الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية وتعظيم لرجال المرور الشجعان

ابراهيم المشهداني

2011 / 10 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


نقلت وسائل الإعلام العراقية استهداف نقطة لرجال المرور الشجعان في ساحة اللقاءواستشهاد شرطيي مرور في حادث هجوم قام به مسلحون مجهولون في منطقة الكرخ قرب جسر الصرافية، ولايهمنا عنصر المكان في هذا الاستهداف الإرهابي لان الأرض العراقية ساحة مفتوحة إمام القوى الإرهابية ولا عنصر الزمان ما دامت المبادرة بيد هذه القوى الشريرة !! ولكن أكثر ما يهمنا الإنسان الذي يصنع بعقله ويده كل ما نتباهى به من متعة وجمال وكل ما تنبض به الحياة . ولكن لماذا رجال المرور ؟
الجواب بسيط جدا لان رجال المرور كالنبتة الخضراء الزاهية مزروعة في الساحات وعلى تخوم الطرقات وإطراف الجسور من اجل تنظيم حركة السيارات كي لا يتحول هذا الدفق من الكتل الحديدية المتحركة التي ألقت بها وزارة التجارة في شوارع وطرقات غاية في الضيق وهي بالأصل مزدحمة أقول كي لا تتحول أداة للموت ومن اجل إن يبقى سالك الطريق أمانة في أعناق هؤلاء الرجال الشجعان .لهذا تجدهم كأعمدة شامخة تتحدى حرارة الصيف العراقي وبرودة شتائه فكل الناس يحاولون الناي بأنفسهم عن هذه الأجواء الخطرة إلا رجال المرور .
لقد قرانا أدبيات الإرهاب وتمعنا في تبريراتهم في الطول والعرض فوجدناها تتحدث عن مقاومة الأمريكان وعملائهم ولكننا لم يخطر ببالنا يوما إن رجال المرور هم ضمن قائمة الأمريكان أو عملائهم لان سبب وجودهم في الظروف الصعبة التي يعيشونها ،هو تنظيم السير ودرء المخاطر التي تسببها حوادث الدهس نتيجة الرعونةفي قيادة المركبات أو الجهل بها من اجل الحفاظ على حياة الإنسان وتطبيق قوانين السير والمرور .آلافي حالة إن يكون الإرهابيون قد درسوا بشكل جيد قوانين نيوتن في الحركة ونظرية النسبية العامة لألبرت اينشتاين والنظريات الحديثة في تكوين الكون واثبتوا إن رجال المرور هم من اكتشفوا هذه القوانين وأصبحوا من الكفرة الذين يتعارضون مع أفكارهم البليدة .
إن هذه الحادثة التي تسجل رقما بين ألاف الحوادث المماثلة تضع إمام الأجهزة الأمنية المسئولة بكل أصنافها الكشف عن القتلة ومرتكبي هذه التفجيرات والوقوف بشكل لايقبل التأويلات أو التفسيرات أو التصريحات غير المقنعة التي نسمعها بعد كل حادثة تفجير أو اغتيال لإغراض التهدئة .إن هذا الكلام لا يخرج عن طابعه التحليلي والاستنتاجي ولكن المطلوب من المسئولين التوصل إلى حقائق مدعومة بالأدلة الجرمية والقرائن وهذه وحدها الكفيلة بمعرفة مرتكبي هذه الجرائم ومن يقف ورائهم ويمولهم وإبعادها والأهداف السياسية أو غير السياسية وبهذه الطريقة وحدها يمكن رسم استراتيجيات وإجراءات محاربة الإرهاب من كل حدب وصوب جنبا إلى جنب مع منظومة من التوجهات الحكومية لمواجهة الظاهرة ومكافحتها . إنني إذ اكرر هذه الرؤية لأجل التذكير بما كتبه غيري وما صرح به المسئولون الكبار في الدولة العراقية لكننا وللأسف نسمع في كل مرة جعجعة ولا نري طحينا .فهل يتفهم القادة أهمية رجال المرور كما نتفهمها نحن عامة الناس ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -