الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مثقفون في خدمة التخلف

زيد ميشو

2011 / 10 / 30
الصحافة والاعلام


العرب في عيون يابانية ....

كتاب لنوتوهارا ترجمته ولخصته منى فياض ، إنتشر عبر الإيميل كانتشار النار في الهشيم لمؤلفه الياباني الذي عاش حقبة من الزمن في العالم العربي أو المعرّب منذ العام 1974 ، وفيه الكثير من الحقائق عن السلبيات في إسلوب الحياة الإجتماعية والسياسية للمجتمع . وقد إستوقفتني الجملة التالية يكتفي العالم العربي بإستعادة الحقائق التي كان قد إكتشفها في الماضي البعيد . والأفراد العرب الذين يتعاملون مع الوقائع والحقائق يظلون أفراداً فقط ولايشكلون تياراً في حياة الناس .
يظلون أفراداً ... ولا يشكلون تياراً ..... لماذا ؟ وماذا جنينا منهم ؟
مازال البعض لايفرق بين الجزء والكل وأخص بالذكر شريحة من المثقفين الذين كانت لآرائهم صداها في محيطهم الذي عاشوا وترعرعوا به ، حيث لهم مكانة جيدة ورأي مسموع ويعتبرون مرجعاً يعتمد عليه خصوصاً إن كان المتلقّي أقل منهم في المعلومات . وهذا لايعني بالضرورة إمتلاكهم للحقائق .
وقد شكّلت وسائل الإعلام الحديثة وكثترتها قاعدة لتدوين أفكارهم عن طريق المقالات لغرض قراءتها من قبل المتصفحين وفي بعض المواقع يتم مناقشة الأفكار ولاتخلو من التشنجات .
من بين المثقفين من أطلق على نفسه أو أُطلق عليهم ألقاب عدة كمتنورين وأحرار وليبراليين وديمقراطيين ومبدأيين وغيرها من صفات يملكونها فعلاً لولا وجود تلك الخاصية في الشخصية العربية أو الشرق أوسطية وهي عدم تقبّل فكر الآخر المختلف والأسوأ منها هو عدم تقبّل الفكر المطابق لفكرهم كونه نبع من غيرهم . حيث نجدهم مختلفين ومخالفين بعضهم البعض وإن تقاربوا وأيدوا واحدهم الآخر فإنهم يفعلون ذلك نكاية بمثقف آخر من نوعهم .
لذا ، وبدل أن نعتمد عليهم بتقويم الإعوجاج في مجتمعاتنا وسياسيينا نراهم يزيدون الطين بلة بفرقتهم . بينما المصلحجية الساعية إلى منفعتها الشخصية التي نمكنت من فرض نفسها على الساحة السياسية والإجتماعية وحتى الدينية الغاسلة للعقول ومحجّرتها باسم المقدسات ، هذه الطبقة قد إحتلّت مركزاً في المجتمع وسيطرت عليه كفريق تحت إسم مؤسسة قد تكون حزبية أو دينية أو مدنية ، بينما المعارضين وهم على حق يدورون حول أنفسهم ويصارعون الطواحين .
فلا جهة تساندهم ولا هم يدعمون وجودهم كونهم يعتبرون أنفسهم آلهه ، لذا فهم لايطيقون أن يؤسسوا تجمعاً لأنه حتماً سيتكاثر الرؤساء ويتساوون مع المنتسبين وبتعبير آخر لن يقبل أيّ منهم بأقل مركز القائد .
وعليه محال تغيير الحال التعيس كوننا نفتقر إلى مثقفين متواضعين يشكلون نواة سيؤدي بالتأكيد إذا مااتفقوا إلى تصحيح كل المسارات الخاطئة ، إنما مَن ذلك الحر الشجاع الذي يستطيع الخروج من ذاته ويعمل من خلال فريق ليقلب الموازين لصالح خير المجتمع .
وإلى ذلك الحين ستبقى مقالاتهم وآراؤهم مشتتة ومنسية ، ولا صوت يعلو على صوت الباطل وما نخاف منه سيكون لأن المنادين بالحق يظلون أفراداً ولايشكلون تياراَ ، وإن لم يصدقني أحد فاسألوا الياباني نوتوهارا فقد فضح أمرهم وبلغته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأستاذ زيد ميشو المحترم
ليندا كبرييل ( 2011 / 10 / 30 - 17:56 )
باعتقادي أن أسباب الفرقة بين المثقفين تعود إلى أن كل مثقف شايف حالو فوق ولا يعلو عليه أحد ، بعبارة أخرى لا بد أن يكون رئيس قبيلة ، لن يختلف اليوم عن الأمس . النفسيات واحدة سوى أنهم اليوم يعيشون ببيوت حديثة بينما كانوا في الماضي تحت الخيام . الوسائل فقط هي التي تغيرت أما العقليات فهي هي لم تتغير ، بل أظن كل واحد شايف حالو الله بذاته ، ولا يمكن أن يتساوى مع الآخرين ولا يضمه مجلس معهم إلا إذا كان فوق والباقي .. تحت
وشكراً على إشارتك الواقعية لهذه المشكلة الخطيرة . تحياتي

اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال