الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخلافة في السعودية آخذة بالتشكل

غسان نامق

2011 / 10 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


نشرت مجلة "السياسة الخارجية" الأمريكية بتاريخ 28 تشرين الأول / أكتوبر مقالاً بعنوان "الخلافة في السعودية آخذة بالتشكل" Saudi Succession Starts to Gel للكاتب "كريسبين بي هاوس" Crispin B. Hawes. ونقدم أدناه ترجمة عربية للمقال.

لم تكن وفاة ولي عهد المملكة العربية السعودية، الأمير سلطان، في نيويورك بتاريخ 22 تشرين الأول / أكتوبر أمراً مفاجئاً، حيث أنها جاءت بعد سلسلة طويلة من الأمراض. فقد تم تقليل الدور الفاعل لسلطان في الحكومة منذ عدة سنوات كي يكون التأثير المباشر محدوداً، ولا يكون له إلا تأثيرات قليلة على استقرار الحكومة بل حتى على الافتراضات الجوهرية. ولكن على الصعيد الرسمي فإن استبدال سلطان ينطوي على قرارات أساسية ليس بشأن الخلافة المباشرة للملك الحالي البالغ 87 سنة من العمر، بل على توازن السلطة على المدى المتوسط في الأسرة المالكة.

لقد تطلبت وفاة سلطان إجراء بعض التعديل على خط خلافة الملك عبدالله. فليس هناك مبدأ البكورة في المملكة العربية السعودية: فكافة حكام المملكة منذ وفاة مؤسسها الملك عبد العزيز كانوا أبناءه. ويقرر كبار أفراد العائلة خط الخلافة، وغالباً ما يكون ذلك بعد التشاور مع كبار العلماء. فقد تم تعيين أخ سلطان الشقيق، وزير الداخلية الأمير نايف، لخلافة عبد الله، في حين من المحتمل أن يصبح أخ شقيق آخر، وهو حاكم الرياض الأمير سلمان، خليفة نايف.

يعد نايف شخصية مثيرة للجدل. وكانت هناك توقعات بإمكانية تدخل مجلس الولاء، وهو هيئة تأسست عام 2006 للمساعدة في الخلافة، وتغيير الخطة. وأحد أسباب قيام عبد الله بتعيين مجلس الولاء هو التقليل من سلطة الأخوة الأشقاء المعروفين باسم "السديريون السبعة". والسديريون الخمسة الباقون على قيد الحياة هم الأمراء نايف وسلمان وعبد الرحمن وأحمد وتركي. ومع ذلك يبقى الأخوة السديريون أقوياء. وعلى الرغم من أن الكثيرين من أعضاء مجلس الولاء يمقتون نايف شخصياً، إلا أن إخراجه من خط الخلافة يعني أن على عبدالله الاستعداد لمواجهة نايف. غير أن العائلة السعودية الحاكمة التي تتميز تقليدياً بنفورها من المجازفات تبدو من غير المحتمل دائماً بأن تتخذ مثل هذه الخطوة. ومن ناحية أخرى، سيسعى المجلس لمنع نايف من وضع ابنه محمد في الخط المباشر.

ولقد تم التعبير عن القلق لدى حلفاء المملكة العربية السعودية من أن نايف، وهو الصوت المحافظ القوي في مداولات السياسة السعودية، يمكن أن يستهل خطاً أكثر تشدداً بعد حكم عبدالله الأكثر اعتدالاً، وذلك في حالة خلافته. إلا أن فكرة كون عبدالله عاهلاً ذا عقلية إصلاحية أمر مبالغ فيه. فقد قاد بعض التنازلات في انتخابات المجلس البلدي وكان نصيراً لقضايا مثل اختلاط الرجال والنساء في العمل في مؤسسات البحث العلمي. غير أن السمة المحافظة لنايف تنسجم مع السياسة السعودية في معظم القضايا.

ومع ذلك، فمن المحتمل أن يثير نايف القلق، كولي عهد وربما كملك في ما بعد، من خلال الصورة التي يقدمها. فنجد عبدالله مهتماً بالتأكيد على التقليل من شأن اللقاءات مع كبار العلماء، في حين تجري إشاعة عبارات من مثل حقوق المرأة. وعلى النقيض من ذلك فإن نايف سيشعر بالسعادة في التقليل من شأن أية إشارة إلى الاعتدال. وعلاوة على ذلك، فإن مقاربته للقضايا الإقليمية أكثر تشدداً من عبدالله. فأثناء غياب الملك بعد إجرائه عملية جراحية في وقت مبكر من السنة الجارية كان نايف هو القوة الدافعة وراء تحركات السعودية لمنع الحكومة البحرانية من التنازل لمطالب المحتجين. ومن المحتمل كذلك أن يؤثر نفوذ نايف على العلاقة الصعبة دائماً مع جمهورية إيران الإسلامية. فبينما لم يتمكن عبدالله من تحقيق تقارب حقيقي، نجده تمكن حتى قبل وقت قريب من ضمان حوار أكثر اعتدالاً.

وكولي عهد، فإن الملك سيلجم تأثير نايف على العلاقة مع إيران. ولكن إذا خلف نايف عبدالله فعلاً فمن المحتمل أن يرغب في استعمال إمكانية المواجهة من أجل تعزيز أوراق اعتماده بصفته المدافع عن القيم السنية المحافظة. وعلاوة على ذلك، فمن المحتمل أن يسعى لتحقيق مشاركة أكبر في العراق، وربما سيكون أقل اهتماماً من عبدالله في تجنب معاداة رجال الدين الشيعة والأحزاب في العراق من خلال زيادة دعم المجاميع القبلية العربية السنية.

عن: مجلة "السياسة الخارجية".
28 تشرين الأول / أكتوبر 2011
http://eurasia.foreignpolicy.com/posts/2011/10/28/saudi_succession_starts_to_gel








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ