الاعلام الفلسطيني تلافي هذا الخطأ واعادة انتاج ايجابياته.
على العكس من ذلك نجد الاهتمام الاعلامي الواسع بخبر جريدة معاريف الصهيونية حول مقولة حل السلطة الفلسطينية, والذي نسبته جريدة معاريف الى مسئول فلسطيني مبهم, فقد بدأ الحوار الداخلي الذي تسربت له طبعا مياه منهجية الانشقاق الداخلي الفلسطيني, وهكذا ومن لا شيء سوى تحريف تصريح غير موفق للاخ الرئيس محمود عباس يدعو فيه الى بحث مسار السلطة. ولم يكن التصريح حول مصير السلطة؟
لقد تلقف الخط الفكري العروبي الاسلامي, الذي لا يرى الخصوصية القومية الفلسطينية هذه المقولة وبدأ النفخ في حجمها, واختلاق مبرراتها, والتركيز على جمالية مميزاتها, وهؤلاء كانوا اصلا ولا يزالوا يدعون الى حل السلطة. كما دعوا الى تفكيك م ت ف من خلال نقد استقلالية القرار الفلسطيني واعتبار انجازات ابراز الاستقلالية الفلسطينية عامل تدمير للقضية قائلين ان هذا التبلور الاستقلالي الفلسطيني انما نزع القضية الفلسطينية من حضنها العرقي العروبي الاسلامي. دون ان ينتبهوا ان ولادة الحلقة الصهيونية من القضية الفلسطينية اخذت شكل اقتسام فلسطين, وعملت على الغاء وشطب استقلال الشخصية الوطنية الفلسطينية بانسجام وتساوق تام مع الادعاء الصهيوني الذي لا يزال اعلامه يركز حتى الان على عروبية واسلامية الهوية الفلسطينية, لا استقلاليتها القومية, وكما يساعده في ذلك مساعدة قيمة جدا المواقع الاعلامية ل م ت ف والسلطة وكافة المواقع الفصائلية وخصوصا القومية العربية والاسلامية منها. حيث نجح هذا الاعلام المعادي الى درجة وضع التعريف العربي الاسلامي على لسان المواطن الفلسطيني حتى والى درجة عدم اهمية القول بانه فلسطيني, وبات انتظار حلم تحرير العرب والاسلام لفلسطين قيدا على المبادرة الفلسطينية. وباتت العين الفلسطينية لا تنظر برضا للانجاز الوطني الا اذا كانت العين العربية الاسلامية تنظر له بالرضا. ولذلك لا بد من اعلان ان التحرر من الاوهام العرقية العروبية الاسلامية هي المرحلة الاولى الواجب الاهتمام بانجازها من مراحل التحرر القومي الفلسطيني.
اما بالعودة لمحاكمة تصريح الاخ الرئيس محمود عباس والذي جرى بصورة مقصودة تحريفه اعلاميا, فان المدخل لذلك يقتضي منا ان نراه في سياق منهجية الحراك السياسي الفلسطيني واهدافه, هذا السياق الذي تحرر من الصيغة التفاوضية الصهيونية الامريكية كما تحرر من صورة التسول الانساني للحقوق الفلسطينية التي فرضها عليها انشقاق غزة واسر شاليط الذي جاء بالحصار الحماية لقطاع غزة, فهو حصار للشعب وحماية سافرة لقوى الانشقاق, التي وجهت الضربة الاقصى لوجود السلطة وشرعيتها, فم ت والسلطة الفلسطينية اتجهت الى استعادة الصورة السياسية للقضية والحقوق الفلسطينية, من خلال مسار تدويل القضية, والتي تتوجت بتقديم طلب عضوية دولة فلسطين الكاملة في الامم المتحدة, مما استثار غضب الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الامريكية, فكيف يمكن للاخ الرئيس ممود عباس ان يهدم هذا التراكم السياسي بالدعوة لحل السلطة وكان الشعب الفلسطيني يلعب بمصيره؟
من الواضح ان التفسيرات المنحرفة لتصريح الرئيس محمود عباس انما داعبت الانحراف النفسي السياسي لعملاء الكيان الصهيوني في المجتمع الفلسطيني, وعملاء الانظمة الذين سبق لهم وان اقتسموا فلسطين مع الحركة الصهيونية, وبالتاكيد اكبر اطار لعملاء الولايات المتحدة الامريكية واوروبا _ حركة الاخوان المسلمين _ على وجه الخصوص, التي باتت قبل اي صلاة تتوضأ بالتفاهمات مع اعداء الشعب الفلسطيني وحركة الشارع العربي الثورية, هؤلاء اللذين باعوا الله والاوطان بمقعد نيابي ووزاري.
ليس من عادة الشعب الفلسطيني ان يتخلى عن انجازاته الوطنية, والا لكان اتهامنا ببيع الوطن صحيحا, ولكن الشعب الفلسطيني عادة ما يجرد من حقوقه وانجازاته الوطنية, تحت اقسى الضغوط واجحفها, وهذا ما تتعرض له م ت والسلطة الفلسطينية الان, ويواجهونه بارقى ما يمكن ان تتجلى به الوطنية من صبر وحكمة, في حين تتجرد القوى القومية العربية والاسلامية من حجاب عفتها وتدعوا سيالامات الارض على راي الشاعر مظفر النواب وتدخلها ليس على القدس فقط بل وعلى اوطانها هي _ والى درجة ان باتت الجمع الاسبوعية ليس لله ابدا بل لمناشدة الاستعمار العودة لاحتلال المنطقة واجهاض السيادة والاستقلال الوطني كاطار وحافظة لباقي ما تحقق من انجازات وطنية, واتمنى ان لا يقول معلق باني ضد الانتفاضات الشعبية فانا فقط ضد ان تتسلقها ادوات الاستعمار والتي هي الحركات والقوى الدينية خصوصا.
ان محاولة حركة حماس ابتزاز حركة فتح و م ت والسلطة في موضوع المصالحة الفلسطينية بالدعوة الى تاجيل الانتخابات الى ما بعد اتمام المصالحة, هي محاولة لابقاء المصالحة الفلسطينية على ارض المحاصصة وعدم الاحتكام الى قوة واتجاه الانحياز الشعبي الثقافي السياسي, وهي تنطوي على محاولة اجبار حركة فتح على تبني حماس كوريث قيادي للمؤسسات الفلسطينية, بعد ان اخذت الضوء الاخضر من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة للبدء لمناورة التوريث الفلسطيني ذات الشكل الخاص, لذلك لن نجده غريبا ان تبدأ عملية النفخ بمقولة حل السلطة والتي يعني وجهها الاخر فشل حركة فتح و م ت ف بقيادة المشروع الوطني الفلسطيني, مما يفتح المجال للمشروع التفاضي الاسلامي, لذلك لم يكن غريبا ان صائب عريقات رفض مشروع الدولة الفلسطينية على حدود مؤقتة الذي تتبناه حركة حماس, والذي يناسب التوجه الصهيوني ستكمال هملية الاحلال من خلال الاستيطان, دون ان تكون الحقوق الفلسطينية قد اثبتت حتى في سجل الشرعية الدولية مما يفسر معارضة حركة حماس لتوجه التدويل,
ان م ت والسلطة لم ولن تطرح مسالة حل السلطة حتى لو اجرت حوله الدراسات اللازمة, بل من الضروري اجراء هذه الدراسات للخيارات المطروحة امام الفلسطينيين, وخيار حل السلطة هو خيار صهيوني بحت في كل المقاييس ولن يكون ابدا خيارا وطنيا, لكن من حق م ت والسلطة الفلسطينية ان تبحث عن مخرج من الوضع الوظيفي الذي دفع الكيان الصهيوني والانشقاق الفلسطيني السلطة له قسرا, وبالقطع هو مختلف تماما عن الوضع الوظيفي الذي دخلته بارادتها اختيارا حركة حماس من بوابة الانشقاق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين ووسائل الإعلام الحكومية الروسية يسخرون من أداء بايدن و


.. الانتخابات الفرنسية.. الطريق إلى البرلمان | #الظهيرة




.. إيران أمام خيارين متعاكسين لمواجهة عاصفة ترامب المقبلة


.. الناخبون في موريتانيا يدلون بأصواتهم في انتخابات الرئاسة | #




.. بعد قصف خيامهم.. عائلات نازحة تضطر للنزوح مجددا من منطقة الم